آراء

د.فتحي حسين يكتب: رحيل زيزو الزمالك.. صفعة موجعة و خروج مهين

فجأة.. زيزو لم يعد في الزمالك. والوجهة؟ الأهلي. مشهد عبثي، لم يكن ليتخيله أكثر المتشائمين، لكن من قال إن الفوضى تعرف المستحيل؟!

الزمالك، بكل ما فيه، لم يستفد من الصفقة إلا زيزو ووالده. نعم، لا نكذب على أنفسنا: خرج اللاعب من الباب الواسع ماليًا، لكن الزمالك خرج من الباب الخلفي قاريًا، محليًا، وجماهيريًا. الخروج المهين من الكونفدرالية لم يكن مجرد كبوة رياضية، بل تلويحة وداع لجيل لم يعرف معنى المسؤولية، ولم يحفظ للكيان قدره.

منذ ستة أشهر، كانت الفرصة سانحة. عرض خليجي مجزٍ، ومال يحل أزمات ويغلق أبواب ديون، لكن العناد الإداري انتصر. والنتيجة؟ لا مال، لا بطولة، وزيزو يرحل مجانًا تقريبًا، لا للعب في أوروبا كما قيل، بل للقلعة الحمراء، الخصم التاريخي. هل هناك مرارة أكثر من ذلك؟

لكن الحقيقة المُرة؟ زيزو ليس وحده. هناك من وقع، وهناك من يوقع، والقادم مجهول. الأهلي يتحرك كالشطرنج، والزمالك ما زال يمسك الطباشير.

ومع حزني الشديد على هذا الوضع، لا بد من كلمة حق مرة للجمهور: نعم، أنتم من تدفعون الثمن الآن، لكن بصراحة؟ أنتم أيضًا جزء من المشكلة. لقد صنعتم من بعض اللاعبين أوثانًا، وضعتموهم في مقام لا يستحقونه. لاعب “عادي” يصبح “أسطورة”، وآخر “أفضل رقم ٩ في مصر”، والثالث “الحارس الأعظم في أفريقيا”، ولاعب لم يسجل أهدافًا حاسمة يصبح “أهم جناح في تاريخ النادي”.

وحين يُظلم الزمالك، يتهمون حسام حسن، ويتجاهلون أن “النجوم” لم يصنعوا مجدًا حقيقيًا، لم يرفعوا كأسًا، لم يكتبوا تاريخًا، بل كتبوا شيكات. كلهم يقبضون. كلهم يحصلون على أعلى المرتبات. ولا أحد يرد الجميل للنادي.. إلا الجمهور.

الجمهور هو فقط من له الفضل. هو من يدفع، من يتعب، من ينهار مع كل خسارة ويُكسر مع كل رحيل. أما اللاعبون؟ فمعظمهم لا يستحق حتى المرور أمام بوابة النادي.

ختاما، ليست المشكلة في زيزو، بل في العقلية. عقلية إدارة، عقلية جمهور، عقلية نجوم من ورق. والكارثة أن القادم، ربما، أشد.!

زر الذهاب إلى الأعلى