دين و دنياآراء

فوقيه ياسين تكتب.. افرحوا بنبينا وأطعموا الحلوى في مولده «صلى الله عليه وسلم» 

 

حالة الفرح والسعادة والإيجابية التي يشعر بها المسلمون بمجرد أن يهل علينا شهر ربيع الأنوار، والذي أهل من خلاله نور سيدنا النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه ليعم الإنسانية جميعها بنوره عند مولده «صلى الله عليه وسلم» جعلتنا ننتظره لنستمد بالاحتفال بمولده القوة، و«نشحن» القلب شحنات محبة من خلال تذكر سيرته صلوات الله وسلامه عليه.

 

لا أبالي بإطلاق صرخات وعويل من حسبوا على الإسلام من بعض التيارات المتطرفة، كلما جاءت ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما يحاولون به من بث سمومهم بتحريم الاحتفال بالمولد النبوي ، وتحريم شراء وأكل حلوى المولد والتي صنعت خصيصا للتعبير عن الفرحة بمولد خير خلق الله كلهم، وهم على النقيض يأكلون الحلوى ويحتفلون بميلادهم ولا يحرمونه، قمة التناقض من هؤلاء الذين أحلوا لأنفسهم مايحرمونه على غيرهم.

 

انتشار شوادر حلوى المولد في شوارع مصر المحروسة ، مشاهد مبهجة، بمجرد رؤيتها لا يكف لسانك عن الصلاة والسلام على النبي المختار، شعبنا الطيب المحب لسيدنا النبي وآله ارتبطت معه المناسبات بالأكلات، أما مناسبة ذكرى مولد رسول الله ارتبطت بـ الحلوى، فهل هناك أعظم و«أحلى» من هذة المناسبة حتى نتهادى بالحلوى ونأكلها ابتهاجا بنبينا؟

وهل تناولنا للحلوى يعني عدم تمسكنا بسنته صلوات الله وسلامه عليه وتذكر سيرته في هذا اليوم المبارك؟ كلا والله نجدد العهد مع الله دوما ونسعى جاهدين التمسك بسنة نبيه الكريم، وفرحنا وسنفرح كلما تذكرنا يوم مولده صلوات الله وسلامه عليه، وسنعلم أطفالنا أن هذا اليوم المبارك يوم فرح وبهجة وسرور للإنسانية جميعها، وسنطعمهم الحلوى، ونعلمهم أن التمسك بكتاب الله وسنة رسوله وتذكر سيرته وشمائله صلى الله عليه وسلم، وزيارة آل البيت عليهم السلام من أجمل مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

 

ولا أجد من أبيات الشعراء مايصف حال الشعب المصري من سعادة وبهجة بقدوم شهر ربيع للاحتفال بمولد الهادي من هذه الأبيات :

شعبٌ على كلِّ الشعوبِ تفَوَّقا

وبيومِ مولدكَ الشريفِ تألَّقا

 

فأضاءَ حتى صار من أهلِ السما

واخضَرَّ في ذِكراكَ حتى استَبرَقا

 

عُرسٌ إلهيٌّ أُقِيمَ.. وبهجةٌ

كونيَّةٌ.. وبـ(أحمدٍ) عُقِدَ اللِقا

 

 

الروحُ (طه).. والفؤادُ (محمدٌ)

والهَدْيُ من بين الظلوعِ تفتَّقا

 

الحبُّ (طه).. والحبيبُ (محمدٌ)

والشوقُ دمعٌ في العيونِ ترقرَقا

 

الدينُ (طه).. والجهادُ (محمدٌ)

وربيعُهُ بالنصرِ فَاحَ وأبرَقا

 

النورُ يجتاحُ المدائنَ عابراً

كلَّ النفوسِ.. على الرؤوسِ مُحلِّقا

 

الأرضُ شعَّتْ.. والبيوتُ تسندسَت

والضوءُ لاحَ مُهروِلاً مُتسَلِّقا

 

 

 

ولفرطِ ما اخضرّت لأحمد دُورُهم

بعضُ الحجارةِ أوشكت أن تُورِقا

 

يتهيئون ويرقُبونَ قُدومَهُ

شغفَاً، سروراً، لهفةً، وتشوُّقا

 

حتى إذا حان الوصالُ تدافعوا

وغدا بِهم كلُّ اتّساعٍ ضَيِّقا

 

 

فوقيه ياسين مدير تحرير جريدة العمال

زر الذهاب إلى الأعلى