آراء

محمد حربي يكتب: هدنة غزة.. نجاح مصري قطري


    كتب: محمد حربي
    تعاونت الدبلوماسية المصرية – القطرية، فنجحت جهود الوساطة، في إنجاز اتفاق هدنة بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ” حماس”، وقوات الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي، في قطاع غزة العزة، تستمر لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد، يتم خلالها تبادل ٥٠ تبادل الأسرى المدنيين، من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى مقابل إطلاق سراح عدد من الأطفال والنساء لدى الجانبين، بجانب دخول أكبر عدد من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثة بما فيها الوقود.
    إن نجاح الدبلوماسية المصرية – القطرية، في إنجاز اتفاق هدنة غزة، يبرز مدى قدرات القاهرة والدوحة، عندما تتحد الجهود، مع التنسيق المشترك، في تحقيق الكثير ، الذي يصب في خدمة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية عامة، وما يعانيه الأشقاء الغزاويين خاصة، تحت القصف الوحشي الإسرائيلي، وأعمال الإبادة الهمجية لقوات الاحتلال الغاشم، بانحياز أمريكي سافر، وعلى مرأى ومسمع من العالم الصامت.
    ويكشف اتفاق هدنة في غزة، ما تملكه جمهورية مصر العربية ودولة قطر من مقومات، إذا اتحدت تحولت لقوة فاعلة، عربيا، إقليميا، ودوليا، حيث محورية الدور المصري بالوراثة والتاريخ، والمكان والمكانة، والدبلوماسية القطرية بالتخصص، ورصيدها الكبير في إنجاز مهام الوساطة، ونزع فتيل الأزمات، حتى في أكثر النزاعات سخونة، مما جعل القوى العظمى تطرق أبواب القطريين، كلما استعصت الأزمات.
    لقد أعادت قطر كتابة مفاهيم السياسة العالمية، وأثبتت أن قوة الدول والأمم، لا تقاس بجغرافيتها، وديموغرافيتها فقط، بل بثقل حضورها وفاعليتها على الساحة الإقليمية والعالمية، ، وبهذا الرصيد دخلت مع جمهورية مصر العربية، في شراكة لتنسيق الجهود لتحقيق هدنة في غزة، وبخبرات سابقة، وإنجازات حققتها دبلوماسية الوساطة القطرية، في عديد من الملفات، أبرزها: الدور الدبلوماسي القطري في التوصل إلى اتفاق الدوحة للسلام في دارفور، وفي إطلاق إريتريا سراح الأسرى الجيبوتيين، وفي إطلاق سراح رهائن في سوريا، وقبل ذلك أثمرت في وضع حد للفراغ الرئاسي في لبنان، وغيرها. كما عملت، وما زالت تعمل، على تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين.
    يجب أن ننطلق من اتفاق هدنة غزة، الذي تحقق بين القاهرة والدوحة، بعد نحو 46 يوما من نزيف دماء الشهداء الأشقاء الفلسطينيين، وهدما للبنية التحتية، لنبني عليه مزيد من تعزيز العلاقات المصرية – القطرية، حبذا لو تشكلت غرفة عمليات دبلوماسي مصري – قطري مشتركة على مستوى البلدين، لمتابعة ما يجري من مستجدات في الصراع الفلسطيني مع قوات الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي .
    ومن نجاح اتفاق غزة، نتطلع لاستثمار الوقت، ومزيد من الانفتاح والتعاون بين القاهرة والدوحة، في مختلف المجالات، وعلى كافة الأصعدة، والاستفادة من القدرات المصرية، والدبلوماسية القطرية الفاعلة والنشطة، وتوظيف مكانة البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، من أجل حشد أحرار العالم لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس .
    كاتب صحفي
    [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى