آراء

أمة اقرأ لا تقرأ في معرض الكتاب!

بقلم : د.فتحي حسين

الوقت المحدود المخصص لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الحالي رقم ٥٤ والمعارض السابقة لا يكفي لكي يستمتع به القراء الذين ينتظرون هذا المحفل الثقافي الاجتماعي الكبير مرة كل عام فقط ،لاسيما أن موعده مع بداية اجازة نصف العام ،ونهايته الوقتية قبيل انتهاء الإجازة ب٥ ايام تقريبا ، سينتهي في ٦ فبراير ،وبدأ يوم ٢٤ يناير !
،وهو ما لاقي استياء عدد كبير من المواطنين الذين يريدون الذهاب لهذا المحفل التثقيفي المتميز الذي يضم العشرات بل المئات من دور النشر ،المحلية والدولية ،وليست المصرية فقط بل العربية والدولية ،فضلا عن الاحتفالات الثقافية والموسيقي والندوات الثقافية المستمرة ،الا أن الوقت القصير للمعرض دوما يحول دون قدرتهم علي الاستمتاع به ،خاصة أن هذا الحفل يحدث مرة واحدة في العام !
كما أن الناس متعطشة دوما لمعرفة الجديد في عالم الكتب المطبوعة والإلكترونية والكتب المترجمة ،والاطلاع علي احدث الموضوعات التي فرضت نفسها علي الساحة في الفترات الأخيرة في مصر والدول العربية والأوروبية أيضا ،وهو ما يجعل هذا الحدث هام للغاية في مصر والدول العربية والأوروبية أيضا، فضلا عن حضور شخصيات لها قيمتها الفكرية والثقافية والاجتماعية وتحدثنا مع الجمهور والاستماع لوجهات نظرهم حول مختلف القضايا!
بلا شك أن معرض الكتاب هذا العام والإعلام السابقة اتسم بالنظام والشمولية في العرض لمختلف انواع الكتب ،والتنوع في الثقافة ،وان كان لفت نظري وجود كتب ومؤلفات عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام الرقمي والثورة في مجال الإعلام الرقمي ،فضلا عن كتب الاطفال والرسومات والتدريب والتعليم وكتب السفارات العربية والأوروبية وبعض الوزارات والمجالس مثل المجلس القومي للمرأة وغيره وهو ما تم بالفعل في مختلف الأجنحة بالمعرض !
وربما كانت مشكلة ارتفاع أسعار الكتب والمؤلفات هذا العام هو ما اشتكي منه الزوار للمعرض ،بسبب ارتفاع أسعار الورق والطباعة بعد الارتفاع المستمر في سعر الدولار أمام الجنيه المصري ،وهو ما يجعل الناشر لا يستطيع تخفيض أسعار الكتب نتيجة هذه الزيادات ،الامر الذي يؤدي إلي ارتفاع أسعار الكتب التي وصلت إلي ٢٠٠ و٢٥٠ جنيه لبعض المؤلفات واحيانا ٥٠٠ جنيه لبعض المجلدات !
أصبح معرض الكتاب متنفس جميل للاطفال والأسرة المصرية التي تعتبر الذهاب الي معرض الكتاب نزهة جميلة ترويجية للنفس بعيدا عن القراءة ،فمجرد التجول في الأجنحة ومتابعة العناوين والاستماع للندوات الثقافية والموسيقي وقضاء يوم جميل ،هو ما يجعل الذهاب إليه يوميا متعة رخيصة الثمن. لاسيما أن قيمة تذكرة الدخول للمعرض بسيطة جدا !ولكن يعاب عليه عدم وجود سيارات نقل داخل المعرض بالنسبة لكبار السن والمرضى وهو ما يجعل هناك أزمة في التجول لمختلف الأروقة والأجنحة فيه!

كما أن زيادة الإقبال علي معرض الكتاب هذا العام دليل علي اهتمام الجمهور بالثقافة والتعليم والوعي بأهمية القراءة ودورها في خلق اجيال تستطيع مواجهة كافة التحديات التي تواجهها في المستقبل ، والقراءة هي بداية الثقافة الحقيقية والوعي بمشكلات وأزمات المجتمع والبحث عن سبل حلها والمشاركة في ذلك بقوة ،لان القاريء دوما لا يهزم ،ونحن أمة اقرأ،واول ايه نزلت علي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: اقرأ..حتي بعد انتهاء المعرض ،فالقراءة لا ترتبط بوقت أو بمكان ، إنما القراءة هي أساس الحياة الواقعية وليست الحياة الافتراضية التي ينساق إليها الناس عبر الانترنت ! وكما قال الشاعر احمد بك شوقي : بالعلم والمال يبني الناس ملكهم ،لا يبني ملك علي جهل واقلال!

زر الذهاب إلى الأعلى