سحر الزارعي تكتب :المبدعون .. شخصيات تأبى التسطيح
من الثوابت التي عرفناها من خبرات السنين، ومن مئات السير الذاتية للمبدعين في الماضي والحاضر، أبعاد الشخصيات القابلة للإبداع.
والتي يُنتظر منها ـ إن وجدت الفرصة والمناخ الملائمين ـ تقديم نتاجات تحمل الجديد والمفيد والإضافات الجوهرية للمجتمع والبشرية.
الحياة قصة نتفاعل معها وتتفاعل معنا، لهذه القصة أبطال قادرون على تغيير مجراها، وممثلون ثانويون يبدأون القصة كما ينهونها دونما تغيير أو تأثيرٍ أو تأثّر! من ينوي الانخراط في ميادين الإبداع البشري وصناعة مستقبل الحضارة المضيئة على كوكب الأرض.
لا يمكن له أن ينتمي للشخصية الثانوية، تلك الشخصية المسطّحة الثابتة التي تعاني من خلل كبير في التفاعل مع الأحداث، لذا تلتزم بموقف ثابت من كل ثوابت الحياة ومتغيراتها أيضاً.
مخطئ من يظن أن نوع الشخصية الولاّدة للمبدعين صافية عذبة لا عيوب فيها! فالإبداع توأم التعب والنزق والصراعات الذهنية المرهقة.
إنهم ينبتون في تربةٍ متغيرة الأحوال متبدّلة الأطوار تهوى المغامرة وترى الأمان مرادفاً للتعفّن حتى الموت! تقرأ الأسباب بلغتها الخاصة .
وتعيش حالة بحثٍ يوميّ عن الشغف والجنون كوقودٍ للنماذج التي تدرسها في خيالها الخصب، الذي لا يعترف بالمنطق معياراً، بل يرى أن تنفيذ المستحيل على أرض الواقع هو ليس مسابقة بل أسلوب حياةٍ يجلب لها بعض الرضا عن الذات!
وهذا أمرٌ شديد التعقيد لأصحاب هذه الشخصية التي يعتقد أصحابها أن هناك عشرات الاكتشافات المذهلة بانتظارهم كل صباح.