القبض على رئيس نادي الزمالك !
د.فتحي حسين
لا أتصور أن تصل الأمور الي هذا الحد ويتم حبس رئيس نادي الزمالك الحالي المستشار مرتضى منصور ،بين ليلة وضحاها ، بعدما أقام رئيس نادي الاهلي الكابتن محمود الخطيب ،قضية سب قذف ضده ،بعد مشاحنات كروية طبيعية عادة ما تحدث بين الفريقين الغريمين ، الا ان الامور وصلت بهم الي أروقة المحاكم وتم إصدار حكم بحبس منصور شهر مع التنفيذ ،وجاءت سيارة الترحيلات الي منزل المستشار ،وتم القبض عليه وإيداعه في السجن لتنفيذ العقوبة ،وسط الملايين من محبي وعشاق نادي الزمالك وانا منهم ،وهو أمر غير مقبول من وجهة نظري ،لان هذا الفعل يضرب هيبة النادي الكبير في مقتل ،فهو النادي العريق وصاحب الانجازات المتعددة لصالح الكرة المصرية والمنتخب الوطني بجانب الاهلي ،وهو نادي الزمالك الذي أخرج لاعبين للمنتخب الوطني ومدربين كفء مثل حسن شحاته الذي قادة منتخب مصر للفوز بثلاثية بطولة إفريقيا ٣ مرات علي التوالي !
وبعيدا عن سمات رئيس نادي الزمالك الشخصية ، وشططه احيانا بدافع عشقه للكيان الزملكاوي ، فهو يمثل النادي واعضاءه ،و منتخب من الجمعية العمومية لأكثر من دورة وحقق للنادي بطولات متعددة ،فضلا عن تجهيزات لمنشآت ممتازة للنادي ،لم تحدث في عهد اي رئيس للنادي من قبل ،وهذا ليس دفاعا عنه ،بقدر ما هو رصد للوقائع والحقائق التي هي ظاهرة للعيان ،فضلا عن تحقيقه بطولات الدوري والكأس الأخيرة ،الا أن صورته أثناء ترحيله لم تكن في وضعها المفترض أو لم يكن لها لزمة من الأساس ،وليس هذا تعليقا علي احكام القضاء الذي نحترمه ونجله ،وانما هو مجرد رأي عدد كبير من عشاق كرودة القدم !
وبعيدا عن أي شيء آخر ،فهو يمثل جمهور عريض من المشجعين للكرة بنادي الزمالك العريق ،وصاحب البطولات المتنوعة التي لم يحصل عليها اي نادي اخر سوي غريمه التقليدي النادي الاهلي ! ،الا أنني أطالب الكابتن الخطيب بالتسامح والتنازل عن القضية من واقع الروح الرياضية المتعارف عليها الخطيب والنادي الأهلي ،وهذا التسامح من منطق قوة وليس ضعف ،لاسيما ونحن علي مشارف شهر رمضان المبارك وليس من المقبول أن يظل رئيس نادي الزمالك احدي قلاع الكرة المصرية والمنتخب الوطني المصري قابعا في السجن يقضي عقوبة الحبس بسبب سب ،جاء من مجرد انفعال كروي وحب شديد للنادي الزمالك الذي تربي بين جدرانه طوال عقود طويلة ،حتي وصل الي هذا العمر ،فلا يصح أن يحبس ويذل بهذا الشكل !
اعنقد أن نادي الاهلي ،بمحلس إدارته ورئيسه ،لو فكر وقرر التنازل عن القضية والسماح ،سيفوز باحترام الجميع كما هو متعارف علي إدارة النادي العريق ،وحتي تستمر
المنافسة على البطولات المتنوعة بين الفريقين الكبيرين المتنافسين،لانه ليس هناك منافسة لها طعم دون وجود الفريقين معا نفس البطولة ،فسوف تصبح بلا لون ولا طعم ،وحتي لا تحرم ملايين من عشاق كرة القدم من الاستمتاع بالكرة في ظل منافسة شريفة بين الفريقين قضبي الكرة المصرية ،للن الكرة أصبحت جزء مهم في حياة المصريين وكذلك كل شعوب العالم ،فلا تحرمونا من هذه المتعة ،في ظل منافسة حقيقية بين الفريقين..فلا يجوز أن يكون هناك أي شيء ينغص علينا متعنا بمتابعة الكرة ،وما افضل من سلوك التسامح والعفو عند المقدرة !
