آراء

د.فتحي حسين يكتب: الذكاء الاصطناعي وأحياء الموتي بشكل افتراضي !

 

ما بين ليلة وضحاها يغير الله من حال الي حال ،وخلال الثورة الصناعية الرابعة التي نعيش في ابرز منجزاتها واهمها وهي الذكاء الاصطناعي وتقنياته وبرامجه المتقدمه التي لم ولن تتوقف ،بل تدخل في كافة شئون حياتنا ومختلف مجالات الكون ،منها فكرة الموت والحياة واستدعاء الموتي أيضا بشكل افتراضي لكي يعيش معنا مجددا من خلال تصنيع روبوت مشابهة له في الشكل والصوت وطبقته ونبرته واخر تعليقات له علي وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن يرحل المتوفي ،حتي لا يشعر الشخص العادي الذي فقد عزيز له بالوحدة والألم الفراق ! ،والادهي من ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس انتاج أفلام بالذكاء الاصطناعي لأشخاص ماتوا ورحلوا عن الحياة لكي نراهم مجددا بأصواتهم وحركاتهم وسماتهم لكي يعرض للجمهور في الوقت الحالي !

فضلا عن خلق ما يسمي ب«بوتات الأحزان» وهي أحدث أساليب الذكاء الاصطناعي في تعويض غياب الموتى .

حيث أصبح الذكاء الاصطناعي يتدخل في تفاصيل الحياة اليومية، ويقدم الاحتياجات اللازمة في كافة المجالات بطريقة حرفية ودقيقة للغاية، مما جعله يحل محل الإنسان في بعض الأشياء ويفعلها بطريقة ربنا أفضل بكثير منه ، كل هذا لا غبار عليه في ظل التكنولوجيا الحديثة والتطور السريع للذكاء الاصطناعي.

وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون ، هل يستطيع الروبوت تعويض غياب الموتى، والمساعدة على تخطي احساس الفقد للآخرين؟

الإجابة هنا لدي شركات البرمجيات التي كشفت النقاب مؤخراً عن نوع جديد من روبوتات الإنترنت أطلقوا عليها اسم «بوتات الأحزان». وهي ببساطة عبارة عن روبوتات الإنترنت أو «البوتات» هي برمجيات وتطبيقات تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي لأداء وظائف متنوعة. وتعتمد فكرة «بوتات الأحزان» على تخليق نموذج افتراضي من الموتى بحيث يستطيع المستخدم التواصل مع هذا النموذج بل والتحدث معه كوسيلة لتسكين الأحزان والتغلب على آلام الفقد !!

وتعتمد هذه البرمجيات على المخزون المتاح من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، والتسجيلات الصوتية والتدوينات على مواقع التواصل التي تركها المتوفى قبل رحيله عن الحياة من أجل محاكاة شخصيته أمام أقربائه وأحبائه.

فقد اتاحت برامج الذكاء الاصطناعي لأي شخص أن يعطيها صورة ومقطع صوتي لشخص متوف لكي يتعرف على طبقة صوته ومخارج ألفاظه ويبدأ التعرف عليها ليستطيع أن يولد منهما فيديو متحرك وتقليد نفس طبقة صوت الشخص الأصلي مما يجعل أي شخص يستطيع عمل محادثة معه من خلال الإجابة على بعض الأسئلة عن تعبيراته الإنسانية.

ومن هنا تبدأ المحاكاة مع الشخص المتوفي ويزداد أكثر دقة بعد أن يقوم الشخص بإدخال معلومات أكثر عن شخصية المتوفي مثل تعبيراته الانسانية وطريقة تفكيره ومعتقداته وثقافته وتعليمه بحيث أن يستطيع المحاكاة لجزء من شخصية المتوفي ويتخيل أنه يستحضر روحه ويتحدث معها، ولكن هي في الواقع مجرد تلاعب بالبرامج الإلكترونية فقط!

وهناك مخاطر نفسية واجتماعية علي هذا بلا شك فهي تسبب للشخص نوع من الألم النفسي ويمكن أن تجعله يتوحد مع برامج الذكاء الاصطناعي ويظل يتحدث مع الشخص الميت الذي افتقده وينفصل عن العالم الخارجي، مضيفا أنه مع الوقت يساعد على تبلد وخلل في مشاعر الحزن وقت فقد شخص عزيز بمجرد التفكير في أنه يستطيع استحضاره والتحدث مع في أي وقت مما يؤدي إلى اثار نفسية وعقلية خطيرة وخاصة لأن الشخص يشعر بأنه يتحدث مع الأموات بشكل طبيعي للغاية .

كما أن التفكير في انتاج أفلام جديدة بالذكاء الاصطناعي أبطالها نجوم رحلوا عن عالمنا، ولكن هناك عائق حقوق الملكية الفكرية التي تقف أمامهم لعدم اكتمال التشريعات والقوانين الخاصة باستخدام هذه التقنية في استحضار الموتى واستخدام صورهم وأصواتهم مرة أخرى بعد وفاتهم فهل تظل ملكية الصوت والصورة حق لعائلة المتوفي أم تسقط؟ فلا بد من تطور القوانين أيضا حيث أنه لم يتم حتى الآن وضع قوانين واضحة تشرع هذا الأمر.

ولابد من الاستعانة بالجهات الدينية في مدي شرعية هذه المبتكرات الجديدة من الذكاء الاصطناعي ،والاي قلبت بلا شك حياتنا رأسا علي عقب والتي جعلت المستحيل ،يمكن تحقيقه!

زر الذهاب إلى الأعلى