آراء

شعبان شحاتة رئيس القلم الشرعي بالعدوة يكتب : دق المزاهر اشهر مظاهر الختان فى لبنان

عادات وتقاليد الختان في لبنان يعرف الختان عند الأتراك باسم «سنت» ويعرف في لبنان باسم «الطهور» أو «التـطـهـر» لأنه أحـد شـروط الطهارة ، فيه طهارة الـعـضـو التناسلي مما ترسب تحت القلفة الزائدة من أوساخ والطهور عند المسلمين كان يحصل في البيوت ويقـوم به أناس مختصـون يدعى واحدهم «الختان» ويدعى عند معظم الناس «المطهر» يدورون في القرى برفقة أحد أبنائها الذي يدلهم على المنازل ويساعدهم ،

ويذكر الدكتور حسن البعيني «أخرهم في الشوف وعلى سبيل المثال ، عـزت زهنان من المختارة وعـبـد الفتاح شـحـاذة مـن مـزيـود الـذي ورث المهنة عن أبيه وهذا ورثها عن أبيه أيضـا واشـتـهـر بالتطهير في بيروت أسرة يهودية كـان مـعـظـم المطهرين منها وابرزهـم في الفترة الأخيرة المطهر سلمون الذي عرف بـ «سلمون اليهودي» وكان الحجام الذي يقوم بقصد الناس يمارس غالبا مهنة التطهير التي لم تكن ذات شأن في المجتمع قديما» تتم عملية الطهور بإلباس الطفل عباءة اسمها في بيروت «السركس» وتمديده على مسند ثـم يعـمـد رجل قـوى إلى تثبيت يديه ورجليه بحيث لا يعـود بوسعه أن يقوم بأية حركة تعيق المطهر أو تسبب له نفسه جرحا من الموسى التي يكون المطهر قد أعـدهـا وأكمل شحذها لتصبح صقيلة جارحة تقطع الجلدة التي تغطى الحشفة بسهولة وسرعة ، فيما يضع أحدهـم يده أو منديلا على عيني الطفل کی لایری الموسى والمطهر في أثناء عمله . وكلما عمل الأهل في طهـور ابناءهم كلما خففوا من آلامهم لذا يعمد الكثيرون منهم الى طهور ابنائهم في نهاية الاسبوع الاول أو في أثناء الاسابيع الأولى من الولادة عـمـلـيـات طـهـور ابنـاء المــدن والـقـرى الـتـى يـقـيـم فـيـهـا المطـهـر وابنـاء الأعيان والأغـنيـاء فـي سـواهـا مـن الأماكن، افـراديـة . وحفلاتها تبعا لذلك متواصلة على مدار أيام السنة بنسبة عدد الأطفال المختونين

وهى – أي العمليات -جماعية في حالتين : اولاهما : حين يـريـد أهل حي في المدينة ختان أولادهم معاً وتقاسم نفـقـات الاحتفال به ثانيتهما : حين يريد نبيل أو موسر الاحسان على نية ابنه وتكريمه بختان أبناء الحي أو القرية أو العشيرة معه ودفع النفقات من جيبه كما أنها شبه جماعية في القرى التي تخلو من المطهر أو تبعـد عـن مـركـز سكنه . لأن المطهر كان يزور القرية مرة أو مرتين على الأكثر في السنة وكان يطهر اطفالها في يوم واحد كان للختان عند عامة الشيعة والدروز احتفال بسيط تقدم فيه ضيافة عادية أو تعد وليمة اسمهـا «الاعذار» وهو اسم لغـوى تعنى لفظته قطع ذكر الغلام ، وكان الاقرباء والاصدقاء والجيران يقـدمـون النقـوط للطفل ويهنئون أهله ، لكـن أغنياء الطائفتين يعيرون الختان أهمية كبيرة فيقيمون الحفلات في قصـورهم دون طواف بالطفل

أما عند السنة فللختان احتفال شبيه باحتفال العرس . لأنه يعتبر عندهم فرحة أولى كبيرة تسبق فرحة الزفاف ، ومن أسباب اقامتهم لمطاهر الفرح التخفيف عن الطفل آلامه وإشغاله عنها بما يدور حوله وحفلات الختان كحفلات الاعراس تختلف تبعاً لاختلاف الطبقات والمراكز والثروات ، وهي تبعا لذلك ذات كـلـفـة عـالـيـة وقـد يشارك في تحـمـل نـفـقـاتـهـا أو يتحملها كلها الجد ، ولا سيما إذا كان الطفل يحمل اسمه

ومن الحفلات ما يستمر اسبوعا قبل الختان واسبوعا بعده إذا كان الولد بكراً أو وحيداً يضاء المنزل في المساء بالشموع والسرج وقناديل الزيت واقامة المآدب السخية التي تسمى في بعض الأماكن «العزيزة» وهو الاسم العامي الذي يطلق على العضو التناسلي للذكر ، كما تقدم الضيافة على صدور نحاسية والشرابات في دسـوت وبراميل . ويجرى في احتفالات ختان ابناء المقاطعجين ألعاب فروسية في ميادين قصورهم كسباق الخيل وضرب الجريد واللعب بالسيف والترس ، ومثل هذا يجرى في حرج بيروت في احتفالات ختان ابناء الأعيان والأغنياء»

ويذكر الدكتور حسن البعيني ايضـا فـيـقـول «وفي ما يلى وصف للاحتفال بالختان في شحيم أكـبـر بلدات الخروب التابع بقـضـاء الشـوف في اقليم الخروب بشكل خاص وفي الأرياف المأهولة بالسنة بشكل عام .يحضر للطفل قبل خـتـانـه عـدة عباءات بألوان مختلفة : الأبيض والازرق والزهر والفستقى ، ويدعو أهله اقرباءهـم وجيرانهم وأصـدقائهـم ووجهاء الحى والـقـرى المجاورة كـمـا يـدعـون اصـدقـائـهـم وأقـربـائـهـم في القرى البـعـيـدة « كـان آل عديدات يدعـون اصـدقاؤهم من آل البعيني في مزرعة الشـوف لحضور حفلات الختان لأولادهم» فيصل هؤلاء شحيم بالحداء ويلاقيهم الداعون إلى أولها ويعودون جميعا بالحداء والرقص على ضرب الطبل والدربكة ودق المزاهر في صباح اليوم التالي للختان يحنون الطفل ويلبسونه أجمل ثيابه ، وإذا كان عمره بضع سنوات يضعون على رأسه طربوشا مزينا أيام كـان الطربوش غطاء رأس الرجل . ففى تشبيهه بالرجال إكرام له . ثم يركبونه على فرس مزينة ويمسك به وبها رجـلان قـویـان کی لا یقع وكي لا تجمح به .

ومـن الـعـادات الطواف بالطفل في طرقات شحيم الرئيسية . وكلما مروا أمام بيت وجيه توقفـوا لقراءة إكراما له فيبادر بو أو أحد أفراد عائلته الى تنقيط الطفل . ويكملون طريقهم الى المقامين الموجودين

زر الذهاب إلى الأعلى