بقلم…. دكتور إنجي البسيوني
أتذكر كل عيد ذكرياتى السعيدة فى بيتنا الكبير فى بلدتنا القديمة،أعياد بطعم الفرح ، يبدأ عيدنا السعيد فى الصباح الباكر على صوت معايدات الأهل والأحبه،عناق الأجداد ،ضجيج الزوار ،صوت التهانى، رائحة الكحك الشهى، ثيابنا الجديدة المبهجة ،حضن الأعمام والعمات والأخوال والخالات ،ضيوف يملأ وجوههم ضحكات دافئة تفتح شهية الأفراح ،ملامح بسامة تغمرها بشاشة الروح قبل الوجه ، كنا صغارا لا نلقى بالاً لهموم ، نلهو فى حديقتنا عند شجرة الليمون وشجرة التوت العتيقة ،نصطاد الفراشات النائمة على أعواد النعناع و الريحان قبل أن تنطمس ذكرياتنا فى ركام الأيام و فى عصور ما قبل الفقد .
نفرح بعديتنا الورقية و نفند لها عشرات البنود لصرفها،ونجتمع ظهرا على مائدة كبيرة لتناول الغداء حيث نكهة الطعام الشهى ، المغلف بدفء العائلة الكبيرة السعيدة ،قبل أن يجرفنا تيار الأيام التى رحلت ورحل معها غالب أبطالها ولم يبق سوى ثقل الأعوام ، غادرتنا تلك الأيام ولم يعد منها سوى شعاع رفيع من ذكريات… وألبوم صور نقص منه أكثر مما تبقى وذكريات يكسوها وقار الحنين .