عبير الغازي تكتب : الصف الثاني طريق التنمية والتطوير

عندما استلمت عملي بادارة التفتيش منذ ٢٧ عاما ، كانت رئيسة القسم عندي ، مطلوب منها تعليمي نظام الفحص ،،وتركت أمامي مجموعة كبيرة من الملفات ، وقالت لي هذه حصتك بالقسم وطلبت مني الانتهاء من الملفات ، وإذا بي أمسك الملف واتفحصه ورقة ورقة، ولكنني لم أفهم شيئا، وإذا بي أدرك بعد فترة أنني أتابع الملف خطأ.
اكتشفت انه ملف تراكمي مثل ملف التحقيقات ، تكون آخر ورقة فيه هي أول ورقة أبدأ منها.

بدأت ادرب واعلم نفسي بنفسي من خلال سؤالي لزملائي ، ولكنني لم أنسى أنه لم يعلمني ولم يدربي أحد ، وترسخ ذلك بداخلي ، وكلما تذكرت هذا الأمر يزداد ضيقي ويظهر غضبي ، فالادارة التي عملت بها مثلها مثل باقي جميع الإدارات في دواوين الحكومة ، الكل يعمل ويكلف بالعمل ومطلوب منه الإنجاز بدون تدريب أو تعليم
التدريب امر خطير ولن نرتقي ونطور من ادائنا اذا استمر هذا الوضع في العمل .
إلى متي يظل القائد المتمكن من العمل هو الوحيد الذي لديه أسرار المهنة، ولا يمكنها لغيره ،،كيف يكون حالنا و كل قائد قد أغلق علمه علي نفسه ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “إن الله وملائكته حتي النملة في جحرها وحتي الحوت في البحر ليصلون علي معلم الناس الخير “صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم

إن تكوين الصف الثاني وجعلهم كوادر نشطة في الإدارات بدواوين الحكومة ، باب كبير من أبواب التقدم والنمو ،ليس هذا فقط إن كل صاحب مهنة أو من يمتلك مهارة وعلم في مهنته يعلمها لغيره، فسيكون علمه بابا من أبواب الخير ،.وينمو علمه كشجرة مثمرة مئات السنين الكل يتعلم ويعلم وينتج حتي يستديم الخير بمجتمعنا ومستقبل بلادنا.
فلنتهتم بالتدريب وفتح افاق للصف الثاني في كل المجالات والقطاعات حتي لا نفقد الكوادر ويتم تفريغ المؤسسات من اصحاب القدرات .

بقلم : عبير الغازي نائب سكرتارية المراة العاملة والطفل بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر

زر الذهاب إلى الأعلى