آراء

ا.د. عاطف محمد كامل يكتب:أضرار البلاستيك ومنتجاتة على صحة الإنسان والبيئة والكائنات الحية

يُعدّ البلاستيك مادة مُتعددة الاستخدامات، ويمتاز بأنّه قوي ومتين، فهو مادة بوليمرية؛ أيّ أنّها تتكون من جزئيات كبيرة الحجم ترتبط فيما بينها بروابط لا نهائية على شكل سلاسل طويلة، ومن الجدير بالذكر أنّ مُعظم المواد البلاستيكية تُستخدَم لصنع منتجات تُستخدَم لمرة واحدة، أو تُستخدَم في تغليف المنتجات، أو تصنيع منتجات يتمّ التخلص منها نهائياً في غُضون عام، كذلك يستخدم المُستهلكون العديد من أنواع البلاستيك لغرض واحد، ثمّ يتمّ إعادة تدويره أو التخلص منه، فينتهي به المطاف في مكبات النفايات، وعلى الطرقات، وفي الحدائق، والمسطحات المائية، لكنها تحتاج إلى سنوات طويلة لتتحلّل إلى جُسيمات البلاستيك الدقيقة.
وبالرغم من كثرة أضرار البلاستيك على البيئة البحرية والبيئية، بالإضافة إلى أضراره على صحة البشر؛ إلّا أن استخدام المُنتجات البلاستيكية تنتشر بشكل كبير حتى يومنا هذا، ويهدف المقال إلى بيان بعض الإحصائيات حول النفايات البلاستيكية، مع ذكر العديد من الأضرار التي تنتج عن البلاستيك على الأصعدة المُختلفة، ويتطرق المقال كذلك إلى بعض الأسباب لانتشار البلاستيك وتزايد إنتاجه في هذه الأيام.
هل يوجد أضرار للبلاستيك على البيئة؟
للبلاستيك كثيرٌ من الأضرار على البيئة، إلى جانب تأثيره على حياة البشر والحيوانات والكائنات البحرية أيضًا، وينتج التلوث البلاستيكي في البيئة عن الإدارة غير السليمة لهذا النوع من النفايات حول الكرة الأرضية، ويُعاني العالم -في الوقت الراهن- من قلق كبير حول تزايد النفايات البلاستيكية وتفاقم أضرارها، وفيما يأتي بعضًا من الإحصائيات حول نفايات البلاستيك:
لاحظ العُلماء بأن النفايات البلاستيكية التي لم تتم إعادة تدويرها عام 2017م بلغت 6.3 مليار طن من أصل 6.9 مليار طن تمّ بيعها في العام ذاته.
وصلت كميات النفايات البلاستيكية المُلقاة إلى أكثر من 2 مليون طن حتى يومنا هذا.
أُنتج ما يساوي 8.3 مليار طن من البلاستيك منذ خمسينيات القرن العشرين وحتى يومنا هذا، وبلغت نسبة البلاستيك الذي أُعيد تدويره 9.0% فحسب.
يسُجّل استخدام 2 مليون كيس بلاستيكي في العالم  في كل دقيقة.
يؤدي البلاستيك إلى قتل 1.1 مليون حيوان وطائر بحري سنويًا.
أضرار البلاستيك على البيئة
ما هي أضرار الأكياس البلاستيكية على البيئة؟
تستغرق النفايات البلاستيكية -بما فيها الأكياس- وقتًا طويلًا حتى تتحلل في البيئة، وتؤدي إلى الكثير من الأضرار التي تُصيب البيئة المُحيطة، ومن أبرز أضرار الأكياس البلاستيكية على البيئة ما يأتي:
تلويث الهواء: تقوم العديد من الدول حول العالم بحرق الأكياس البلاستيكية للتخلص منها، ويؤدي ذلك إلى إطلاق كميات كبيرة من المواد السامّة التي تُلوّث الهواء، وهو من أبرز أنواع أضرار البلاستيك على البيئة.
تسميم التربة: يؤدي تلف الأكياس البلاستيكية عندما تتعرض لأشعة الشمس إلى إطلاق العديد من المواد السامّة، التي تختلط مع التربة مُتسببةً بالكثير من الأضرار على المزروعات والكائنات الحيّة الأُخرى.
انسداد تصريف مياه الأمطار: تؤدي الأكياس البلاستيكية إلى انسداد الكثير من المجاري المُخصّصة لتسريب مياه الأمطار إذا لم يتم إتلافها بشكل صحيح، ويتسبب ذلك بسيول من المياه في كثيرٍ من الأحيان عند فشل المجاري بتصريف المياه.
إتلاف الأراضي الزراعية: تتسبب المُلوّثات الناتجة عن الأكياس البلاستيكية بإتلاف الكثير من الأراضي الصالحة للزراعة، وهو ما يُهدّد القطاع الزراعي بشكل كبير في عدّة أنحاء حول العالم.
ما هي أضرار الأكياس البلاستيكية على الحيوانات؟
يتم استخدام أكثر من خمسمائة مليار كيس بلاستيكي حول العالم في كلّ سنة، وينتهي المطاف بكثير من هذه الأكياس إلى الشوارع أو المتنزهات، أو الأماكن الأخرى التي تنتشر فيها الحيوانات، مُتسببة بكثير من الأضرار لهذه الكائنات الحية، وأبرزها الأضرار الآتية:
غرق الحيوانات: تعلق بعض الحيوانات بالأكياس البلاستيكية أحيانًا ولا تستطيع الإفلات منها؛ ممّا يؤدي إلى غرقها وموتها في كثير من المرّات.
التسبّب بالجوع: تأكل الحيوانات بعض أنواع النفايات البلاستيكية أحيانًا؛ ممّا يؤدي إلى تعبئة معدتها مع استمرار شعورها بالجوع؛ لعدم قدرتها على التهام الطعام المُغذي المُناسب.
قتل صغار الطيور: تلتقط الكثير من الطيور قطع البلاستيك الصغيرة الطافية على الماء، ثم تقوم بإطعامها إلى الصغار؛ ممّا يؤدي إلى موتها في بعض الأحيان.
الاختناق: يُمكن أن تؤدي الأكياس البلاستيكية التي تلتهمها الكثير من الحيوانات إلى اختناقها عند مرورها عبر البلعوم، ويؤدي ذلك إلى موتها بشكل مباشر.
لماذا تأكل الحيوانات البلاستيك؟
تنجذب الحيوانات إلى البلاستيك بسبب خصائصه المُختلفة؛ بما في ذلك اللون أو الحجم أو الشكل، كما أن هُناك بعض الأكياس البلاستيكية التي تعلق بها رائحة تُشبه رائحة غذاء الحيوانات؛ ممّا يجعلها تأكل هذا النوع من النفايات بشكل كبير؛ حيث تفتقر العديد من الحيوانات إلى المهارات التي تُساعدها في تمييز الغذاء من البلاستيك، ويتسبب التهام الحيوانات للبلاستيك بموتها، بالإضافة إلى تلويث السلسلة الغذائية للإنسان أيضًا في كثير من الأحيان.
كيف تؤثر أضرار البلاستيك على الإنسان؟
لا تقتصر أضرار البلاستيك على البيئة؛ وإنّما تؤثّر على صحة البشر أيضًا، وفيما يأتي بعضًا من أضرار البلاستيك على الإنسان:
الإصابة بالسرطان: يؤدي إحراق الأكياس البلاستيكية وأنواع البلاستيك الأخرى إلى تصاعد العديد من الأبخرة السامّة، التي تؤثر على صحة الإنسان وتتسبب بأمراض السرطان عند استنشاقها.
اختراق السلسلة الغذائية: تتحلّل النفايات البلاستيكية إلى قطع صغيرة تُعرف باسم اللدائن الدقيقة، وتتناول الكثير من الكائنات البحرية هذه اللدائن، ثم تنتقل إلى الإنسان عند تناولها مُتسببةً بكثير من الأمراض الصحية.
اضطرابات الغدد الصماء: تحتوي بعض المُنتجات البلاستيكية على إضافات تؤدي إلى اضطراب الغُدد الصماء عند الإنسان؛ ممّا يتسبب بكثير من الأمراض؛ وأبرزها التشوّهات الخلقية.
التأثير على جهاز المناعة: يُمكن للبلاستيك التأثير على كفاءة جهاز المناعة عند الإنسان نتيجةً لبعض الإضافات التي تُستخدم في إنتاج البلاستيك، وتتواجد بعض هذه الإضافات في الزجاجات البلاستيكية وأكياس الطعام.
الإصابة بالأمراض العصبية: تتسبب بعض الإضافات التي تدخل في إنتاج البلاستيك بالعديد من أمراض الجهاز العصبي للإنسان؛ وأبرزها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
زيادة خطر الإصابة بعدوى: عادةً ما تجذب المواد البلاستيكية العديد من الكائنات الحية الدقيقة؛ مثل البكتيريا المُمرضة، وتؤدي هذه المواد إلى إصابة الإنسان بالعديد من أنواع العدوى عند دخول الجسم بأيّ طريقة ممكنة.
ما هي أضرار البلاستيك على البيئة البحرية؟
فيما يأتي قائمة ببعض أضرار البلاستيك على البيئة البحرية:
إعاقة نموّ البروكليروكوكس: تُعد البروكليروكوكس من الكائنات الدقيقة البحرية، وتعمل هذه الكائنات على توفير 10% من الأكسجين في الكرة الأرضية، ويؤدي البلاستيك إلى إعاقة نموّها؛ ممّا يؤثر على البيئة البحرية بشكل كبير.
التقليل من حجم المعدة: يأخذ البلاستيك حيّزًا من المعدة عند العديد من الكائنات البحرية؛ بما فيها الطيور البحرية، ممّا يؤدي إلى انخفاض السعة التي يمكنها تخزين الطعام عند الحيوان، ويتسبب ذلك بالجوع المُستمر.
التأثير على تكاثر الحيوانات البحرية: وجدت إحدى الدراسات الحديثة بأن البلاستيك المُنتشر على الشواطئ يُمكنه التأثير على تكاثر العديد من الحيوانات البحرية؛ ممّا يؤدي إلى انقراض العديد منها في وقتٍ لاحق.
تسميم البيئة البحرية: تحتوي العديد من أدوات النظافة على الميكروبيدات البلاستيكية، ويتم تصريف هذه المواد البلاستيكية في المجاري، ثم تقوم العديد من الدول بتصريفها إلى مياه المحيطات لصعوبة التقاطها، ويؤدي ذلك إلى تسميم البيئة البحرية.
موت الحيوانات البحرية: تبتلع الأسماك عشرات الآلاف من أطنان البلاستيك كلّ عام؛ ممّا يتسبب بموتها أو يؤدي إلى إصابتها بالأمراض في المعدة، ويشمل ذلك شريحةً كبيرةً من الحيوانات البحرية؛ بما فيها الحيتان.
الدخول في أحشاء الحيوانات البحرية: تدخل العديد من النفايات البلاستيكية إلى أحشاء الحيوانات البحرية حتى تندمج معها، وخلّصت إحدى الدراسات إلى أن رُبع الأسماك في كاليفورنيا تحتوي على بلاستيك داخل أحشائها.
كيف يمكن الوقاية مستقبلا من أضرار البلاستيك؟
توجد العديد من الإرشادات التي يُمكن اتباعها للحدّ من أضرار البلاستيك على البيئة البحرية والبرية، ومن هذه الإرشادات ما يأتي:
التوقّف عن إنتاج بعض أنواع البلاستيك: على كافّة المصانع التوقّف عن إنتاج البلاستيك، الذي يتم استخدامه مرةً واحدةً وتعزيز إنتاج البلاستيك، الذي يُمكن استخدامه عدّة مرّات؛ للتقليل من الحاجة إلى إنتاج البلاستيك والحدّ من أضراره.
تعزيز الحدّ من استخدام البلاستيك: يُمكن للجهات المسؤولة تعزيز الحدّ من استخدام البلاستيك، وتحفيز الأفراد على استخدام المُنتجات الأخرى ذات الآثار البيئية الأفضل.
الحدّ من انبعاثات مصانع البلاستيك: تُخرج مصانع البلاستيك كميات كبيرة من الانبعاثات الضارّة، التي تُسبّب الاحتباس الحراري وتؤدي إلى الإصابة بالسرطانات والأمراض الأخرى، وينبغي الحدّ من هذه الانبعاثات للوقاية من أضرار البلاستيك.
استخدام العبوات الزجاجية: يُمكن للمصانع استخدام العبوات الزجاجية بدلًا من استخدام البلاستيك؛ بهدف التقليل من الأضرار الناتجة عن صناعة واستخدام البلاستيك.
ما هي أسباب انتشار النفايات البلاستيكية؟
ينتشر استخدام البلاستيك في الكثير من المُنتجات؛ بالرغم من أضرار البلاستيك على البيئة بمُختلف مُكوناتها؛ بسبب عدّة عوامل، وهو ما يؤدي إلى انتشار النفايات البلاستيكية بشكل كبير، ومن أسباب انتشار هذه النفايات ما يأتي:
التكلفة المُنخفضة: تتوفّر المواد البلاستيكية بأسعارٍ مُنخفضة، كما أنها مُتوفرة بسهولة، وهو ما يدعو كثيرًا من الأفراد إلى شرائها، وينتج عن ذلك زيادة كميات البلاستيك الذي يتم إلقاؤه بعد الاستخدام.
تزايد أعداد السكان: يزداد الطلب على المُنتجات البلاستيكية بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد سكان العالم، وكلّما زاد الطلب على هذه المُنتجات ازدادت كميات النفايات التي تنتج عن استخدامها.
الوقت الطويل لتحلّل البلاستيك: يستغرق البلاستيك مئات السنين حتى يتحلّل، وهذا يعني أن البلاستيك الذي يتم إنتاجه يبقى ويتراكم ما لم تقم الجهات المعنية بإعادة تدويره.
التوعية العامّة: من خلال إعداد البرامج لنشر الوعى بين المواطنين لتقليص استعمال أكياس البلاستيك بالمشاريع التثقيفية واسعة النطاق. وقامت سلطات مدينة هونغ كونغ, التي تعاني من النقص الشديد في مواقع النفايات, بحملة توعية تحت الشعار: الرجاء بدون الأكياس. لمنع توزيع الأكياس في المتاجر إلى جانب نصب أوعية لجمع الأكياس هدفا بإعادة تدويرها.
و المخلفات من الأكياس البلاستيكية تمثل عبئا كبيرا على البيئة لأنها غير قابلة للتحلل ، لذلك يتم التخلص منها عبر حرقها ، وهذا الأمر ينتج عنه تصاعد مركبات كيميائية تتشكل على هيئة سحابة سوداء تؤدي إلى تلوث الهواء وتؤثر على صحة الجهاز التنفسي سلبا . آن حفظ الأطعمة او وضع (الخبز) في الأكياس البلاستيكية خصوصا اذا كانت ساخنة يؤدي الى تحرر بعض المواد الضارة التي تسبب تغيرات واضطرابات هرمونية في الجسم مثل اضطرابات الغدد الصماء تعد مادة الديوكسين المكون الرئيسي للأكياس البلاستيك والتي تدخل في تصنيعه هي أكثر المواد الكيميائية العضوية السامة ، وتصنف من المواد المسرطنة ، لذا عندما تتحلل تلك المادة فإنها ترفع خطر الإصابة بالأمراض السرطانية مثل سرطان الرحم والثدي . يدخل في صناعة منتجات البلاستيك العديد من المواد العضوية مثل الباي اسيفينول ( BPA ) وكلوريد الفينيل ( PVC ) والتي تزيد من فرص الإجهاض ، وتعمل على خفض مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم . أن الأكياس و العلب البلاستيكية التي تستخدم في حفظ أو نقل المواد الغذائية تزيد من فرص الإصابة بالتشوهات الخلقية ، بسبب وجود مواد كيميائية تتفاعل مع الغذاء المحفوظ أو المنقول بواسطتها تحتوي أكياس البلاستيك على نسب عالية من الرصاص ، وعند رميها تحت أشعة الشمس تخرج غازات ضارة جدا على صحة الإنسان . الأكياس البلاستيكية الملقاه على الأرض تشكل وعاء لتكاثر الجراثيم وتجمع المياه ما يسبب التلوث البيئي . أما استخدام الأكياس الورقية يعد غير ضار بالبيئة مقارنة بالأكياس البلاستيكية كونه مورد يمكن إعادة تدويره ، فالمواد الخام الرئيسية للورق هي الألياف النباتية وهي مورد متجدد . إنه قابل للتحلل في حد ذاته وقابل لإعادة التدوير تعد الحقيبة الورقية منتجا صديقا للبيئة ، خفيف الوزن وصحي لتغليف المواد الغذائية يوفر الراحة لحياتنا لذلك ، يجب إضافة الأكياس الورقية في الحياة اليومية . .

نحتاج الكثير من التثقيف وخاصة في مجتمعنا حول إستخدام الورق بديلا للبلاستيك لذلك تم إعداد دراسة من قبل فريق BEEP المهتمة بالعمل البيئي لتطبيق فكرة استبدال الاكياس البلاستيكية ذات الخطر الصحي والبيئي بالاكياس الورقية صديقة للبيئة ، وتم مناقشتها لتوفير آليات التنفيذ ، عن طريق التنسيق مع محافظة البصرة ووزارة الصحة والبيئة ، بأن يتم حظر الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام ، على أن يطبق على مراحل وبالتدريج ، ليتم تخصيص الفترة بينهم كوقت انتقالی بحدود شهرين ، يتم خلالها عمل حملات توعية والاجتماع بأصحاب المعامل والتجار المستوردين للاكياس الورقية . تحتاج حملة استبدال الأكياس البلاستيكية بأكياس ورقية إلى استمرار المناقشات حول التوصل إلى البدائل ، فمثلا التوجه نحو نقابة الصيادلة لطرح موضوع التخلي عن الاكياس البلاستيكية وتوزيع أكياس بديلة ويتم كتابة اسمها عليه و توزيعها على الصيدليات . تقوم الحملة في البداية الى توزيع الاف الاكياس من مواد بديلة يتم توزيعها مجانا على المواطنين . تحتاج الحملة بعد ذلك الى جهد وتشكيل لجان لمتابعة تنفيذ القرار ، ومنح بعضهم سلطة الضبط القضائي للدخول مباشرة على كل الأماكن ، وفي حال ضبط أي أكياس يتم التحفظ عليها . العمل على أن لا يتم حصر استخدام البلاستيك بشكل عام ، بل فقط الأكياس أحادية الاستخدام ، ويسمح بمتعدد الاستخدام ، وتوفير البدائل للمواطنين مثل الاكياس المصنوعة من القماش ، تتحمل الاستخدام المتعدد ، وذات شكل مميز . من الممكن أن تقوم الحكومة المحلية بمنع الأكياس البلاستيكية وتوفير أكياس ورقية ، تستخدم عدة مرات بأسعار متباينة وفي متناول اليد ، بحيث يتم شرائها والاحتفاظ بها .

ضريبة الشراء على الأواني البلاستيكية أحادية الاستعمال بنسبة 11% للكيلوغرام المنتجة محلّيًّا والمستوردة ابتداء بيوم 1.11.2021. معظم المواد البلاستيكية لا تصدأ ولا تتحلل بيولوجيا وتبقى في البيئة لفترات طويلة. الاستمرار في حالة عدم الاكتراث بها وتراكمها بكميات كبيرة عاماً بعد آخر في البيئة سيؤدي إن عاجلاً أو آجلاً إلى أضرار ومخاطر بيئية وصحية عديدة. تم نشر الملصقات والإعلانات ضمن مشروع الدعم لشراء غسالات الصحون

النفايات المنتشرة في الشارع
تُستعمل أكياس النايلون للتغليف المريح والمفيد وهي توفيرية من ناحية الطاقة في إنتاجها. ولكن يُصنف البلاستيك ضمن 20 منتجاً من أخطر المواد أثناء عملية التصنيع، لأن جميع أنواع أكياس البلاستيك المستعملة في التسوُّق أو حفظ المواد الغدائية وفي كل الاحتياجات المنزلية مصنّعة من مشتقات البترول والمواد الكميائية. ومن أخطر مشاكل عدم التحلل العضوي للبلاستيك وخطرها على الحيوانات والبيئة.
البلاستيك لا يتحلل في قمامة النفايات
 مع التقدم الحضاري والتكنولوجي قدمت الصناعة الحديثة منتجات من البلاستيك سهلة الاستعمال مثل الأكياس البلاستيكية التي تساعدنا على نقل أو حفظ أو تداول معظم المنتجات الغذائية.
فقد باتت جزءا مهما في حياتنا اليومية بدءاً من مطبخ المنزل الذي لا يمكن تصوره بدونها، ونهاية بعملية التسوق التي لا تكتمل دون أن نعود وفي أيدينا عدة أكياس بلاستيكية محملة بالمشتريات المتنوعة.
أما معظم مخلفات منتجات البلاستيك وخاصّة أكياس البلاستيك فلا يمكن التخلص منها بسهولة، الأمر الذي يجعلها عبئاً كبيراً على البيئة وخطراً يهدد حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى التي تعيش فيها.
معظم المواد البلاستيكية لا تصدأ ولا تتحلل بيولوجيا وتبقى في البيئة لفترات طويلة.
الاستمرار في حالة عدم الاكتراث بها وتراكمها بكميات كبيرة عاماً بعد آخر في البيئة سيؤدي إن عاجلاً أو آجلاً إلى أضرار ومخاطر بيئية وصحية عديدة.
منتجات البلاستيك مصنّعة من مشتقات البترول بالإضافة إلى بعض المواد الكميائية. وأكياس البلاستيك هي مواد لدنة مصنوعة حرارياً من البولي-اثيلين (Polyethylene) وغيرها من المواد المستخرجة من البترول. ويكون تركيبها الكيميائي على شكل جزيئات طويلة ومتكررة ومتصلة مع بعضها البعض وهذا يؤدي إلى أنّ تحللها في الطبيعة صعب جداً ويحتاج إلى مئات السنين، بالإضافة إلى كونها كتلة غير قادرة على التحلل فهي مادة ضارة قد تسبب بعض الأمراض وخاصة تلك المصنوعة من مادة البولي-فينيل كلوريد «Polyvinyl chloride «PVC.
ألآثار المترتبة على البيئة
 تلويث المساحات المفتوحة: وزنها الخفيف مع الاستهلاك الزائد وبقائها بدون التحلل حوَّل أكياس البلاستيك إلى اهمّ عامل التلويث في المساحات المفتوحة والعامة داخل المدن وخارجها, على شاطئ البحر وداخله.
إلحاق الضرر بالبيئة: نتيجة تعلق الأكياس بكل ما تصادفه في طريقها فإنها تشوه المسحة الجمالية للبيئة، وهذا التأثير السلبي تصاحبه إعاقة لنمو النباتات عن طريق منع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها، كما أن وجودها بين الحشائش ومعلقة على أغصان الأشجار يضعها في طريق الحيوانات التي تبحث عما تأكل.
إلحاق الضرر بالحيوانات البرية: تطاير الأكياس البلاستيكية وانتشارها في المراعي والمناطق الريفية والبرية يؤدي إلى نفوق الكثير من الحيوانات، كالأبقار والأغنام والماعز والحيوانات البرية أو التأثير على إنتاجيتها، فقد وُجد أن هذه الأكياس أو أجزاء منها تؤدي إلى انسداد القناة الهضمية أو الجهاز التنفسي وخاصة الرئتين والقصبات الهوائية في الحيوانات التي تبتلعها، وتكون النتيجة نفوقها أو مرضها أو فقدها للشهية وبالتالي انخفاض إنتاجها سواء من اللحوم أو الحليب.
إلحاق الضرر بالحيوانات البحرية: وذلك بمجرد وصول جزء من الأكياس البلاستيكية وغيرها من المخلفات البلاستيكية إلى البحار والمحيطات سواء من مواقع التخلص من النفايات القريبة منها، أو من خلال طرح النفايات أو القمامة في البحر سواء من السفن العابرة أو من سفن الصيد وغيرها، وقد تبتلع الحيوانات هذه الأكياس والمخلفات البلاستيكية أو تتعرقل بسببها حركتها فتموت، حيث تمّ تقدير عدد الحيوانات البحرية التي تنفق سنوياً بسبب هذه النفايات بحوالي مليون طائر بحري وحوالي مائة ألف من الحيتان والفقمة.
إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية: التفاف أكياس البلاستيك حول الشعاب المرجانية قد يحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها والتي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى تدهورها.
الضرر للتربة: زيادة البلاستيك في التربة في مواقع ردم النفايات عن 5% يجعل هذه التربة غير صالحة للبناء وإقامة المنشآت فوقها، كما أن بعض المواد الكيميائية الخطرة التي تدخل في تصنيع حبيبات البولي إثيلين والتي يزيد عددها عن 20 مادة قد تتحلل وتتسرب إلى التربة أو المياه الجوفية وتؤدي إلى تلوثها.
إلحاق الضرر للهواء: تؤدي عملية حرق أكياس البلاستيك إلى تلويث الهواء بالغازات والأبخرة السامّة والضارّة بصحة الإنسان، مثل الفورمالدهيد CH2O, والبنزالدهيد C6H5CHO, وسيانيد الهيدروجين HCN, والأمونيا NH3, وأول أوكسيد الكربون CO، وأكاسيد النيتروجين NO2 –N2O – N2O3 – N2O4، وبعض المركبات الهيدروكربونية الطيارة VOCs وغيرها، وتتسبب هذه المواد في حدوث اضطرابات وأمراض مختلفة كالحساسية وأمراض الجهاز التنفسي والجهاز العصبي والجهاز الهضمي وأمراض القلب والكبد والكلي وغيرها من الأمراض.
 تخفيض استخدام أكياس البلاستيك
طلبت الوزارة لحماية البيئة من مؤسسة شموئيل نئيمان في التخنيون إجراء دراسة عن منهج استخدام أكياس البلاستيك في إسرائيل التي تتوزع في شبكات التسويق مجانا.
فيما يلي بعض نتائج الدراسة. ومن الجدير بالذكر أنّ استنتاجات الدراسة لا تعبر بالضرورة عن رأي الوزارة في هذا الشأن:
بحثت الدراسة الأكياس المجانية ذات المقبضين.
وزن الأكياس في مجمل وزن النفاية في إسرائيل: 1%.
الضرر للحيوانات: يصعب تقدير الضرر.
الوساخة في الأماكن المفتوحة: تقدر الأكياس بحوالي 5% – 20% من مجمل النفاية.
تقدير كمية الأكياس المصنوعة في إسرائيل: 2 مليارد كيس سنويا.
في حال بيع الأكياس (بدل توزيعها مجانا) يستمرّ الجمهور استخدام 6% من الأكياس ولو كان ثمنها 4 شواكل.
معيار رقم 6049 للأكياس متعددة الاستعمال
أقرّت اللجنة التقنية رقم 702 في معهد المعايير والمواصفات الإسرائيلي (الأوراق, الشرائط ومواد اللصق من مواد البوليمر) المعيار الإسرائيلي للأكياس متعددة الاستعمال رقم 6049 الذي يضع الموصفات لهذه الأكياس.
قامت الوزارة لحماية البيئة بالمبادرة بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة رغبةً في تطبيق سياسة الوزارة لحماية البيئة حول تخفيض استعمال الأكياس أحادية الاستعمال من البلاستيك. في شهر آب/أغسطس 2010 تمّ نشر هذا المعيار في السجلات الرسمية.
وبعد إعلان وزارة الصناعة والتجارة عن المعيار معيارا إجباريا يكون إنتاج الأكياس التي لا تمتثل بمواصفات المعيار واستيرادها وتسويقها ممنوعا في جميع قطاعات الاقتصاد.
أهمّ مواصفات معيار رقم 6049:
ينطبق المعيار على الأكياس بحجم 20 سم عرض و- 35 سم طول (مع المقابض) على الأقلّ.
لا ينطبق المعيار على أكياس البلاستيك التي تلمس الطعام مباشرةً.
يجب طباعة اسم المنتج أو المستورد, المادة الخامة, الحجم والكلمات: “للاستخدام المتكرر” بصورة واضحة (حجم الحرف 3 ميليمتر على الأقلّ).
تحمّلية الأكياس: يحدد المعيار المواصفات لضمان تحمّلية الأكياس التي يقوم بفحصها معهد المعايير منها: الغطس في حوض مياه خلال خمس ثوانٍ وملء الكيس بالحصى بوزن 8 كم. والكيس الذي أكمل الفحص دون التمزيق والفرم يعتبر مناسبا للاستعمال المتكرر.
 ثبات لون التأشير على الكيس: يحدد المعيار المواصفات للتأكد من دوام التأشير لمدّة طويلة 
علاج قضية تراكم البلاستيك
الأهداف: 
 تخفيض الاستعمال: تبذل معظم الجهود في تقليل استعمال أكياس البلاستيك هدفا بتقليص إنتاجها وتخفيض إيذائها بالبيئة.
إعادة التدوير: زيادة إعادة التدوير توفر من المواد الخام وتقلل من بقاء الأكياس المهملة في الطبيعة أو في مواقع جمع النفايات. 
هناك بعض الوسائل لعلاج القضية:
فرض الضريبة على الاكياس, المسمى (plas tax): يدفع المستهلك ضريبة عن كل كيس يأخذه في الدكان وتتحول اموال الضريبة إلى صندوق خاص بعلاج مكاره الأكياس. في إرلندا التي طبقت هذه الضريبة بصورة شاملة يدفع كل مستهلك 0.15 دولار عن كل كيس (غير الحالات الشاذة). فتقلص استعمال أكياس البلاستيك في إرلندا بنسبة 90% بالإضافة إلى 9.6 ملايين دولار تجمعت في الصندوق.
العلاج في إطار قانون الأغلفة: في دول أوروبا التي يوجد فيها قانون الأغلفة لا يوجد قانون خاص بأكياس البلاستيك وهي تعالج هذه القضية ضمن مسؤولية المنتجين عن الاغلفة. فتبين أن تقليص استعمال الأكياس أقلّ منها في إرلندا. في دينمارك مثلا تقلص استعمال الأكياس بنسبة 66% نتيجة تطبيق قانون الأغلفة.
 النشاط التطوعي: في بعض الدول في أوروبا وفي الولايات المتحدة تعمل شبكات التسويق والمتاجر الكبيرة تطوعيا لتقليص استعمال الأكياس بواسطة طلب دفع ثمنها أو تحديد عددها. في أستراليا وقعت الحكومة واتحاد التجار بالتجزئة على ميثاق خاص بعلاج أكياس البلاستيك مع هدف تقليص استعمالها وزيادة إعادة تدويرها. وفي نفس الوقت استمرّت الحكومة في عملية تحضير القانون إذا فشل النشاط التطوعي. وفي يوم 31 كانون الأول 2005 أعلن اتحاد التجار بالتجزئة أن استعمال أكياس البلاستيك تقلص بنسبة 45% مع 14% إعادة التدوير. فطلب الاتحاد استمرار النشاط التطوعي دون فرض الضريبة.
منع توزيع الأكياس: حذرت عدة دول توزيع أكياس البلاستيك في المتاجر في كل أنحاء الدولة أو في عدد من المدن. فمنعت مدينة بومباي ومدينة دلهي في الهند أي استعمال لأكياس البلاستيك لمنع التلوث وتفادي سد المجاري. وفرضت بنغلادش وتايوان نفس الاوامر.
 التوعية العامّة: قامت السلطات التي طبقت البرامج لتقليص استعمال أكياس البلاستيك بالمشاريع التثقيفية واسعة النطاق. وقامت سلطات مدينة هونغ كونغ, التي تعاني من النقص الشديد في مواقع النفايات, بحملة توعية تحت الشعار: الرجاء بدون الأكياس. فمنعت السلطات توزيع الأكياس في المتاجر إلى جانب نصب أوعية لجمع الأكياس هدفا بإعادة تدويرها.
 أكياس الورق وأكياس البلاستيك: من ناحية جودة البيئة لا فرق بين أكياس الورق وأكياس البلاستيك فلذلك الرأي الراجح اليوم هو أن الأفضل تشجيع تقليص استعمال أي كيس كان. 

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى