دين و دنيا

شعبان محمد شحاتة يكتب: الشرك الخفى

مراقبة القاضي الله في السر والعلانية والاخلاص لله :قال عمر بن الخطاب في رسالته إلى ابي موسى “ومن تزين للناس بما يعلـم الله منـه غير ذلك شانه الله”جاء في مسند احمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي أن اخـوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر”يا رسول الله ؟ قال “الرياء” إذ اخبرني الناس باعمالهم.إذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء”وعـن ابـى هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليـه وسـلم فـي الحديـث القدسي: قال الله تبارك وتعالى : انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معى
غيرى تركته وشركة. اخرجه مسلم في باب تحريم الرياء والمراد أن عمل المرائي بــاطل لا ثواب له فيه ويأثم به وقال تعالى “وما امروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ” والرياء
في العمل هو الشرك الخفى وبه يتوصل الشيطان إلى ابطال الاعمال والحرمان من ثوابها.

وجاء في الحديث القدسي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنها عن النبـی صلـى الله عليه وسلم قال: أن الله قال : لقد خلقت خلقا، السنتهم احلى من العسل وقلوبـهـم امـر مـن
الصبر. فبي حلفت لا تينهم فتنة تدع الحليم منهم حيران فبي يغترون ؟ ام علـى يجترئـون ؟أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب. والمقصود أن يلينوا للناس ظاهرا واضمار السـوء لهم باطنا مكرا وخداعا. فليس في قلوبهم محبة للعباد بل انما يحبون انفسهم فقـط ويخـادعون الناس باظهار المودة والمحبة لهم قاصدين تحقيق اغراض دنيويه وخداع الناس.وذكر ابن القيم رحمه الله في شرح كلام عمر : (فمن خلصت نيته في الحق ولو علـى نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس. ومن تزين بما ليس فيه شانه الله هذا شقيق كلام النبوة وهـو جدير بان يخرج من مشكاة المحدث الملهم وهاتان الكلمتان من كنوز العلم ومن احسن الانفـاق
منهما نفع غيره وانتفع غاية الانتفاع فاما الكلمة الأولى : فهي منبع الخير وامهلـه والثانيـة :اصل الشر وفصله فان العبد إذا خلصت نيته الله تعالى وكان قصـده وهمـه وعملـه لوجهـه
سبحانه كان الله معه فانه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقال الله تعالى “ومن يتق الله يجعل له مخرجا” الطلاق ايه ٢” من انواع حفظ الله لمـن حفظه في ديناه : أن يحفظه من شر كل من يريده بأذى من الجن والانس وقـال الربيـع بـن خيثم: يجعل له مخرجا من كل ما ضاق على الناس .

وقال سفيان بن عينيه رحمة الله تعالى : لله من تزين للناس بشئ يعلم الله منه غير ذلك شانه الله ليس من حب الدنيا طلبك ما لابد منه .وقال ايضا العدل أن تكون السريرة موافقة للعلانية والفضل إذا كانت السريرة افضـل من العلانية والجور أن تكون العلانية افضل من السريرة.ذكر عن سفيان بن عينيه قال كان ابن شبرمة يقول: ما في القضاء شفاعة لمخاصم.. عند اللبيب ولا الفقيه العالم.. هون على إذا قضيت بسنة أو بالكتاب برغم انف الراغم وقضيت فيما لم اجد اثرا به..بنظائر معروفة ومعالم

ويجب أن يكون القاضي من اهل التقوى لانه من كان فاسقا لا تقبل شـهادته فـلان لا يقبل قضاؤه أولى. وقد كتب عمر إلى معاذ بن جبل وابي عبيدة ابن الجراح حين بعثهما إلـى
الشام: أن انظر رجلا من صالحي من قبلكم فاستعملوهم على القضاء.وقال عمر لا يقيم امر الله إلا من لا يصانع ولا يضـارع ولا يتبـع المطـامع وقال عمر : لا ينبغي أن يلي هذا الامر إلا رجل فيه اربع خصال : اللين فـي غـير ضعف، والشدة في غير عنف، والامساك في غير بخل، والسماحة في غير سـرف وقال عمر ايضا لا يقيم امر الله إلا رجل يتكلم بلسانه كلمة لا ينقص غربة، ولا يطمـع في الحق على حدته ويجب أن يكون القاضي ذا مال وحسب فجاء في اخبار القضاء لوكيع كتب عمر إلـى بعض عماله لاتستقضين إلا ذا مال وذا حسب. فان ذا المال لا يرغب في اموال النـاس، وان ذا الحسب لا يخشى العواقب بين الناس.

وكان عمر يحب القاضي قوى الشخصية فجاء في اخبار القضاة أن عمر بن الخطـاب قال : لأعزلن ابا مریم واولين رجلا إذ راه الفاجر فرقه، فعزله عن قضاء البصرة وولى كعب
بن سور مكانه.

زر الذهاب إلى الأعلى