مجلس حكماء المسلمين يدعو إلى تطوير إستراتيجيَّة عالمية أكثر تخصُّصًا في مواجهة الإسلاموفوبيا

فوقيه ياسين
شارك مجلس حكماء المسلمين في تنظيم المؤتمر الدولي الثالث لمكافحة الإسلاموفوبيا، الذي انعقد في العاصمة الأذربيجانيَّة باكو، خلال الفترة من 26 إلى 27 مايو 2025، تحت شعار: “الإسلاموفوبيا تحت المجهر: كشف التحيز، وتحطيم الوصمات”؛ بمشاركة نخبة واسعة من القيادات الدينية وصنَّاع القرار، والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكَّد د. سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام، أنَّ التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا يتطلَّب تجاوز الأساليب التقليدية، والانتقال إلى إستراتيجيات أكثر شمولًا وتخصصًا، مشيرًا إلى أنَّ الإسلاموفوبيا ليست مجرد خوف طبيعي من المختلف، بل هي سلوك موجَّه ومتعمَّد ينبع من خطاب كراهية مُمأسس يتم تعلمه وتغذيته، داعيًا إلى ضرورة تجديد المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالظاهرة، بما يعكس الواقع الفعلي للمسلمين في الغرب، ويعزز فهمها في أوساط المؤسسات والمجتمعات الدولية.
وأضاف بودينار، في الكلمة التي ألقاها نيابةً عن الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين سعادة المستشار محمد عبد السلام، أنَّه يجب العمل على إعداد خرائط مفاهيمية وممارسات دقيقة تُسهم في بناء قاعدة معرفية تتيح تطوير المبادرات والمشاريع، مع تعزيز الرصد الإعلامي وتحليل الخطابات الغربية المرتبطة بصورة المسلمين، خاصة في ظل تصاعد خطاب الكراهية بسبب صعود اليمين الشعبوي، الذي يستغل أدوات الإعلام والذكاء الاصطناعي لنشر التنميط السلبي ضد الإسلام.
وأوضح أن مجلس حكماء المسلمين أطلق منذ 5 أعوام مبادرة لإعداد تقرير قانوني شامل حول خطاب الكراهية ضد المسلمين وإجراءات التقاضي في الدول المتأثرة بظاهرة الإسلاموفوبيا، وذلك بالتعاون مع مؤسسات قانونية واستشارية دوليَّة، ويتضمن التقرير، الواقع في أكثر من 140 صفحة، تحليلًا للأطر التشريعية والتحديات الإجرائية المرتبطة بمحاربة الإسلاموفوبيا في عدد من الدول الأوروبية.
ولفت د. سمير بو دينار إلى أهمية الدور المحوري للشباب، مشيرًا إلى أنهم ليسوا فقط محور المؤسسات المعنية، بل طاقتها الحيويَّة الدافعة للتجديد والابتكار، خصوصًا في مجالات التَّأثير الإعلامي، والعمل الميداني، والتواصل الرقمي، مشيرًا إلى أنَّ المجلس يُولِي أهمية كبيرة للشباب من خلال العديد من المبادرات؛ مثل منتدى شباب صناع السلام، وبرنامج «الحوارات الطلابيَّة العالمية حول الأخوة الإنسانيَّة»، وغيرها من المبادرات .
وشارك مجلس حكماء المسلمين في تنظيم المؤتمر الدولي الثالث لمكافحة الإسلاموفوبيا، وذلك بالتعاون مع مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية، ومركز تحليل العلاقات الدولية بأذربيجان، ومجموعة مبادرة باكو، وعدد من الشركاء الدوليين، ويجمع نخبة من القيادات الدينية وصنَّاع السياسات من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة التحديات الملحة لظاهرة الإسلاموفوبيا.