آراء

دكتور محمد محفوظ يكتب : لماذا التنمر الوظيفي ؟

 

التنمر الوظيفي ، واحد من المشكلات التي تظهر في العمل وتسبب كثيراً من العقبات داخله ،  كضعف الإنتاج واختلال العلاقات الاجتماعية بين الموظفين، فضلاَ عن اثاره النفسية السلبية على الموظفين.

التنمر الوظيفي هو ميل الأفراد أو الجماعات لاستخدام سلوك عدواني بشكل مستمر ضد زميل في العمل أو مدراء ضد مرؤوسيهم ، هذا النوع من التنمر يمكن أن يأخذ أشكال عدة مثل اللفظية، غير اللفظية، النفسي، الاعتداء الجسدي والإذلال والإشاعات والتنمر الاجتماعي.

لماذا يتنمر موظف على زميله بهذه الطريقة المؤذية؟ الإجابة كما اوضحها علماء النفس والاجتماع إن اغلب الأشخاص المتنمرين هم أشخاص قليلو الثقة بأنفسهم، وبدلاً من محاولة تطوير أنفسهم لتعزيز هذه الثقة يقومون بالتقليل من زملائهم وقدراتهم.

وقد اثبتت الدراسات الي ان 19% من الموظفين حول العالم يتعرضون للتنمر في وظائفهم يومياً وان المدراء يمثلون نسبة 60 % من المتنمرين وان 29 % من المتنمر عليهم يلتزمون الصمت تجاه التنمر الذي يتعرضون له.

وهناك عدة  أسباب للتنمر الوظيفي منها : الغيرة المهنية، الغيرة الاجتماعية، التمييز، سلبية مكان العمل، عدم وجود قوانين تحمي الموظف وتصون كرامته، جهل الموظفين وعدم معرفته بحقوقهم وعدم الاطلاع على قانون العمل وغياب الوصف الوظيفي في كثير من شركاتنا ومؤسساتنا ، و عدم إجراء فحص طبي نفسي للمديرين والموظفين قبل قبولهم في العمل، إهمال شكوى موظفين ومحاربة أي موظف يحاول المطالبة بحقه  مع عدم وجود لوائح خاصة واضحة بسلوكيات المتنمر.

أما عن علاج التنمر الوظيفي، فيظن الكثيرمنا ا أن علاج التنمر في بيئة العمل هو دور الإدارات فقط، ولكن يجدر التنويه إلى أن هذه المهمة تقع على عاتق إدارة المؤسسة والموظفين على حد السواء.

إذا تركت إدارات المؤسسات سلوك التنمر دون ردع؛ فقد يؤدي ذلك إلى خلق بيئات عمل سلبية تضر بالموظفين وإنتاجيتهم، ولذلك يتعين عليها اتخاذ الإجراءات التالية:

تدريب الموظفين لتوعيتهم بالسلوكيات السلبية، وبالتالي يدركوا كيف يكون التنمر غير المقصود، فيتجنبوا القيام بهذا السلوك، إخضاع جميع الموظفين للتدريب الذي يتعلمون من خلاله كيف يمكنهم بناء بيئة عمل إيجابية وفعالة.و

ضع لوائح  توضح سلوك التنمر، والعقوبات التي تُفرض على من يرتكبه، حتى تكون واضحة أمام الجميع ، وتعليم الموظفين كيفية التعرف على سلوكيات التنمر داخل مكان العمل، وتشجيعهم على الإبلاغ عنها، حتى يتلقى مرتكبها العقاب المناسب، وتوجيه الدعم للمديرين غير المتحيزين في العمل، للمساعدة على تحقيق العدالة داخل العمل.

وفي النهاية نختم بخير الكلام بالآية 11 من سورة الحجرات:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

بقلم : دكتور محمد محفوظ عمران امين عام اللجنة النقابية بشركة بدر الدين للبترول، عضو أمانة العلاقات العامة بالنقابة العامة للبترول

زر الذهاب إلى الأعلى