آراءمنوعات

صياح الديك

بقلم… وسام الجمال

 

 

إعتلي الديك سور المنزل وصار يصيح بصوته الرخيم معلنا عن بدايه فجر جديد ليوم جديد.

هذا الصوت الذي إعتاده حسام منذ فترة كبيرة خاصه وأنه يعيش في مدينة ريفيه لايخلو فيها بيت من الطيور بكافة أشكالها وأنواعها.

كان حسام يستعد في هذا اليوم للذهاب إلى العاصمة حيث سيبدأ إستلام عمله الذي تمناه طيلة حياته.

نعم كان دائم الذهاب إلى العاصمة لكنه لايغيب أكثر من يومين لكن هذه المرة سيغيب فترة كبيرة قد تتخطى الشهرين.

الأن حان وقت الرحيل قبلات متعددة بين حسام واخوته ووالدته ووالده الذي بدأ إلقاء النصائح عليه التي بدأت بضرورة الحفاظ على الصلاة وأن لايلتفت ألي مغريات العاصمة التي يعلمها حسام جيدا لكن خوف الأب من طول فترة الغياب جعله يشعر بالقلق علي إبنه.

إستقل حسام الحنطور وذهب إلي موقف سيارات بلدته متجها إلي العاصمة التي تبعد المسافه تقترب من الثلاث ساعات تقريبا.

شعر حسام برهبة شديدة عندما تحركت السيارة وكأنه يسافر لأول مرة الي العاصمة وبدأ القلق يدب في قلبه كيف يتقبل فكرة الغياب عن أسرته كل تلك الفترة استسلم حسام للنوم حتي ذهب في نوم عميق وكأنه يقتل الوقت.

بدأ حسام في التصبب عرقا أثناء نومه مع أن البلاد تمر بفترة الشتاء لكنه عرق بسبب حلم كان يدور في منام حسام لقد رأي حسام والدته تطعم الطيور في المنزل وهو يقف إلي جوارها في عمره الصغير ويشاكس الديك الرومي بقوله ابوك السقا مات فيخرج الديك صوته الجميل ثم يبدأ في الجري نحو الدجاج والبط والاوز الذي يبدأ في فتح فمه محاولا عض حسام مما يجعل حسام يعدو نحو والدته التي تحميه وهي تضحك.

لم يتوقف الحلم عند هذا بل امتد الي أن صار حسام في المرحلة الثانويه وأصبح يصعد الي السطح ليس ليزور الطيور بل هربا بسيجارته التي يدخنها سرا اذا به يسمع صوت شديد قائلا حسام ماذا تفعل لقد إنكشف أمره لقد رأته والدته التي بدأت تهدده بأن تخبر والده بينما هو يقسم لها أنه لن يكرر تلك الفعلة مرة أخري استجابت له والدته وهي تري أخر دخان يخرج من فمه لقد نسي أن يلقي بسيجارته وهو يحدث والدته من شدة التوتر.

التفت حسام ليجد نفسه في الجامعه في العام الأخير وهاهي ايام تفصله عن ظهور النتيجة ليكون حاصلا علي الليسانس بعد سنوات كثيره في التعليم وهاهو يذهب إلى أحد أقاربه في العاصمة ليبحث عن عمل الذي يسافر الان من أجله ليستيقظ حسام مع صوت السائق إجمعوا الأجرة ياجماعة.

نظر حسام حوله ليعلم أنه كان يحلم وأن السائق قد قطع منتصف الطريق مد يده في جيبه أخرج الأجرة أعطاها لراكب بجواره ليغط في نوم عميق مرة أخري.

وجد حسام هذه المرة في منامه ثعلب يحاول جاهدا الهجوم علي الديك الذي تعبت والدته في تربيته هاجمه حسام بعصا غليظه جعلت الثعلب يهرب وسط صياح الديك وكأنه يشكره علي إنقاذ حياته.

نظر حسام حوله ليجد والده يخبره أن أحد زملائه في العمل سيأتي مساء اليوم ليطلب يد أخته لابنه فعليه أن يستعد لتلك الزيارة أستشاط حسام غضبا لكنه كتم غضبه وقرر ان يطفش الثعلب الذي يحاول خطف أخته فهو يعلم أنه ليس مؤهلاء للزواج من شقيقته حضر الضيوف في الوقت المحدد وبدأ والد العريس يخبر والد حسام برغبته في زواج ابنه من ابنته لكن حسام باغتهم بقوله نعتذر والله فأختي مخطوبة لابن خالتي منذ أيام وسيتم كتب الكتاب خلال شهر خرج اهل العريس في حين قفز والد حسام عليه ليبدأ في محاولة ضربه لكنه استسمحه مؤكدا أن ابن خالته اولي باخته لتظهر أخته وتؤكد كلامه وأنها ترغب في الزواج منه وسط مباركه الاهل وايضا هو يعلم أخلاقيات هذا الشاب الذي لايصلح للزواج من شقيقته.

إستيقظ حسام لكنه كان قد وصل الي العاصمة ليستقل مواصله داخليه ليذهب الي شقته الجديدة مع أحد زملائه في العمل ليفاجا بأن المنطقة تشبه بلدته في ريفيتها رحب به زملائه ووضعوا أغراضه في حجرته لينام حسام استعدادا لبدء يوم جديد وحياة جديدة لايعلم الي أين ستذهب به لكنه يستيقظ الفجر علي صوت ديك يوقظه للصلاة ورنة هاتف من شقيقته تخبره أن الثعلب حاول خطف الدجاجة وان ابن خالتها أتي امس وتمت قراءة فاتحتها يضحك حسام بسخرية فلقد رأي هذا في منامه وراي الديك يوقظه وكأنه في بلدته.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى