آراء

د ايمان القصبى تروى من قصص الحيوان في القرآن بقرة بني إسرائيل

كان في بني إسرائيل رجل كبير في السنّ له مال كثير، وكان له بنو أخ يتمنّون موته لِيرثوه؛ فقتله أحدهم في الليل وتركه في الطريق وقيل: على باب أحدهم، واختصم الناس في أمره عندما علموه، وجاء ابن أخيه يصرخ فيهم، واتّفق الناس على عرض القضيّة على نبيّ الله موسى -عليه السلام- وأن يسأل الله -تعالى- فيها، ولمّا عرضوها عليه كان أمر الله -تعالى- أن يذبحوا بقرة؛ فلم يُعجبهم ذلك، وقد أخبرهم موسى -عليه السلام- أنّه لا يقول لهم إلّا ما يُوحَى إليه، قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّـهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)، ثمّ سألوا عن سنّها ولونها وصفاتها، ولو أنّهم ذبحوا أيّ بقرة لحصل المقصود منها.ولكنّهم شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله -تعالى- عليهم؛ إذ أمرهم بما كان وجوده نادراً، وذلك بأن تكون عواناً؛ أي وسطاً بين الفارض؛ أي الكبيرة، والبكر؛ أي الصغيرة، وأن يكون لونها أصفراً فاقعاً؛ أي مُشرَباً بالحُمرة، وبعد معرفتهم سنّها ولونها سألوا أسئلة أكثر عنها، قال -تعالى-: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّـهُ لَمُهْتَدُونَ)؛ فضيّق الله -تعالى- عليهم بصفات البقرة أكثر، قال -تعالى-: (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا)؛ أي أن تكون ذلولاً يعني ليست للحراثة وسقي الأرض، وأن تكون مُسلّمة؛ أي صحيحة لا عيب فيها، وأن لا يكون فيها لون يُخالف لون الصفرة الفاقعة، ولم يجدوا بقرة بهذه الصفات إلّا عند رجل ورفض بيعها لهم في البداية، وعندما رغّبوه في ثمنها؛ إذ دفعوا بوزنها عشر مرّات ذهباً باعها لهم؛ فذبحوها وهم مُتردّدون في أمرها، قال -تعالى-: (قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ)، ثمّ أمرهم الله -تعالى- أن يضربوا القتيل ببعض البقرة؛ فقيل: بلحم فخذها، وقيل: بالعظم الذي يلي الغضروف، وقيل: بالبضعة التي بين الكتفين، ولمّا فعلوا ذلك أحيا الله -تعالى- القتيل فسأله نبيّ الله موسى -عليه السلام- عن قاتله فأخبر عنه، ثمّ عاد ميتاً، قال -تعالى-: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّـهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).

البقرة :
حيوان ثديي مجتر، وقد وُجدت أصلا في الطبيعة سائبة بشكل وحشي، وتم استئناسها منذ زمن طويل، واستخدمت لأغراض شتى من جر العربة والمحراث وتدوير الطاحونة والرحى وإدارة الساقية وللاستفادة من لحمها وحليبها وجلدها.
البقرةُ اسم جنس البَقَرَةُ من الأَهلي والوحشي، يكون للمذكر والمؤنث ويقع على الذكر والأُنثى، وإِنما دخلته الهاء على أَنه واحد من جنس والجمع البَقَراتُ وصغيرهما يعرف بالعجل ويشبه حيوان الجاموس ولكنه يختلف في اللون والحجم، وقد اشتق الاسم من بقر إذا شق لأنها تشق الأرض بالحراثة، من الحيوانات.
عادة ما تربى الأبقار للإستفادة من لحومها (لحم البقر أو لحم العجل ، انظر ماشية اللحم )، وللحليب (انظر الأبقار الحلوب)، ولجلودها التي تستخدم في صناعة الجلود. تستخدم أيضا كحيوانات ركوب وحيوانات جر (كالثيران التي تسحب العربات والمحاريث والأدوات الأخرى). كما يستفاد أيضا من روثها كسماد أو الوقود. للابقار أهمية دينية كبيرة في بعض المناطق في العالم مثل أجزاء من الهند. والأبقار والتي معظمها من السلالات الصغيرة مثل Miniature Zebu ، تربى في المزارع باعتبارها حيوانات أليفة.
لأهمية الأبقار في توفير الحليب واللحوم والجلود فقد أخذت الدول عامة في تربيتها والاهتمام في تكاثرها بموجب نظم محسوبة ومحددة.
والبقر تتعدد ألوانه فمنه البني والأسود والأبيض والأصفر والمخلط من بين هذه الألوان، أما البقرة التي ذكرت في قصة نبي الله موسى فكان لونها أصفر فاقع.
الانتشار
تربية البقر منتشرة في جميع دول العالم باستثناء هذه الدول والمناطق :
أوقيانوسيا ، بابوا (إندونيسيا) ، القارة القطبية الجنوبية
جرينلاند ، شمال كندا ، الكاريبي بدل من كوبا والدومينيكان وهايتي وبورتوريكو وجاميكا وتابغو
جزر فوكلاند ، موريشيوس ، سفالبارد ، جزر مالديف
جزر القمر .
سلالات الأبقار :
أبقار الحليب :
هولستين (أو فريزيان) ، بقرة جيرزي
بقرة سويسرية بنية ، بقرة شامية
بقرة عكشية وهي ثنائية الغرض (للحليب واللحم)
أبقار اللحم :
بقر أنغوس ، شاروليه (بالفرنسية: Charolais)‏ ، هيرفورد
الأكيتين الشقراء (بالفرنسية: Blonde d’Aquitaine)‏
البلجيكية الزرقاء
د/ إيمان القصبي

زر الذهاب إلى الأعلى