آراء

ضحايا زلزال تركيا وسوريا ورهان الوحدة!

 

د.فتحي حسين

حتي توقيت كتابة هذا المقال ،وجهود الإنقاذ مستمرة في البحث عن ناجيين تحت أنقاض المباني والعقارات التي تهدمت عقب الزلزال الشديد الذي وقع في سوريا وتركيا يوم الاثنين الماضي أي في السادس من فبراير بقوة ٧,٧ ريختر ،و ترك من ورائه ضحايا كثيرين من الأطفال والشباب والنساء والرجال ، تم حصرهم حتي كتابة المقال ب21 الف قتيل و٤١ الف مصاب وجريح ،علاوة علي الالف المفقودين والضحايا من المواطنين الآخرين بسوريا وتركيا ،فضلا عن تدمير عدد كبير من البيوت ،وهو ما دعا معظم دول العالم الي الوقوف بجوار شعوب الدولتين المنكوبين سوريا وتركيا وإرسال طائرات محملة بالاغاثة لهم من أدوية وأغذية وبطاطين وخيم لكي تحميهم وتنقذهم في مصيبتهم الكبري ،وهذا هو الدور المتوقع من مصر ومن بلاد العالم المجاورة لهم والرهان عليه بالطبع متوقع ،من دوافع العروبة تارة والإنسانية تارة أخري .
وكل يوم نسمع عن أنباء جديدة حول الناجحين والموتي نتيجة هذا الاعصار والزلازل الذي اكل كل شيء علي الاخضر واليابس !

وقد فعلت مصر خيرا عندما ارسلت طائرات محملة. بمواد الإغاثة والتغذية والتدفئة لهم ،للمساهمة في تخفيف مصيبتهم الكبري بفقدان بعض ابنائهم في الدولتين !
وهذا ليس غريب علي دولة مصر قيادة وشعبا أن تقف مع كل محتاج وكل مصاب من الدول المجاورة عربية أو إسلامية أو أوربية أو أمريكية او آسيوية ،عندما يقع بها أي مكروه ،وهذا نظام يعبر عن مدي قوة الإرادة المصرية والمشاعر النبيلة للمصريين عندما يواجهون ازماتهم او يشاهدون أزمات غيرهم من الدول المجاورة!
هذا فضلا عن حدوث اتصالات بين الزعماء في الدول المختلفة للاطمئنان على صحة الإنسان هناك ،وهذا أمر محمود وجميل من قبل الزعماء تجاه شعوب دول أخري غير التي يتولونها!
بعيدا عن الممارسات الخيرية المتوقعة من الدول تجاه الشعوب المنكوبة ،فهناك صور التقطتها كاميرات وكالات الانباء العالمية لهذا الحدث الجلل ،تدمي لها القلوب والدموع ،وهي لاطفال يبكون في البحث عن ذويهم الذين توفوا وماتوا ،وتركوهم في الحياة وحدهم يواجهون مصيرهم ،وتري أعينهم تفيض من الدمع حزنا علي ذويهم !
وصور أخري لاشلاء الجثث واجساد تحت الأنقاض وجنازات في مشهد مهيب جدا ،لا يمكن أن يتصوره عاقل أن يموت أكثر من ٥ آلاف مواطن يوميا بعد حدوث زلزال سوريا وتركيا !
وبطبيعة الحال قامت الحكومة في تركيا وفي سوريا بسرعة توفير منازل لمأوي هؤلاء السكان والمحافظة علي صحتهم وأمنهم واسرتهم وعلي حريتهم !

كل هذه المساعدات والممارسات تشير إلي ضرورة الوحدة العربية والإسلامية لمواجهة الأزمات الطبيعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ،من أجل حماية الوطن العربي والعالم من كل شر يحدق بنا !

نحن بحاجة إلي الاستيقاظ الي هذا النبأ العظيم وهو حدوث زلزال مفاجيء وخطير في قوته ،وهذا الخطر المحدق بنا وهو بأن الموت قريب جدا مننا ،ولابد أن ننتبه اليه بشكل أو بأخر ! سواء بالعمل الصالح والصبر والإخلاص في العمل بكافة مجالاته الحياتية ، أن نعمل لاجل الوطن ونعيش فيه كمنتجين و مساعدين وليس متبعوين أو في مرتبة ثانية ،مسته لا كين وخلاص ،فمصر الوطن الغالي أحري به أن نحافظ عليه ونعيش من أجله !!

زر الذهاب إلى الأعلى