أهم الأخباراقتصادمنوعات

مصر على طريق القطار ” الطلقة ” بلا سائق بالذكاء الاصطناعي الصيني

جاو لينج: إعداد العمال المصريين بمشروع الإشارات والاتصالات لنقل خبراتهم للأفارقة


كتب: محمد حربي
أشادت المهندسة جاو لينج، المسؤولة عن العلاقات العامة بالشركة الصينية للإشارات والاتصالات، بحسن التعاون مع الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة النقل، وتسهيل مهمتهم في تنفيذ مشروعهم لتطوير نظم الإشارات، والاتصالات بالسكة الحديد، عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي، لنقل النموذج الصيني في القطار فائق السرعة، أو ما يطلق عليه ” الطلقة “، وبلا سائق، لافتة إلى أن نسبة العمال المصريين بمشروع الإشارات والاتصالات 30 بالمئة، والنسبة الباقية من الخبرات الصينية، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، مشددة على أنه يجري، تدريب العمال المصريين، وإعدادهم من أجل نقل الخبرات للأفارقة .
وقالت المهندسة جاو لينج، في تصريحات خاصة لـ ” بوابة صحيفة العمال”، إن اختيارهم مصر لتنفيذ مشروعهم، يرجع إلى اعتبارات كثيرة، أهمها مكانة مصر، كأفضل دولة أفريقية، بيئتها مهيأة لتنفيذ مشروع تطوير السكة الحديد، باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت المهندسة جاو لينج، أن الصينيين، وفي إطار مبادرة ” الحزام والطريق “، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جي بينغ، عام 2013، حريصون على تعزيز التعاون مع دول العالم، وخاصة شركاء المبادرة، ونقل خبراتهم في مجال تطبيق الذكاء الاصطناعي، بما يخدم هذه المجتمعات العالمية، وينهض بمستوى الحياة.
وأشارت المهندسة جاو لينج، إلى أن الصينيين يريدون تطبيق فكرة تطوير القطارات، ونقل النموذج الصيني في القطار فائق السرعة، أو ما يطلق عليه ” الطلقة “، وأنهم ختاروا مصر، بسبب أن بيئتها هي الأكثر، لتنفيذ مشروع تطوير الإشارات والاتصالات بالذكاء الاصطناعي، لافتة إلى أنه قريبا سوف يكون هناك قطار بلا سائق على خطوط السكك الحديدية المصرية.
وأضافت المهندسة جاو لينج، أن الصين لديه خبرة كبيرة في كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي بمنظومة الإشارات والاتصالات في السكك الحديدية، لافتة إلى أن البداية كانت 60 كلم الساعة عام 1997، وتدرجوا في تطوير السرعات، حتى وصلوا إلى 160 كلم عام 2007، وبفضل التكنولوجيا الحديثة، تضاعفت السرعة من 2007 حتى 2008، مشددة على أنه من الممكن أن تنافس سرعة القطارات، سرعة الطائرات، حيث توجد هناك دراسات صينية دائمة ومستمرعلى السرعة.
ونوهت المهندسة جاو لينج، إلى أنهم هم الشركة الوحيدة، التي تقوم بتطوير السرعة، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي، عبر التقنيات التي تتحكم من خلال الغرفة المركزية بالسرعة، وعندهما القدرة معرفة الخطر، على بعد 90 كلم عبر غرفة التحكم الرقمي ” الاشارة والاتصالات”.
لافتة إلى أنهم سبق وقد نفذوا مشروعات في صربيا، هنغاريا، والأرجنتين، وأنه عبر غرفة التحكم لسائق القطار، التي تشبه إلى حد ما غرفة التحكم في الطائرة أي التحكم الآلي، ووفقا للتقنية ولوحة التحكم الكترونية، من الممكن أن يسير القطار في طريقه، حتى بدون السائق، وأن الصينيين هم أول من طبق أستخدم قطار بدون سائق، بالذكاء الاصطناعي.
ومن أبرز الانجازات التي نفذتها شركتهم نحو 150 ألف كلم بالصين، 30 ألف كلم حول العالم، و3000 لوحة تحكم، و1000 تصميم هندسي، في 50 مدينة، حيث أنه لكل دولة لها تصميمها الخاص بها.
وتعتبر شركهم هي الأولى في الصين، التي تعمل في هذا المجال منذ نحو 70 عاما، وعندهم الخبرات الفنية في التصميمات المختلفة وتصنيع أشارات، ونظم اتصالات، وكذلك الحساسات الدقيقة على طول مسار القطار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، بغرض التبليغ الفوري عن أي اهتزازات أو أي طارئ يحدث في الطريق بالسكك الحديدية.
وقد وجهت المهندسة جاو لينج الشكر، للحكومة المصرية، ممثلة في وزارة النقل، على وجه التحديد، على حسن التعاون معهم، بما في ذلك التخليص الجمركي، بدون روتين وتعقيدات، مما سهل عليهم مهمتهم في تنفيذ المشروع، حيث أنهم في المرحلة الثالثة، وسوف ينتقلون إلى الإسكندرية ثم أسوان، لان مدة تنفيذ المشروع هي خمس في مصر، مشيرة إلى أنهم من الممكن أن يظل عدد من الخبراء الصينيين، بجانب وجود 30 بالمئة عمالة مصرية التي تعمل بالمشروع، ويتم تدريبهم وتأهيلهم لتحمل المسؤولية بعد ذلك، فضلا عن إمكانية نقل خبراتهم للأفارقة.
جدير بالذكر، أن مصر ممثلة في وزارة النقل، تعمل على تحديث نظم الإشارات والاتصالات، عن طريق استبدال النظام الحالي (الميكانيكى) بآخر إلكتروني حديث، من شأنه يؤدي إلي زيادة عوامل الأمان والتحكم والسيطرة في سلامة وأمن مسير القطارات.
ويتضمن نظام الإشارات والاتصالات، متابعة القطارات لحظة بلحظة، وتزويد المزلقانات بأجراس وأنوار وبوابات أوتوماتيكية للحد من الحوادث، حيث تمثل إشارات السكة الحديد ” السيمافور” العقل المشغل والمتحكم في حركة القطارات، وبدونها قد تتعطل حركة مسير القطارات، وفي حال عدم إلتزام السائق بها، فقد يحدث ما لا يحمد عقباه.
وأن دور السيمافور، أو إشاراة التحكم في سرعة القطارات، هو الحيلولة دون حدوث تصادم للقطارات، ببعضها البعض، وأن السيمافور، عبارة عن منظومة كهربائية، تتم عن طريق فني برج المراقبة، لتنبيه سائق القطار، ببعض التوجيهات، وما يلزم اتخاذه من تدابير احترازية، واحتياطات، وفقا للموقف، من أجل التوقف، أو زيادة السرعة، أو الاستعداد للتوقف، أو تقليل السرعة، منعا لوقوع الحوادث.
وتتكون إشارات السكك الحديدة من أربعة ألوان هي: الأضؤر، والأخضر المتقطع، والأصفر والأحمر، فالأخضر يعني القيادة بأقصى سرعة مسموح بها، الأخضر المتقطع، السير بحظر، والأصفر الاستعداد للوقوف، والأحمر، التوقف التام.
كانت عملية التحكم في الماضي تتم عبر إدارة الإشارات يدويا، بينما في الوقت الحالي، يتم ذلك عبر جهاز التحكم الأوتوماتيكي في القطارات، دون تدخل من سائق القطار، عبر جهازين، أحدهما يوجد بالسمافور، والآخر بداخل القطار،وهما متصلان ببعضهما البعض، وفي حالة وجود أي خلل في السكة الحديد، يصدر جهاز السيمافور إشارة إلى الجهاز الموجود بداخل القطار، فيتوقف ذاتيا، ودون إرادة سائق القطار.

زر الذهاب إلى الأعلى