مذكرة تفاهم بين الخدمات البيطرية وشركة بوهرنجر إنجلهايم للحد من مرض السعار

كتبت-عبير أبورية
وقعت الهيئة العامة للخدمات البيطرية مذكرة تفاهم مع شركة “بوهرنجر إنجلهايم”، الشركة الرائدة في مجال الأبحاث وتطوير الأدوية الحيوية، لتعزيز جهود التصدي لمرض السعار الذي ينتقل عن طريق الكلاب. وتجسد هذه الخطوة أول شراكة من نوعها بين القطاعين العام والخاص.
ثمن اللواء طيار أ.ح أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية انطلاقة هذه الشراكة من محافظة الاسماعيلية و التي من شأنها التصدي للمخاطر الصحية العامة لمرض السعار في مصر ، مشيرا إلي إن توقيع هذا البروتوكول يأتي تأكيدًا على التزام الدولة المصرية، بكافة أجهزتها ومؤسساتها، بالعمل الجاد والمستمر لحماية صحة المواطن المصري، والحفاظ على التوازن البيئي والصحي في جميع ربوع الوطن.
أكد المحافظ إن مصر قطعت خلال السنوات الأخيرة، خطوات ملموسة في مجال مكافحة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، من خلال حملات تطعيم، وجهود التوعية، والتوسع في بروتوكولات التعاون مع الشركاء من القطاع الخاص والمجتمع المدني.
قال المحافظ نُثَمِّن هذا التعاون البنّاء، الذي يجمع بين الخبرة العلمية والعملية، والدعم اللوجستي والإداري، من أجل الوصول إلى نتائج فعالة ومستدامة للحد من انتشار مرض السعار، خاصة في المناطق الريفية والمناطق ذات الكثافة الحيوانية،
ويعتبر مرض السعار مرضاً فيروسياً من أصلٍ حيواني يهاجم الجهاز العصبي المركزي ويصبح مرضاً قاتلاً بمجرد ظهور الأعراض السريرية، وينتقل بشكل رئيسي عبر التعرض للعض من قبل الكلاب المصابة. وعلى الرغم من إمكانية الوقاية منه، لايزال هذا المرض يُزهق العديد من الأرواح حول العالم، حيث يتسبب بوفاة نحو 59 ألف شخص سنوياً.
قام بتوقيع الاتفاقية الدكتور حامد موسى الأقنص رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية و دكتور محمود المهدي، رئيس قسم صحة الحيوان في شمال شرق غرب أفريقيا في شركة “بوهرنجر إنجلهايم”، أمس فى ديوان عام محافظة الاسماعيلية. تمثل هذه الاتفاقية خطوة هامة للتصدي للتهديدات المستمرة التي تواجه المجتمع المصري بسبب مرض السعار.
ومن جهته أكد المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، على أهمية هذه الحملة المشتركة كخطوة استراتيجية، للحد مرض السعار، لافتا الى أن الوزارة تقدم كل الدعم اللازم للهيئة العامة للخدمات البيطرية لتنفيذ هذه المبادرات الحيوية التي تخدم أهداف التنمية المستدامة، وتعكس التزام الدولة بتحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال مكافحة الأمراض المشتركة.
وأشار إلى أن تكاتف الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص يُعد نموذجًا يحتذى به في تعزيز القدرات الوطنية لمواجهة التحديات، مؤكدًا على أن النجاح في السيطرة على مرض السعار يعتمد على التخطيط العلمي الدقيق والتنفيذ الميداني الفعال بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.
وأضاف الصياد أن وزارة الزراعة تولي اهتمامًا خاصًا بتوسيع نطاق حملات التحصين لتشمل كافة المحافظات، وتكثيف برامج التوعية لتثقيف المجتمع حول أهمية الوقاية من الأمراض الحيوانية التي قد تؤثر على صحة الإنسان، مؤكدا أن الوزارة تعمل باستمرار على تطوير البرامج التي تدعم صحة الحيوان وحمايته من الأمراض، وذلك لضمان بيئة آمنة وصحية للجميع في مصر، معربًا عن ثقته في قدرة الفرق البيطرية على تحقيق أهداف الحملة بفاعلية وكفاءة.
وفى هذا السياق قال الدكتور حامد موسى الأقنص رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية: ” إن مرض السعار يعد أحد أكثر الأمراض خطورة، ولكن يمكن الوقاية منه بشكل كامل، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة لتحقيق القضاء على السعار تتطلب تعاونا وثيقا بين القطاعات المختلفة .لذلك تقوم الهيئة ببحث جميع التعاون والدعم لتطوير استراتيجية مكافحة مرض السعار تماشياً مع الاستراتيجية العالمية التى تهدف للقضاء على المرض فى العالم بحلول عام 2030
كما تلتزم الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتعزيز صحة وعافية الحيوانات في مصر، ونحرص على حماية صحة الإنسان من الأمراض التي تنتقل عن طريق الحيوان.
وشدد الأقنص على ان رفع الوعى العام للتصدى لداء السعار يعتبر امرا هاما حيث تعمل الهيئة على توعية أفراد المجتمع مسببات انتقال المرض والمخاطر الكبيرة التي يتسبب بها، مع التركيز على حماية الشباب والأطفال، باعتبارهم أكثر عرضة للإصابات، وذلك مع الالتزام بتعزيز الرعاية المسؤولة للحيوانات الأليفة من خلال التأكيد على أهمية تطعيم الكلاب لحماية مربّيها والمجتمع ككل.
وبموجب هذه الاتفاقية، ستتولى كلٌّ من الهيئة العامة للخدمات البيطرية وشركة “بوهرنجر إنجلهايم” دوراً رئيسياً ضمن مبادرة “أيد واحدة ضد السعار”، التي أطلقتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي. وسيتعاون الجانبان في تنظيم حملات تطعيم شاملة ضد مرض السعار تستهدف الكلاب الضالّة في مصر على أن تنطلق الحملة من محافظة الإسماعيلية.
أضاف محمود المهدي، رئيس قسم صحة الحيوان في شمال شرق غرب أفريقيا في شركة “بوهرنجر إنجلهايم”: ” على الرغم من إمكانية الوقاية من مرض السعار باستخدام اللقاحات، لايزال يمثل تهديداً عالمياً ويتسبب بموت آلاف الأشخاص سنوياً، لاسيما بين الأطفال.
قال”المهدي” أننا نمتلك الخبرات والأدوات اللازمة لدعم جهود الحد من مرض السعار ووقاية المجتمعات من هذا المرض المنتقل من الكلاب. مضيفا أن شراكاتنا الاستراتيجية مع جهات القطاع العام تمكننا من تعزيز بصمتنا الإيجابية في هذا الصدد. لذلك نتطلع للتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية للتصدي للتهديدات التي يتسبب بها مرض السعار في مصر وحماية الشارع المصرى من هذا المرض الخطير، بما يسهم في تعزيز صحة وأمان البيئة لينعم بها الإنسان والحيوان على حد سواء.بالاضافة إلى إجراء حملات التطعيم ضد مرض السعار،
حيث تنص الاتفاقية على رفع و زيادة الوعي حول المرض، ومخاطره، وأهمية الوقاية منه. وسيتم تحقيق أهدافها هذه عبر وسائل متعددة تشمل الفعاليات الاجتماعية المحلية والبرامج التثقيفية ضمن المؤسسات الأكاديمية.
وتندرج هذه الشراكة في إطار حملة “Stop Rabies” العالمية لشركة “بوهرنجر إنجلهايم”، والتي تهدف للحد من إصابات الكلب المنتقلة من الكلاب عبر تبني نهج شامل يركز على التطعيم والتعليم والمراقبة. ومع الالتزام بتوفير 500 مليون جرعة من لقاح مرض السعار وتثقيف 15 مليون طفل بحلول عام 2038.
تحرص الشركة على تعزيز تعاونها مع الجهات الحكومية المعنية، والمنظمات غير الحكومية، والأطباء البيطريين، والمجتمعات للتصدي لتحديات هذا المرض واجتثاثه من جذوره. وتأتي شراكتها مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية في مصر لتجسد خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف العالمي، حيث تبدأ الحملة من محافظة الإسماعيلية وتسعى لوضع بصمة إيجابية اجتماعية طويلة الأجل.