آراء

سورة الفاتحة ..اعظم سورة في القرآن (١)

د.فتحي حسين

من اهم مقاصد سورة الفاتحة هي تحقيق التوجه لله تعالي بكمال العبودية له وحده ،وقد سميت بالفاتحة لافتتاح كتاب الله بها ،وتسمي ام القرآن لاشتمالها علي موضوعاته ،من توحيد لله وعبادته ،واشارة الي قصص وغير ذلك .وهي اعظم سورة في القرآن وتسمي بالسبع المثاني.
تبدأ بالثناء الكامل لله عز وجل في ذاتيه وصفاته وأفعاله ،لانه خالق الخلق كلهم ،ومالكهم ،ومدبر شئونهم ومربيهم بنعمه العامة والخاصة . وهو الرحمن ذو الرحمة الذي وسعت رحمته جميع خلقه ،الرحيم بالمؤمنين منهم .وهو عز وجل مالك يوم الدين اي يوم القيامة ،يوم الحساب والجزاء، حيث يحاسب كل الخلق علي أعمالهم ،يتجازون عليها ،وفي ذلك اليوم ينادي الله تعالى: ” لمن الملك اليوم ” ( سورة غافر ١٦) ،فلا يجيب أحد مهما علت مكانته ،وعندها يقول الله تعالي مجيبا :” لله الواحد القهار ” (سورة غافر ١٦) ،وبعد الاستعانة بالله العلي العظيم علي القراءة بالرحمن ذي الرحمة الذي وسعت كل شيء ،ثم نخص رب العزة بالعبادة والطاعة ،فلا نشرك معه أحد ،ومنه وحده نطلب العون في كل شؤننا ،لان الخير بيده كله ،ولا معين سواه .
ومن الآيات ،ارشدنا يا الله الي سلوك الطريق المستقيم،طريق الاسلام الذي لا ميل فيه علي الاطلاق، وثبتنا عليه .
وهو طريق الذين أنعم الله عليهم من عبادة بهديتهم ،كالنبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن اولئك رفيقا،غير المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه كاليهود ،وغير طريق الضالين عن الحق الذين لم يهتدوا إليه لتفريطهم في طلب الحق والاعتداء إليه كالنصاري . لذا فقد دلت سورة الفاتحة علي أن كمال الإنسان يكون باخلاص العبادة لله تعالى ،وطلب العون منه وحده دون سواه. وقد افتتح الله عز وجل كتابه بالبسملة ،ليرشد عباده أن يبدؤؤا أعمالهم وأقوالهم بها طلبا لعونه وتوفيقه . ومن هدي عباد الله الصالحين في الدعاء البدء بتمجيد الله والثناء عليه سبحانه ثم ليشرع في الطلب . فما اجمل التوجه لله تعالي بالنية الصادقة والايمان الراسخ الشديد بتمام العبودية له وحده لا شريك له.

زر الذهاب إلى الأعلى