عادل عبد الصبور: ياسر عزت المجتهد المكافح يكتب له “الاختيار” شهادة ميلاد جديدة

تحليل:عادل عبد الصبور

عرفته منذ الطفولة ومنذ نعومة أظافره ، يتمتع بموهبة الإلقاء والتمثيل والتعبير وتقمص الشخصيات إلى جانب أنه يمتلك خيالاً رحباً وفلسفة من نوع خاص ، هو صاحب مدرسة جديدة في فن التمثيل ،مدرسةمختلفة..هو الفنان المبدع ياسر عزت.

خاض “عزت” رحلة كفاح طويلة ، رحلة صعبة حيث بدأ مشواره الفني “هاو” من خلال فريق التمثيل بمدرسة النقراشي الثانوي ثم بكلية حقوق عين شمس ونجح في أن يلفت الأنظار إليه كممثل ومخرج من خلال التجارب المسرحية التي شارك فيها وفرض نفسه على الوسط الطلابي والجامعي وذاع صيته في كل الجامعات وقتها ونصحه كل من شاهده على خشبة المسرح أن يحترف التمثيل.

حبه للتمثيل والإخراج دفعه للإلتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية حتى يمكنه الجمع بين الموهبة والدراسة الأكاديمية رغم مشقة وعناء وصعوبة المشوار .
كان على موعد مع الإحتراف عندما تم ترشيحه لدور طالب جامعي ينتمي للجماعات الإرهابية بمسلسل العائلة عام ١٩٩٤وهو طالب بالسنة الأولى بالمعهد بطولة نخبة من الفنانين والفنانات المبدعين والمبدعات مثل محمود مرسي وعبدالمنعم مدبولي وخيريه أحمد وليلى علوي وسناء يونس وإنعام الجريتلى ومحمد رياض وميمي جمال وناصر سيف ورجاء الجداوي وندى بسيوني وفريده سيف النصر وطارق لطفي.قصة وسيناريو وحوار المؤلف الكبير وحيدحامد أشعار سيد حجاب موسيقى تصويرية عمار الشريعي غناء أنغام ومن إخراج المخرج القدير إسماعيل عبد الحافظ.
رغم أن دوره كان صغيراً إلا أنه ترك بصمة لدى المشاهدين وكنا نعتقد أن باب النجومية والشهرة بات قريباً ،إلا أن هذا الأمل إبتعد رغم إجتهاده وإخلاصه وتفانيه فى العمل ورغم ماقدمه منذ ذلك التاريخ وحتى قبل أيام قليلة وهي أعمال كثيرة رائعة منها على سبيل المثال لا الحصر مسرحية الطريق عام٢٠٠٠ التي قدمت عل خشبة مسرح الغد “البالون” ثم فيلم “خريف آدم” عام٢٠٠٢ ومسرحية “كاليجولا ” عام٢٠٠٦ التي لعب فيها دور كاليجولا
للمخرج هشام عطوه ثم مسلسل “ذكريات العام القادم” عام ٢٠٠٧ ثم مشاركته في البرنامج الكوميدي “عبقرينو” الذي عرضته قناة المحور عام٢٠٠٨فكرة وائل علي وإخراج أشرف عبد الهادي ثم مسرحية “أحدب نوتردام” عام٢٠١٠ إخراج محمد علام التي عرضت على مسرح الطليعة التي جسد فيها شخصية أحدب ثم مسرحية “مراصاد” إخراج سعيد سليمان وقام بتجسيد دور “مارا” أحد مفجري الثورة الفرنسية .
عام ٢٠١١ كان على موعد مع مسلسل “الزناتي مجاهد” الذي عرضته قناة الحياة ثم مسرحية “حنظلة” عام٢٠١٢ بمسرح الطليعة ثم مسلسل ” أسم مؤقت” عام ٢٠١٣ ثم مسلسل ” السبع وصايا ” عام٢٠١٤ ثم مسلسل حق ميت عام ٢٠١٥ ثم مسرحية ” روح” عام٢٠١٦ التي حصل فيها على جائزة أحسن ممثل وذلك في مهرجان المسرح القومي والتي حملت أسم الفنان القدير نور الشريف ثم مسلسل “الجماعة٢” عام ٢٠١٧ تأليف وحيد حامد وإخراج شريف البنداري الذي رشحه لدور الشيخ عبود عضو جماعة الإخوان الذي يقوم بتجنيد طلبة الجامعات ثم فيلم “جوز هندي” ثم دوره في مسرحية “نوح الحمام” التي عرضت على مسرح الطليعة عام٢٠١٩ تأليف وإخراج أكرم مصطفى .
طوال هذا المشوار الطويل الحافل بالإبداعات وتجسيده عدد كبير من الأدوار المتنوعة لم يحصل على حقه ولم يأخذ مكانته الطبيعية بين المبدعين
لكن يبدو أن الله شاء أن يكون عام كورونا هو عام شهرته وتقديمه لجمهور عريض حكمت عليه الأقدار أن يتجمع ويلتف حول شاشات الفضائيات لتشاهده في شهر الخير من خلال المسلسل الأكثر مشاهدة ” الاختيار” ليسجل نجاحاً ليس له مثيل ويؤكد موهبته وأحقيته في إعتلاء قمة هرم الإبداع بعد أن جسد دور “سلمى المحاسنة” الرجل الثاني في الجماعة
بآداء سهل ، بسيط غير مفتعل.. آداء مقنع فاستحق الثناء والإشادة ولعل هذه المره تكون هي البداية نحو سلم المجد والنجومية ، فما قدمه خلال مشواره الطويل يصعب أن يقدمه غيره أويتحمل مصاعبه ومشقته فنان آخر
كل التحية والتقدير لهذا الفنان المكافح ،المجتهد، المبدع، المتمكن ياسر عزت .



زر الذهاب إلى الأعلى