آراء

د.فتحي حسين يكتب: ماذا بعد اغتيال حسن نصر الله؟

لأول مرة بعد حوالي عام تقريبا ،تحقق إسرائيل هدف لها ،وهو هدف كبير جدا لها عندما قتلت السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله بلبنان ، منذ يوم ٧ اكتوبر عام 2023 ،وهو يوم بدية العدوان الإسرائيلي علي فلسطين والذي أسفر عن مقتله ما يقارب 45 الف وإصابة اكثر من 100الف من الفلسطينيين،فضلا عن تدمير البنية التحتية كلها للدولة .

حيث تمكنت إسرائيل، الجمعة 27 من سبتمبر/أيلول، الحالي من توجيه ضربة مُوجعة لحزب الله اللبناني واغتيال أمينه العام، حسن نصر الله، في ضربة قد تغير من شكل المواجهة بين الطرفين في المستقبل،بالرغم من استمرار العمل وتعيين امين عام جديد للحزب . ولكن هناك حالة من الحزن الكبير في كافة البلاد العربية والإسلامية من المشرق للمغرب لمقتل نصر الله ،تصل إلي درجة الإحباط بعد مقتل عدد من قادة وأعضاء حزب الله في واقعة شرائح التليفونات البجيلر!

وكان مقتل نصر الله، في الغارات التي استهدفت مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت.فقد التحق سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من 30 عاما.

وبعد تأكيد الجيش الإسرائيلي نجاحه في اغتيال حسن نصر الله ونفذت الطائرات الإسرائيلية، غارة جوية ألقت فيها نحو 85 قُنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل قُنبلة منها طنا من المتفجرات، حتى تتمكن من اغتيال نصر الله!!! وقد نجحت ،و بسبب التقدم التكنولوجي في أجهزة متابعة نصر الله ،وربما الخيانة المتوقعة من بعض أعضاء حزب الله لصالح الموساد الإسرائيلي!

وبعدها أكدت إسرائيل ان مقتل نصر الله خطوة ضرورية نحو “تغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات مقبلة!!

ورداً على الغارة الجوية الإسرائيلية في بيروت التي قتلت زعيم حزب الله حسن نصر الله وجنرالا إيرانيا كبيرا، طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة اتخاذ خطوات لردع إيران عن مهاجمة إسرائيل !!،

وكان الصراع بين إسرائيل وحزب الله يتجه بالفعل إلى حرب شاملة يمكن أن تجر إيران، وكان ذلك قبل أن تقتل إسرائيل أقوى حليف لإيران في المنطقة، حسن نصر الله!

أن اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، كان بمثابة ضربة موجعة لصميم “محور المقاومة”، وهو ما قد يغير من شكل المواجهة بين الطرفين.

فكما قال الإعلام البريطاني بان إسرائيل لم توجه اغتيال نصر الله، ضربة كارثية لحزب الله فحسب، بل ضربة مدمرة لإيران، فعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، نظرت طهران إلى نصر الله وحزب الله، كركيزة أساسية في استراتيجيتها الأمنية والردعية في المنطقة، وعلى خط المواجهة في حرب الظل الطويلة مع إسرائيل.

السؤال الأهم هنا ،وهو هل ستنتقم إيران لنصر الله ،وهل سترد الضربة وتنجر لحرب مع إسرائيل وامريكا ،وتقام حرب داخلية إقليمية أم أن مقاتل نصر الله سيمر مرور الكرام مثلما مرت عدوان غزة مرور الكرام ونحن نكتفي بمشاهدتها من قناة الجزيرة!

زر الذهاب إلى الأعلى