الدكتور محمد جابر يكتب : لو سقطت مصر سيعبد العالم الاصنام

ما هي العلاقة بين إنجازات الدولة و الإنهيار النفسي للطابور الخامس على اختلاف مسمياته؟

كل إنجاز للدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي يصيب الطابور الخامس بالإنهيار . و لكن كثرة تنظيرهم و ثرثرتهم بخصوص كل مشروع كبير يتم تقديمه للشعب, تدل على أنهم يعلمون تمام العلم أن هذه الإنجازات بمثابة إشارة رسمية بنهوض مصر و فشل مخطط أسيادهم .

كل مشكلة يتم حلها , تصيبهم بالإحباط, لأنهم لن يجدوا ما يستفزون به مشاعر الإستياء لدي الشعب لتوجيهه ضد وطنه.

الإنجازات تفضح تمثيلياتهم القديمة بالصراخ على حال المواطن الغلبان كما يطلقون عليه. الآن لدي هذا المواطن مسكن راقي بمجمع إسكان راقي. لم يكن هذا المواطن محور إهتمامهم و لكن أداة ..يتاجرون به كي يهاجمون الدولة و ينشرون الإستياء ..فتعم الفوضى التى خططت لها أسيادهم .

أدركوا الآن أن وقت الحساب قد حان, و أن المغامرة التي خاضوها في 2011 و راهنوا على سقوط مصر, مغامرة فاشلة و عواقبها لا تعترف بالإعتذار. فمارسوا أحط أنواع الخيانة و نشروا الأكاذيب و الفتن و هبطوا للشوارع لتمويل البلطجية و المجرمين و أداروا حرب الجيل الرابع , حرب الشوارع,و أريقت الدماء بسببهم و مازال زملاءهم ” كلاب الحرب ” بسيناء يمارسون إرهابهم … و لكن لأنهم حمقى…لم يقرؤوا تاريخ البلد الذي خانوه .

 

لم يدركوا وقتها أنه بلد لا يسقط لأن رب العالمين يحميه. و أن مهمة هذا البلد هي حماية الدين على الأرض. أو كما لخصها أحد القساوسة الأمريكان في حديث شخصي معي: ” لو سقطت مصر…سيعبد العالم الأصنام “.

ربما لا يدرك من يعلّمون الناس الدين بمصر مدى أهمية دورهم. و ربما لا يعلم المواطن العادي قيمة بلاده الحضارية. و لكن..الأشرار يعلمون..و محاولاتهم كلها تصب في هدف واحد و هو ضرب الدين في مصر ..من الداخل و بواسطة خدمهم المتطرفين سواء متأسلمين أو متمسيحين أو ملاحدة أو متطاولين على الدين. طموحهم هو تحويل سكان هذا العالم لملحدين و شواذ و أصحاب بدع و هوس..كي يسهل عليهم حكم العالم بسكانه.

 

مازال الرئيس السيسي يقود هذا البلد في مهمته الحضارية تجاه العالم و تجاه الشعب. و الطريق طويل و إعادة البناء تتطلب الصبر و العمل و التفاؤل.

 

و مازالت الحسرة و الإنهيار النفسي تسيطر على الطابور الخامس..و الأهم… تبقي له جبال الخوف و القلق من الحساب الآتي لا محال..فإن نجا من حساب الأرض , لن ينجو من حساب السماء..لأن: بسم الله الرحمن الرحيم : ” وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ” صدق الله العظيم.

 

هل يتحول الإنسان إلى حيوان؟.. يتميز الإنسان في خلقته عن الحيوان بالعقل…بالتفكير…بالخيال و الإبداع. فالله تعالى خلق كل مخلوق لمهمة معينة و إستخلف الإنسان على الأرض لتعميرها و الحياة عليها و سخر له كل شيىء…و وهبه العقل حتى تكون له السيطرة و الهيمنة على باقي المخلوقات.

و لكن هناك فئات شريرة تخالف هذه الفطرة السليمة التي أرادها الله تعالى للبشر. فئة تدعي أنها الأفضل و لها الحق في ثروات العالم دون باقي البشر. فئات تستخدم الأفكار المسمومة و الإتجاهات الرذيلة و تقدمها لباقي البشر كي يتحولوا من إنسان إلى حيوان..فيسهل عليهم السيطرة عليهم…و قد كتبت عن هذه الفئة الشريرة في سلسلة مقالات #ظهروا_المستنيرون.

أما اليوم….فأريد أن أجيب عن السؤال: هل يتحول الإنسان إلى حيوان و يقوم بتدمير نفسه و وطنه و يتبع أساليب الفئة الشريرة و هو يظن أنه على حق؟

الصديق الأول….هو الكاتب الفرنسي الروماني الأصل يوجين إينسكو و روايته ” الخرتيت ” التي تخيل فيها مجموعة من مدمني التنظير و الثرثرة و التفلسف الفارغ و هم مجتمعين في بيت أحدهم يشغلون أنفسهم بالكلام الهدام ..و فجأة تقوم مجموعة من الخراتيت بغزو شوارع المدينة و نشر الفساد فيها. و يستمر هؤلاء الحمقى مدعي العلم في مناقشة طبيعة الخراتيت و هل هي أفريقية أو آسيوية و هل هي تحب الخير أم الشر..كل هذا و الخراتيت تنشر الفوضى و العادات السيئة و ترقص عارية بالشوارع و سكان المدينة يعجبون بهذا الأسلوب الفوضوي من الحياة و يتبعوهم بكل سرور…فيصير سكان المدينة أراذل , حمقى , جهلاء , يدمرون كل شيىء كما الخراتيت.

الصديق الثاني….هو الكاتب السويسري فرديدرش دورنمات الذي يخبرنا في روايته ” محاكمة حول ظل حمار ” أن هناك شخص مريض في بلاد اليونان قديماً أرسل أهله لإستدعاء الطبيب من جزيرة أخرى لنجدته. فقام الطبيب بتلبية النداء و ذهب إلى محطة الحمير لإستئجار حمار لينقله إلى بيت المريض. إتفق الطبيب مع صاحب الحمار على الأجرة و في منتصف الطريق يقوم صاحب الحمار بالتوقف عن السير و مطالبة الطبيب بأجرة مضاعفة بحجة أن ظل الحمار يسير معهم في الرحلة .

و هو أيضاً يستحق أجرة منفصلة. و يتفاقم النقاش بين الطبيب و صاحب الحمار حتى يتحول إلى قضية رأي عام في بلاد الإغريق و يتم مداولة الأمر في المحاكم و ينقسم الشعب بين مؤيد للطبيب و مؤيد لصاحب الحمار….القضية الآن أمام القضاء الإغريقي والحيرة و الفتنة تدب بين الشعب و في البيت الواحد تقوم المعارك بسبب ظل الحمار….حتى تصير حرب أهلية , يجد فيها الناس من يبيع السلاح لجميع الأطراف …فيصير إقتتال داخلي يزهق الأرواح و يسيل الدماء.

الصديق الثالث….هو الكاتب البريطاني جورج أورويل و روايته ” مزرعة الحيوانات ” عندما قامت الخنازير بتحريض باقي الحيوانات على قتل صاحب المزرعة البشري…و إقناعهم أنهم جديرون بإدارة المزرعة و توجيه الخيرات للحيوانات لا لبني الإنسان. الخنازير ينجح في المهمة و يتم الفتك بصاحب المزرعة….الخنازير تتعلم لغة الإنسان و تبدأ في السير على قدمين فقط و ترتدي ملابس البشر و تأكل على الموائد و تدخن السيجار و تحمل الكرابيج لضرب باقي الحيوانات التي تم خداعها بأفكار الحرية و التمرد.

أمر غريب…ترى بشر يسقطون في هذا الفخ المرعب. يتحولون إلى حيوانات عديمة الفكر..و الأخطر , تراهم يصدقون الأفكار المسمومة التي تأتيهم عبر الوسائط …لا يعلمون مصدرها و من الذي صنعها لهم. تجدهم يسبون أوطانهم و يعادون جيوش بلادهم و يعظمون في أعداءهم.

 

الأصدقاء الثلاثة – و لأنهم أدباء – توقفوا برواياتهم عند مرحلة الرصد فقط. أما صديقكم كاتب السطور هذه…فقد قدم لكم سلسلة مقالات #سم_فيران و التي أناقش معكم فيها كيف قام أهل الشر بصناعة عقول خائسة تثير الفتن و الفوضى لتدمير بلادها…ثم يقوم من صنعوهم بإطعامهم سم الفئران ليتخلصوا منهم بعد أن قاموا بتأدية المهمة التي صنعوهم من أجلها…مهمة إفساد المجتمعات و تحريضها على إستقرارها و هم يرفعون شعارات واهية خادعة.

 

الفئران…الطابور الخامس…الذي يعيش في أوطان أنجبته…و لكنه يطعنه في الظهر بخنجر الخيانة و الثرثرة و نشر الإحباط و اليأس و الجهل و الشائعات و الأكاذيب.

 

الفئران….تتخفى تحت أقنعة تتساقط كلما فشلت مهمتهم…كلما لم يجدوا من يستمع إلى سمومهم…كلما تجاهلهم الناس و إتجهوا إلى التمسك بإنسانيتهم و عقولهم و حافظوا على وعيهم و معتقداتهم.

 

مطلوب فقط التمسك بثوابت الدين و الوطن يجعل الإنسان يعيش إنسان و يموت إنسان…و ينقذ نفسه من التحول – كما في الرويات السابقة – إلى خرتيت فوضوي يعيش بالفساد و الرشوى و النصب و الإحتيال أو حمار لا يدري الحقيقة و يسير في الحياة و هو يردد كل ما يسمع من سخافات أو خنزير إرهابي يحمل السلاح في وجه الناس و يهدد أمنهم أو فأر ينشر الأكاذيب و السموم الفكرية و الفتن و الكراهية بين الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى