بقلم… وسام الجمال
كان أحمد يجلس في إنتظار يراقب سحب الدخان الخارج من فنجان قهوته الساخن ثم يرتشف بحذر الدخان يخرج من الفنجان وهدوء يستمتع بالوقت سارحًا شاردًا في افكاره ويتأمل.
قاطع ذلك كله أنه وجد صديقه أمامه هذاالصديق المرح الذي كان يوزع دائما إبتسامات على الجميع ويجعل كل الحاضرين في اجواء فرح ومرح وجده يقول له “*شبيك لبيك عبدك بين إيديك*”
فضحك أحمد ونظر له قائلا:” *إيه بقيت حسام عفركوش*”.
ثم جلس معه يتبادلا الحديث بعد ما ضحكو على هذا الموقف المفاجيء كانت ضحكة حسام تسبق كلامه بينما كان أحمد بتحدث بهدوء وابتسامته لاتنم عن أي فرح أو سرور.
مر من الوقت حوالي خمسة عشر دقيقة وبعدها بدا يحضر باقي أصدقائهم ودائرة الحديث تتسع وكل منهم يلقي نكته مرة أو موقف طريف وضحكاتهم تتعالي حتى توقفوا فجاءة علي صوت حسام يقوا لهم عندي موقف لم احكه لكم من قبل إنتبه الجميع وبدأ حسام يسرد القصة.
موجهًا حديثه إلى هيثم أحد الاصدقاء قائلا له “فاكر لما كنت بتقولي أنا أخوك أنا نفسي نبقي وأحد أنا عمري مالقيت صديق مثلك فاكر.
وأنت يامحمد فاكر لما كنت بتقول لي ربنا عوضني بيك عن أهلي اللي خدعوني ودلوقت بقيت مطمن علشان بقي لى صديق زيك…؟ .
وأنت يا هاني أيه رايك في فاكر لما كنت بتكلمني كل يوم في التليفون تطمن على وتسألني عن احوالي فاكر يا هاني ولا نسيت..؟
ظل هكذا يحدثهم ويذكرهم ويسألهم حتى جاء الدور على أحمد فسأله أيضًا قائلا له: أنت يا أحمد الوحيد اللى عمرك ما قلت لى كلمة حلوه طوال صداقتنا عمرك ماقلت لي أني كويس دائما كنت تهاجمني كنت أغضب منك وأزيدك كنت أكرهك ولا أشعر تجاهك باي ميول صداقة أو أخوة ليه يا احمد…؟.
حاول أحمد الرد لكن حسام قاطعه قائلا: لا استنى هرد أنا بلاش أنت اللى ترد عليا عارف ليه يا أحمد لأنك أصدق وأحد أنا عرفته كنت دائما تهاجمني لمصلحتي وكنت بكره اسلوبك معايا لكني كنت مغفلا.
أما انتم فكانت كل عباراتكم معايا كذب وخداع وغش ومع ذلك لم اكرهكم ولن اكرهكم أنا كبرت معكم وعشت معكم وهنفضل أصدقاء لكن بحذر لكن احمد اصبح أخويا وابويا وابني، ومن النهارده لو قال لي أرمي نفسك في البحر هرمي”.
ثم قام حسام متوجها إلى باب المقهى تاركهم في حيرة من أمرهم حاول أحمد اللحاق به لكنه لم يستطيع ان يلحقه.
مر الوقت عليهم في المقهى وهم يتعاتبون علي فعلهم مع حسام حتى رن هاتف أحمد الحق حسام حسام تعبان قوي .
أسرع أحمد إلي منزل حسام وعندما دخل عليه نظر له حسام قائلا ” احمد ادعي لي وأذكرنى دائما في دعائك وخلي بالك من اسرتي هما دلوقت ملهمش حد غيرك.
عارف يا احمد كنت كل ما يحصل لك مشكله كنت اضحك اضحك من كل قلبي عارف الآن عرفت أن الضحكات دى كانت ضحكة وجع.
وجع علي عمر عدى مكنتش فيه أنت الأقرب لي ولا الأهم ”
حاول أحمد أن يسكت حسام حتى يأتي الطبيب لكن حسام أطلق ضحكة كانت تشع نورًا ثم أسلم روحه إلي بارئها لتنطلق دموع أحمد في عيناه ويبكي بكاء وجع خاصة بعد أن علم أن حسام ترك له جوابا يشكره فيه علي صداقته ويطلب مسامحته وعلم من أسرته أنه أصيب بحالة اكتئاب شديدة أثرت عليه خلال الأشهر الماضية.
نظر أحمد إلي جثمان حسام قائلا له الأن عرفت سبب كثرة ضحكك الفترة الماضية.