طيران

في عيدها الـ93.. مصر للطيران تواصل التحليق بريادة تمتد منذ 1932

كتبت : ميادة فايق 

 

في 26 يناير 1930، دخلت مصر عصر الطيران المدني عبر حدث استثنائي سُجّل في سجلات التاريخ، عندما حلق الطيار المصري محمد صدقي بطائرته الخاصة من برلين إلى القاهرة، ليهبط في مطار هليوبوليس بعد رحلة استغرقت 15 يومًا، بحضور جماهيري فاق عشرة آلاف شخص، وشخصيات رسمية ودبلوماسية بارزة.

كانت تلك اللحظة الشرارة التي أطلقت حلم تأسيس أول شركة طيران وطنية، حيث أسهم صدقي بطائرته الخاصة في دعم المشروع، وتعاون مع الاقتصادي الكبير طلعت حرب باشا، وكمال علوي، لتأسيس شركة “مصر للطيران” كمساهمة وطنية بدعم من بنك مصر، ليصبح ذلك التاريخ عيدًا رسميًا للطيران المدني المصري.

وبتاريخ 7 مايو 1932، صدر مرسوم ملكي من الملك فؤاد الأول ورئيس الوزراء إسماعيل صدقي بتأسيس الشركة، وتولى أحمد مدحت يكن باشا رئاسة مجلس إدارتها، لتبدأ الشركة مسيرتها بعد ذلك بأربعة طائرات “سبارتان كروزر” في أغسطس من العام ذاته، وانطلقت الرحلات بين القاهرة والإسكندرية، ثم إلى الأقصر وأسوان، مع افتتاح أول مكتب للشركة بميدان الأوبرا.

 

في نهاية 1933، توسعت الشركة بشراء طائرات “دي هافيلاند إكسبريس”، وفي عام 1934 بدأت أولى رحلاتها الخارجية إلى فلسطين. ثم أضيف إلى أسطولها 12 طائرة جديدة من الطراز نفسه عام 1935. وفي عام 1936، دخلت تاريخ الطيران الإسلامي والعالمي كأول طائرة تهبط في مطار المدينة المنورة.

واصلت الشركة تطورها؛ ففي 1946 تم تغيير اسمها إلى “مصر إير”، وفي السنوات التالية تم تعزيز الأسطول بطائرات أمريكية وفرنسية، ومن بينها طراز “لانجدوك” الذي يتسع لـ 44 راكبًا.

شهد عام 1960 اندماج “مصر للطيران” مع الخطوط الجوية السورية تحت مسمى “شركة الطيران العربية المتحدة”، وبرزت كأول شركة في الشرق الأوسط تُشغل طائرات بوينج 707 للرحلات بعيدة المدى. وبعد انفصال الشركتين عام 1971، استعاد الكيان المصري اسمه الأصلي “مصر للطيران” ليبدأ عهدًا جديدًا من التطوير والتوسع.

وفي عام 2002، تحولت إلى شركة قابضة بقرار جمهوري، تضم تحت مظلتها سبع شركات فرعية. وفي 2004، حققت إنجازًا عالميًا بحصولها على شهادة “الأيوزا” من الاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا” كأول شركة في أفريقيا والمنطقة، والسابعة عشر عالميًا.

وفي يوليو 2008، انضمت “مصر للطيران” إلى تحالف “ستار ألايانس” العالمي، لتصبح الناقل الجوي الوحيد من شمال أفريقيا والشرق الأوسط ضمن هذا الكيان الضخم، ما عزز مكانتها العالمية وفتح أمامها آفاقًا جديدة في الأسواق الدولية.

واليوم، تواصل “مصر للطيران” رحلتها برؤية عصرية وطموح متجدد، محققة نموًا لافتًا في عدد الركاب، وتحديثًا مستمرًا لأسطولها، إلى جانب توسيع شبكة خطوطها الجوية نحو وجهات جديدة حول العالم، لتبقى رمزًا للريادة المصرية في سماء الطيران الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى