أهم الأخباردين و دنيا

المشرف على أروقة الجامع الأزهر: القرآن الكريم هو سر خيرية الأمة وأفضلية شهر رمضان وليلة القدر

أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد ، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، بالجامع الأزهر ، أن ليالي شهر رمضان تسير بسرعة فائقة ، فها نحن في الليلة الثالثة ، والقرآن أيضا يقرأ خلال الصلوات وتمر الآيات والسور والأجزاء بسرعة كبيرة، وهكذا يمر العمر، وهكذا الحياة، فما في الحياة بقاء، وما في الحياة ثبوت، فإننا نبني البيوت وحتما ستفنى تلك البيوت ، فسبحان الله الذي لا يموت.

وأوضح المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، خلال درس التراويح لليلة الثالة من شهر رمضان المبارك بالجامع الأزهر، أن كل من تفاعل مع القرآن، وأن كل من تعايش مع القرآن، وأن كل من حفظ القرآن، وأن كل من رتل القرآن، هو في مقام خاص عند الرحمن ﷻ، كيف؟ والله يقول: “إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم …”، ليس هذا فقط ، بل يقول: “ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا”.

وأضاف أن قول الله تعالى “إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين ” ، وقوله في الصيام: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام “، إذن الخطاب للمؤمنين، فالخطاب دائما وأبدا للمؤمنين، والقرآن لا يتفاعل معه إلا المؤمنون، فلو مر القرآن على قلوب آلاف مؤلفة من المنافقين لا يمكن أن يشعروا به، أبدا على الإطلاق؛ لأن القرآن شفاء ودواء من كل داء.

وتابع استاذ العقيدة والفلسفة: حينما نزل جبريل بالقرآن صار أفضل الملائكة، وحينما نزل القرآن على سيد الأنام ﷺ صار من أفضل الأنبياء والمرسلين، وحينما تلقت أمة محمد ﷺ آي القرآن صارت خير أمة أخرجت للناس، وحينما نزل القرآن في رمضان صار شهر رمضان من أفضل الشهور، وهو الشهر الوحيد الذي يذكر باسمه صراحة في القرآن، وحينما نزل القرآن في ليلة القدر صارت ليلة خيرا من ألف شهر، إذن فالخيرية هنا في القرآن، ولا يتشرف بهذه الخيرية إلا المؤمنين المتمسكين بالقرآن الكريم، لافت إلى أن الضد نجده في قول الله تعالى في حديثه عن المنافقين الذين لا يقرأون القرآن: “بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما”.

 

ولفت إلى أنه حينما يقرأ المسلم القرآن يصاب بالشفاء المعنوي، وإن كنت في حيرة أو في كرب أو في ضيق أو في هم أو في غم عليك بالأنس بقراءة القرآن ، والاستماع إلى آيات الشفاء في القرآن، حيث يقول الله تعالي ماذا يقول المولى تبارك وتعالى: “قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين”.

 

وتابع: إذن القرآن لا يتأثر به إلا المؤمن، أما المنافق لا يمكن أن يتأثر به؛ ولذلك نرى شفاءين في القرآن: شفاء للمؤمنين وشفاء للناس أجمعين، آية الشفاء للناس أجمعين في سورة النحل: “وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، فيه شفاء للناس، لجميع الناس مؤمنهم ويهوديهم ونصرانيهم ومجوسيهم، أما القرآن فهو شفاء للمؤمنين وحسب: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” ، وقوله تعالى : “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ …”، ثم يقول تعالى في سورة فصلت: “قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ”.

زر الذهاب إلى الأعلى