د.عبدالله المصرى يكتب : اليوم العالمي للأب وعقوق الأبناء

احتفل العالم بيوم الأب الذى خصصته الامم المتحدة يوم ٢١ يونيو من كل عام تكريما للأب المؤسس الأول للأسرة والمسئول عن توفير كل احتياجات أفراد الأسرة من المآكل والمشرب والتعليم وجميع انواع الرعاية للاولاد والبنات حتي يشبوا ويكبروا ويتزوجوا سيكونون أسر صالحة وناجحة وهي أساس المجتمع ،وكان الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ مصطفي أمين قد دعا في عام ١٩٨٥م أن يكون يوم ١٠ يناير من كل عام عيدا للأب أسوة بعيد الأم المخصص له يوم٢١ مارس من كل عام والذى دعا للاحتفال به عام ١٩٤٣م واحتفل بالفعل بهذا اليوم في العام التالي عام ١٩٨٦م ثم وأدت الفكرة ولم يتحمس لها أحد.

واهتم الإسلام منذ أكثر من ١٤ قرنا بالأب كما اهتم بالأم أى قبل كل الدعوات التي دعت للاحتفال والتكريم للأب أو الأم حيث أمرنا الله بالبر بالوالدين بعد أن أمرنا مباشرة بوحدانيتة وعدم الشرك به ،وعبادته وحده ( سبحانه وتعالي) حيث قال في كتابه العزيز : ” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا” ( النساء ٣٦) وقد جعل الله ( عزوجل ) عقوق الوالدين كبيرة من الكبائر ،وتحرص تعاليم الإسلام هنا علي هدفين أساسيين أولهما توحيد الله توحيدا مطلقا ،والهدف الثاني هو إيجاد مجتمع صالح قوى متماسك تنتشر فيه الفضائل ، وتسود فيه الأخلاق الكريمة الحميدة ، وأن تبني نواة الأسرة علي اساس قوى ومتين يظللها الاحترام والعطف والحنان والمودة والرعاية الصحيحة بالتطبيق الأمثل لتعاليم الإسلام وأوامر الله ( عزوجل ) حتي ينصلح حال الأسرة فتنصلح أحوال المجتمع لأن الأسرة هي نواة المجتمع .

وكما طالب الإسلام الأبناء بالبر للوالدين وجعله فريضة بناء علي الأمر الإلهي لقوله تعالي:” وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا” ( الإسراء ٢٣) فأمر الآباء والأمهات بالقيام بمسئولياتهم نحو الأبناء وتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة ، وتدريبهم علي السلوك الحسن ،والتحلي بالأخلاق الحميدة ،وعدم الكذب ،ويكونوا لهم قدوة حسنة ،وأن يعاملوا الناس بالحسني، واحترام الكبير ،والرحمة بالصغير، وحب الوطن والانتماء إليه ،والتعاون مع الآخرين علي الخير ، وتعليمهم علي الجادة في حياتهم ، وعدم تضييع الوقت في غير منفعة ، و التزود بالعلم ، ومراقبتهم في تعاملهم مع الوسائل الإلكترونية ، وإلزامهم بالمنهج الإسلامي ،والبعد عن أصحاب السوء والتعرف علي صحيح الإسلام لديهم دون تطرف أو تشدد ، ومتابعتهم في مدارسهم ودروسه .

كما طالب الإسلام الأبناء بطاعة الآباء والأمهات في غير معصية الله ،وأن تكون معاملاتهم بالحسني فيها العطف، واللين، والمعاونة، والإنفاق عليهما عند الكبر ،كما حث وامر بهذا في قوله تعالي:” إما يبلغنا عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما “( الإسراء ٢٣) وهنا الإسلام لا يعرف دور المسنين والمسنات فهذه أوامر ونصائح للأبناء نحو الوالدين بعد أن تكبدوا الكثير من الجهد والمال من أجل تربيتهم ورعايتهم حين ضعفهم في مرحلة الطفولة وهم صغار . .وبهذا يقدم الآباء العناصر الصالحة للمجتمع التي تبني ولا تهدم تقدم الخير من أجل رفعة الوطن بدلا من أن تقدم المجرمين أو الإرهابيين أو المتشددين الذين يهدمون ويكفرون الناس دون علم بصحيح الدين وتعاليمه ..وكل عام وكل أب طيب وبخير .

زر الذهاب إلى الأعلى