أهم الأخبارالدولةالعمال

منظمة العمل العربية أكبر منبر للحوار بين اطراف الإنتاج الثلاثة في الوطن العربي في دورتها (49) 

 كتبت:أميرة عبدالله 

برعاية كريمة من فخامة الرئيس / عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية ، قائد مسيرة التنمية على أرض الكنانة، تعقد الدورة التاسعة والاربعون لمؤتمر العمل العربي في دولة المقر، خلال الفترة 22 – 29 مايو / آيار 2023 في فندق انتركونتيننتال سيتي ستارز – مدينة نصر – القاهرة، واستناداً إلى نظام العمل في مؤتمر العمل العربي تترأس الجمهورية الإسلامية الموريتانية أعمال هذه الدورة.

يشارك في أعمال المؤتمر أصحاب المعالي السادة الوزراء، ورؤساء وأعضاء الوفود من منظمات أصحاب العمل والاتحادات العمالية في (21) دولة عربية، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أو من يمثله والسادة ممثلي المنظمات العربية والدولية، وعدد من السادة السفراء والشخصيات البارزة.

الحوار الاجتماعي خيار استراتيجي أمثل لدولنا العربية 

تواجه دولنا العربية تحديات ورهانات غير مسبوقة جراء تداعيات الازمة الصحية الاقتصادية والاجتماعية، والحرب الروسية الأوكرانية، فضلاً عن التحولات التكنولوجيا والرقمية وما نتج عنها من علاقات عمل غير تقليدية، رسمت مجتمعة ابعاداً شديدة التعقيد على مستقبل العمل، فنحن بأشد الحاجة اليوم إلى ترسيخ آليات حوار اجتماعي تضعنا على مسار التعافي والصمود والتحول المنشود، فهنالك (7) سنوات فقط تفصلنا عن عام 2030 وقد انعكست تأثيرات هذه الازمات المتتالية بشكل مباشر على التقدم المحرز في مساعينا لتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة وفق الرؤى العربية الوطنية، فعلينا العمل معاً يداً واحدة كمنظمة عمل عربية واطراف انتاج بأساليب مبتكرة لدعم صمود دولنا العربية إزاء الازمات الحالية والمستقبلية.

يناقش تقرير المدير العام ” الحوار الاجتماعي بين تحديات الحاضر وأفاق المستقبل ” المدرج على جدول أعمال الدورة (49) لمؤتمر العمل العربي سبل تعزيز آليات النهوض بالحوار الاجتماعي على المستويين الوطني والقومي كخيار أستراتيجي أمثل لتعزيز مقدرة الاقتصادات والمجتمعات على الصمود إزاء تلك الازمات واحتواء تداعياتها، والتكيف مع التحولات وتطويعها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واستثمار دوره في خلق المسارات والتفاهمات التي تستجيب لاحتياجات أطراف الإنتاج الثلاثة والمجتمع، من خلال عقد اجتماعي شامل يمثل أرضية مشتركة توحد الرؤى والاهداف وتحدد التزامات كل طرف بما من شأنه الحفاظ على الحقوق والمكتسبات وتحقيق العدالة الاجتماعية، تضمن التقرير أربعة اقسام رئيسية : تناولت الحوار الاجتماعي كخيار استراتيجي في مواجهة الازمات وناقشت تطوير مضامين الحوار الاجتماعي في مواجهة التحديات التنموية، واستعرضت آليات النهوض بالحوار الاجتماعي ليطرح قسمه الرابع عقد اجتماعي جديد وشامل نحول مستقبل آمن وعادل ومستدام، ليخلص التقرير ببعض النتائج والتوصيات التي تساهم في دعم انتقال الدول العربية إلى منظومة جديد من الحوار الاجتماعي الفعال المتوافق مع متطلبات خطة التنمية المستدامة.

وهذا ويتضمن البند الثامن من جدول أعمال المؤتمر مناقشة أداء معيارية عربية جديدة من خلال مشروعين لاتفاقية وتوصية ” بشأن الأنماط الجديدة للعمل” وكذلك مشروع تعديل الاتفاقية رقم (9) لعام 1977 بشأن ” التوجيه والتدريب المهني “

أما البند الفني الثاني جاء تحت عنوان ” سياسات التعليم والتدريب المهني والتقني في ظل التحول الرقمي “ والذي تقدمه المنظمة من خلاله مجموعة من المحاور تؤكد على أن جودة التعليم من أهم مدخلات التنمية الاقتصادية، وأن الأمم لا تتقدم إلا بالتعليم القائم على الثورة العلمية التكنولوجية، وتلقي التدريب اللازم والمناسب للحصول على عمل لائق ومستدام، ولتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والذي يتضح فيه أن التعليم والتدريب التقني والمهني يلعب دوراً اساسياً في التأثير على الأهداف الأخرى مع ضرورة الاخذ بعين الاعتبار هذا الدور عند صياغة وتنفيذ السياسات لتحقيق الأهداف المرجوه منه، في ظل التطورات التكنولوجية السريعة والمتلاحقة التي يعيشها عالمنا اليوم، ولتمكين الشباب العربي من الحصول على فرص عمل لائقة.

واكد البند على أن الثورة التكنولوجية الحالية سوف تؤثر على التشغيل في اتجاهين مختلفين : الاتجاه الأول يتمثل في اختفاء بعض المهن نتيجة إحلال الآلات محل العمال، والاتجاه الثاني زيادة الطلب على العمالة في الصناعات والمهن الجديدة، ولنجاح مردود هذه الثورة على مستوى الوطن العربي من الناحية الاقتصادية مرهون بكيفية التعامل مع التحولات المجتمعية، وتوخي الحذر نحو إدارتها بفعالية على المدى القصير مع وضع تطوير المهارات الشخصية على رأس المحاور، وتذليل كافة الصعوبات التي تحول دون تفعيل التقنيات الحديثة في سوق العمل،

 إضافة الى ذلك يستعرض جدول أعمال المؤتمر عدداً من البنود التي تقدم تقارير عن نشاطات وإنجازات المنظمة، ومجلس إداراتها واللجان النظامية المعنية بالحريات النقابية والخبراء القانونيين وشؤون عمل المرأة العربية، ومن الجدير بالذكر أن جلسات المؤتمر ستشهد تشكيل الهيئات الدستورية والنظامية حيث يتعين انتخابهم من قبل أعضاء المؤتمر وهي : مجلس إدارة منظمة العمل العربية. هيئة الرقابة المالية والإدارية لمنظمة العمل العربية، لجنة الحريات النقابية بمكتب العمل العربي، لجنة شئون عمل المرأة العربية وذلك عن الفترة (2023 – 2025 ).

تقديراً وعرفاناً لجهوده المتميزة ومواقفة العربية والدولية تجاه القضية الفلسطينية وسعيه الحثيث لدعم ” تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية للتشغيل ” ، ودوره البارز وإسهاماته في تحقيق النجاح لأعمال اجتماع عقد الشركاء رفيع المستوى لدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية للتشغيل الذى عُقد في 23 فبراير / شباط 2023، في المملكة الأردنية الهاشمية ، العاصمة ” عمان ” ، أرتأت الحكومة الفلسطينية بقيادة رئيس دولة فلسطين / محمود عباس (أبو مازن) بتكريم ومنح فايز علي المطيري – المدير العام لمنظمة العمل العربية نجمة الاستحقاق من وسام دولة فلسطين، وسيقام حفل التكريم عقب الانتهاء من كلمات الافتتاح.

ويبقى دوماً مؤتمر العمل العربي أكبر منبر للحوار بين اطراف الإنتاج الثلاثة في وطننا…. ، يعمل على توحيد الرؤى والمواقف وتبادل الخبرات العربية الرائدة…. آملين أن يحقق مؤتمرنا هذا المنفعة الوطنية والقومية لما فيه الخير لاستقرار أمتنا العربية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى