الدكتور فتحى حسين يكتب : أطماع الشيطان أردوغان في ليبيا !

 

لا يتصور احد ان تدخل تركيا في ليبيا بدافع إنساني او لاجل الخير ولله والوطن دون أي ماّرب او اطماع وهذا غير صحيح بالمرة لان العكس هو الصحيح , فلا يمكن ان نتصور ان يأتي الخير من شيطان اسمه أردوغان رئيس تركيا – جناح الارهاب الاكبر في المنطقة – تجاه دولة ليبيا العربية الشقيقة .

علي رأي المثل : “الحداية مابتحدفش كتاكيت “! ومن أجل ذلك تتدخل تركيا بقوة في الشأن الليبي بشكل غير مبرر علي الاطلاق وتسعى جاهدة لاقتحام الساحة الليبية سياسيا وعسكريا، من اجل ان تجني العوائد الهائلة التي ستعود عليها في حال أعادت إحياءها، و المصالح الاقتصادية الاخري التي ستحققها أنقرة من الأموال الليبية.!

 اذا نظرنا الي الاستثمارات التركية الضخمة في ليبيا، التي بدأت في سبعينيات القرن الماضي، ووصلت إلى ذروتها قبل انطلاق الاحتجاجات والأحداث التي أطاحت نظام الزعيم الراحل معمر القذافي في 2011 ، لتتوقف حينها وتكبد المستثمرين الأتراك خسائر فادحة وهو ما دعا اردوغان الي غزو ليبيا مجددا لتعويض هذه الخسائر .

وهذا ما أكده رئيس نقابة المقاولين الأتراك، مدحت ينيغن لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية والذي اضاف : “تركت شركاتنا مشاريعها مهجورة في ليبيا واضطر 25 ألف عامل تركي للعودة إلى ديارهم. ومع ذلك، استمرت الشركات التركية في سداد مدفوعاتها بما في ذلك عمولات التأمين وخطابات الاعتماد التي تم الحصول عليها من البنوك الليبية، وصفقات التعاقد من الباطن، ونفقات حفظ الأمن في المواقع، والتعويضات الأخرى.

ولتعويض هذه الخسائر والحصول على استثمارات جديدة تدر مليارات الدولارات، عادت الأطماع التركية لوضع يدها على أموال وموارد ليبيا، حتى لو كان ذلك على حساب الأمن والاستقرار.وتظهر هذه المحاولات المستميتة للتدخل في الشأن الليبي، من خلال الدعم الذي يقدمه أردوغان لحكومة فايز السراج في طرابلس، المدعومة من قبل ميليشيات إرهابية تحارب الجيش الوطني الليبي

وهناك امور اخري جعلت تركيا تضع اعينها علي ليبيا بقوة وهي ان ليبيا تحتل المرتبة الخامسا عالميا في انتاج النفط بمعدل 75 مليار برميل في الوقت الذي تعاني فيه تركيا من شح البترول لديها حيث تستور 90% من احتياجاتها من مصادر الطاقة من الخارج والامر الاخر ان ليبيا في اطار برنامج التعمير تحتل المرتبة الثالثة عالمية في احتضان مشروعات المقاولين الاتراك وهو ما دعاها الي تعويض خسائرها منذ 2011 والتي تقدر بتريلونات والمليارات الدولارات !

الامر الاكثر خطورة هو سعي حزب التنمية والعدالة الي احياء الامبراطورية العثمانية بدعم التنظيمات الارهابية وفي المقدمة جماعة الاخوان المنتشرة في تركيا وجعل ليبيا قاعدة لتحقيق حلم الجماعة الذي لم يكتمل في مصر والسودان وتونس !

بالاضافة الي تحقيق السيادة البحرية لاسيما في منطقة الشرق الاوسط ومحاولة الضغط علي اثينا من خلال ليبيا للحصول علي جزر بحرية جديدة لتركيا متنازع عليها . والامر الاكثر غرابة هو تحقيق التحجيم نفوذ مصر في منطقة البحر المتوسط والشرق الاوسط وربما في افريقيا باعتبارها من اكبر الدول في الشرق الاوسط بالاضافة الي العمل علي الحيلولة دون تحكمها في احتكار تصدير الطاقة في المنطقة بخلخلة الامن علي الحدود البحرية ولكن القوات المسلحة المصرية افسدت جميع محاولتها للعبث بالمياة الاقليمية المصرية بشكل قوي وحاسم .

ايضا تحاول تركيا من خلال تدخلها في الشأن الليبي ان تستغل حكومة طرابلس في تقديم تنازلات في ترسيم الحدود البحرية مع تركيا , كما انها تسعي لاستخدام طرابلس في ضرب اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر واليونان وقبرص للسيطرة علي غاز البحر المتوسط واكتشافات حقول الغاز بها .

وفي الوقت نفسه أصدرت القبائل الليبية بيانات رافضة للتدخلات التركية فى الشأن الداخلى الليبى، وسط دعوات لحمل السلاح ضد أى قوات تركية يتم نشرها فى المدن الليبية واستحضار روح المناضل “عمر المختار” الذى قاد الشعب الليبى مطلع القرن العشرين لتحرير أرضه من الإيطاليين والعثمانيين!

فهل سنري عمر المختار مرة اخري من اجل أحباط ووئد المحاولات التركية وأطماعها استعمارية فى ليبيا بمحاولة السيطرة على الغاز والنفط الليبى، وإيجاد موطئ قدم لقواتها فى منطقة شمال افريقيا والتمدد بشكل أكبر فى دول الساحل والصحراء لتعزيز نفوذ أنقرة بشكل أكبر فى تلك المنطقة وهذا ما يهدف اليه اردوغان ويحلم به ولكنه سيكون كابوس عليه وعلي اصدقائه الاشرار من الجماعات الارهابية الاخري !

زر الذهاب إلى الأعلى