آراء

د.فتحي حسين يكتب: جنوب أفريقيا ودعوي قضائية ضد إسرائيل وحمرة الخجل العربي !

 

بالرغم من أن جنوب أفريقيا دولة غير عربية وربما غير إسلامية أيضا ولكنها،فاجأت العالم كله ،حينما أقامت دعوي قضائية ضد إسرائيل وعدوانها علي شعب غزة في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا،وحينما استدعت الضمير الغائب عن معظم دول العالم ،وربما كل دول العالم ،ومن بينهم بطبيعة الحال الدول العربية والإسلامية المعنية بالأمر بشكل مباشر ،ضد الممارسات البشعة والإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة التي راح ضحيتها ما يقارب ٢٥ الف قتيل و٦٠ الف مصاب خلال مائة يوم فقط ،ناهيك عن تدمير كل معالم غزة من بنية تحتية مدارس ومستشفيات ومحلات وبيوت ومنازل وحدائق ،والعالم لا يحرك ساكنا ،سوي الشجب والادانة وإسرائيل من جانبها تضلل العالم عبر أعلامها التقليدي والرقمي المسيطر علي الإعلام الدولي ،الا أن جنوب أفريقيا تحركت بقوة وقامت دعوة ضد إسرائيل في المحكمة الدولية لمحاكمتهم علي جرائمهم ! بالوثائق والمستندات وتوثيق الجرائم بالصوت والصورة برئاسة وزير العدل الجنوب افريقي لعرض بشاعة الممارسة الإسرائيلية تقصف وتقنص النساء والأطفال في قطاع غزة حتي تقضي علي الأجيال الجديدة وتوقف نسل الفلسطنيين ، لدرجة أن ممثلة جنوب إفريقيا تقول : ما من شيء سيضع حداً لأفعال “إسرائيل” في غزة دون قرار من المحكمة علماً أن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه سيواصل هذه الأفعال لمدة سنة على الأقل !

كما أن أكثر من 1800 عائلة فقدت أكثر من شخص من أفرادها مئات العائلات محيت من الوجود نتيجة القصف الإسرائيلي، آباء وأبناء وأمهات وخالات وعمات وأعمام قتلوا معاً، هذا القتل الذي يرتكب عن قصد لا يستثني أحداً حتى الأطفال الرضع.

ومن جانبها مصر نفت المزاعم الإسرائيلية في محكمة العدل الدولية بشأن أن مصر تعرقل المساعدات الإنسانية الي غزة ،كما أن كبار مسؤولي العالم لم يتمكنوا من عبور معبر رفح بسبب القصف الإسرائيلي المستمر علي غزة .

لذا ما فعلت جنوب افريقيا بحق شعب غزة والشعب العربي كله ،هو عمل عظيم ضد الكيان الإسرائيلي المتغطرس ،وربما ما فعلته جنوب افريقيا افصل واوقع من البيانات الشجب والاستنكار والادانة والرفض العربي والإسلامي إزاء كل ما فعلته إسرائيل ضد غزة وأمام العالم كله دون أن يتحرك أحد ،فكانت بمثابة ضربة معلم من جنوب افريقيا ،جعلت البعض يتسأل عن حمرة الخجل في الجبين العربي في أعين الشعب الفلسطيني البطل دوما الذي لا حول له ولا قوة ،والذي يدافع عن أرضه وربما عن الشعوب العربية جميعها ..!

زر الذهاب إلى الأعلى