محمد محفوظ يكتب : ثورة 30 يونيو وعمال مصر
نهنئ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، والشعب المصري والقوات المسلحة والشرطة، بالذكرى الحادية عشر لثورة 30 يونيو المجيدة ، إذ نحتفل مصر في 30 من يونيو بالثورة المجيدة التي سطرت خلالها جماهير أمتنا العظيمة بإرادتها الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق، وغيرت مجرى أحداث التاريخ المصري المعاصر وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطني المصري ، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على كافة المستويات وترتكز على دعائم قوية من التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمجابهة التحديات.تحت رعاية السيد عبد الفتاح السيسي ، مؤسس الجمهورية الجديدة
أهم أسباب ثورة 30 يونيو
انهي الشعب المصري حكم محمد مرسي وجماعة الاخوان ، بعد عام وثلاثة أيام فقط قضوها في الحكم ، ارتكبوا خلالها أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينهم وبين الشعب في خلال هذه المدة الزمنية الضائعة من عمر مصر التي كانت البلاد فيها أحوج ما تكون للبناء والتقدم والنمو والاستقرار وسط عالم ملئ بالفوضى بما يعرف بالربيع العربي.
كان لعمال مصر الدور الابرز في تغيير مسار الاحداث بعد ثورة 25 يناير 2011، ونجاح الثورة كان مرهون بعدد من العوامل ومنها دعم جيش مصر لمطالب الشعب ودور الاعلام والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، وفي المقدمة جاء الدور الذي لعبه عمال مصر باتحادها ونقابتها وخروج العمال من المصانع والشركات والمستشفيات وجميع المنشآت الصناعية والإنتاجية الي الميادين لإعلان رفضهم استمرار حكم الاخوان، بدون التأثير على عجلة الإنتاج ومرت الاحداث وفرضت إرادة الشعب المصري الأصيل نفسها فوق إرادة الجماعة.
وبعد أن نجحت الثورة الشعبية في 30 يونيو 2013، وتخلص الشعب من حكمهم الفاشي، وجاءت الإجابات قاطعة، بأنه لو كان استمر الإخوان في الحكم، لتحولت مصر، إلى دولة فاشية تحكمها الميلشيات الإخوانية، بعد سيطرتهم الكاملة على مقاليد الأمور وتصفية الحسابات مع القضاء والشرطة والجيش والإعلام والنقابات العمالية والمهنية ، وتحولت سيناء إلى إمارة إخوانية ، وحاولت السيطرة على مفاصل الاقتصاد، لكن هذه المحاولة لم تكن سوى مقدمة لسلسلة من الأزمات والكوارث وهروب الاستثمارات، وتراجع معدلات النمو، إلى تآكل الاحتياطيات النقدية بالعملة الاجنبية وانهيار مؤشرات البورصة، أصبح الاقتصاد المصري في مرحلة صعبة، حيث لم يتوقف نزيف الخسائر خلال 12 شهرًا من حكمهم، بعد مضايقات بعض المستثمرين لصالح رموز الإخوان، إلى جانب أخونة المناصب الاقتصادية العامة، ابتداء من وزارة المالية، مرورا بوزارة الاستثمار والتموين.
كل هذا أدى إلى زيادة الاحتقان بين العمال، وشهدت محافظات مصر حالة من الغليان احتجاجًا على تفاقم المشكلات والأزمات الاقتصادية، وضياع حقوق العمال، وكان أبرز مشهد نقص الوقود وإغلاق الشوارع الرئيسية مع اصطفاف طوابير البحث عن المحروقات، ما شل حركة المرور في القاهرة الكبرى والمحافظات.
تعرض الاقتصاد المصري لانهيار لم تشهده مصر من قبل، وسحب الإخوان البساط من منظمات الأعمال والعمال ، حيث أسست الإرهابية جمعية تضم رموز الإخوان ليكونوا هم واجهة الجماعة لمن يرغب في الاقتراب منها ومرافقة رئيسهم في جولاته الخارجية.
قلة الخبرة وانشغال الإخوان بتنفيذ مخططات الدول المتآمرة في مصر أدى إلى انهيار الاقتصاد المصري، وعندما أدركت الجماعة ذلك بعد اندلاع الاحتجاجات في الشوارع والساحات في جميع أنحاء مصر، طلب الإخوان المساعدة من أعضائها في محاولة لإنقاذ الاقتصاد خوفًا من غضب المصريين، لإظهار تدهور الاقتصاد التصديري.
عمال مصر في مقدمة الصفوف
ويأتي دور عمال مصر المُشرف والعظيم، حيث خرج اصحاب الياقات الزرقاء من المصانع والشركات صوب الميادين وتجمعوا من كل محافظات مصر من اجل تحرير الوطن من جماعة اهل الشر، وكانت الهتافات مدوية وتأثيرهم كبير بسبب التنظيم الجيد.
وبفضل تلك الثورة المجيدة التي فتح باب التنمية والجمهورية الجديدة ،تسير الدولة المصرية في طريق النصر والنجاح رغم التحديات والتي تتغلب عليها بالإرادة وباستذكار روح ثورة يونيو، فهي الحدث الاهم بعد تحرير الوطن من جماعات اهل الشر والملطخة ايديها بدماء الابرياء، مشيرًا الي حجم الانجازات التي تحققت علي ارض الواقع خلال السنوات الماضية
حيث تم تدشين الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان والمشروعات العملاقة والعاصمة الإدارية والمدن الجديدة بكل المحافظات ،والتي انعكست ايجابًا علي حقوق العمال، اضافة الى تبني القيادة السياسية الحوار الوطني الذي جمع كل اطياف المجتمع وقواه الوطنية المصرية .
ولا ننسي ما قدمته ثورة 30 يونيو للمرأة المصرية فقد أرست الإرادة السياسية، أسسا قوية لتمكين المرأة المصرية، حتى أصبح جزءا لا يتجزأ من عقيدة الدولة، لتكون عنصرا فاعلا في التنمية المستدامة ونموذجا مشرفا لريادة المرأة في كل المحافل المحلية والدولية.
تلك الإرادة كانت هي كلمة السر وراء النجاح الذي تحقق فيما يتعلق بتعميم مكون المرأة في كافة الملفات التي تعمل عليها الدولة المصرية، والتي انعكست على المؤشرات الوطنية والدولية الخاصة بوضع المرأة في مصر.
بقلم : دكتور محمد محفوظ عمران
امين عام اللجنة النقابية بشركة بدر الدين للبترول، عضو امانة العلاقات العامة بالنقابة العامة للبترول