رؤية مهنية وتحليل دقيق.. مجلس الشباب المصري يُقيّم اليوم الأول من تصويت المصريين بالخارج

الشيوخ 2025..مشهد رمزي في الغرب.. واحتفالي في الخليج
السعودية والإمارات في الصدارة.. وقطر وألمانيا تحت المجهر التنظيمي
تنظيم جيد دون خروقات جسيمة.. والسبت يوم الحسم
كتبت ـ نجوى إبراهيم
في مشهد انتخابي يتسم بالانضباط والتنظيم، وبعين رقابية دقيقة تلتزم الحياد والموضوعية، أصدر مجلس الشباب المصري ، تقريره الاول عن انتخابات مجلس الشيوخ 2025، عبر مرصده المعني بمتابعة الاستحقاقات الانتخابية، في إطار الدور الوطني الرقابي الذي يضطلع به كمؤسسة مجتمع مدني مصرية مستقلة.
مجلس الشباب المصري ، أصدر تقريره الميداني حول اليوم الأول من تصويت المصريين بالخارج ، مستندًا إلى متابعة ميدانية دقيقة، وشهادات من داخل 117 دولة جرى فيها الاقتراع عبر السفارات والقنصليات المصرية
التقرير، الذي استند إلى مصادر ميدانية رسمية وإعلامية، حمل بين سطوره جهدًا واضحًا في الرصد والتحليل، اتسم بالصدق، والدقة، ومتابعة تطورات العملية الانتخابية بعيدًا عن التهويل أو التهوين.
اتسم التقرير بلغة تحليلية واضحة، متجنّبًا التهويل والتهوين، حيث قسّم أنماط المشاركة إلى ثلاث دوائر: مشاركة نشطة في الخليج، ومحدودة في الغرب، ورمزية في دول ذات كثافة مصرية منخفضة مثل الصين وسويسرا وتايلاند، وأكد أن فعالية التنظيم والتواصل هي المحدد الأساسي، وليس حجم الجالية فقط.
وقد رصد أنماط المشاركة المختلفة، وسلّط الضوء على عوامل التنظيم، والوعي المجتمعي، والسياق السياسي المحيط، مقدمًا قراءة متزنة تعزز من مصداقية المتابعة المجتمعية للاستحقاقات الوطنية.
أظهر تقرير مجلس الشباب المصري أن نسب المشاركة تفاوتت بوضوح بين الدول، حيث تصدرت السعودية والإمارات والكويت المشهد، بدفع من التنظيم الجيد، وتوافر الإجازات الرسمية، ووعي الجاليات، بينما بدت المشاركة أقل حيوية في ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، نتيجة تزامن التصويت مع يوم عمل رسمي وغياب حملات تحفيزية فعالة من بعض البعثات الدبلوماسية.
تنظيم مستقر دون خروقات
أكد التقرير أن اليوم الأول مرّ بسلاسة من الناحية التنظيمية، ولم تُسجَّل مخالفات جسيمة، رغم بعض الملاحظات المحدودة، كتأخر فتح لجان في دول مثل هولندا وألمانيا.
وأشار التقرير إلى أن اليوم الثاني السبت سيكون مؤشرًا أدق لحجم التفاعل الشعبي، خاصة في أوروبا، حيث يُتوقع تزايد المشاركة نظرًا لتزامنه مع عطلة نهاية الأسبوع.
حصلت دول الخليج على النصيب الأكبر من المشاركة النشطة، حيث امتزجت العملية بطابع احتفالي ووجداني، في حين بدت المشاركة في أوروبا أكثر رمزية ومنضبطة، لكنها منخفضة عدديًا.
وقد رصد التقرير فروقًا في قدرة البعثات الدبلوماسية على التواصل مع الجاليات، وأثر الحملات المجتمعية في تحفيز الحضور.
انتقد التقرير ضعف التغطية الإعلامية الدولية، وغياب الأرقام الدقيقة من الجهات الرسمية المصرية، مطالبًا بإصدار بيانات تحليلية شاملة باللغات الأجنبية، وتسهيل عمل الإعلام الدولي من داخل المقار الانتخابية، مشيرا إلى أن الإعلام المحلي ركز على مشاهد الأعلام والطوابير، دون تحليل دقيق لنسب التصويت أو مقارنتها بالانتخابات السابقة.
تحليل مهني ومقارنة دقيقة
أجرى مجلس الشباب المصري في تقريره مقارنة مع انتخابات سابقة، موضحًا أن مشاركة المصريين بالخارج بلغت ذروتها في 2011، ثم تراجعت في 2020 بفعل الجائحة وضعف التنافسية، بينما تعكس انتخابات 2025 مرحلة انتقالية بوعي متجدد وتحسن تنظيمي في بعض المواقع.
أشار التقرير إلى أن الحضور الانتخابي لا يُقاس بعدد الناخبين فقط، بل بفعالية التواصل، واستعداد مؤسسات الدولة لضمان نزاهة العملية.
التوصيات
أوصى التقرير بضرورة إصدار بيانات رسمية تحليلية شاملة توضح نسب المشاركة، وتوزيعها الجغرافي، مع دعوة وسائل الإعلام الدولية لتغطية مباشرة من مقار التصويت، خاصة في الدول الكبرى ككندا والولايات المتحدة وألمانيا، لافتا إلى أهمية إتاحة المواد التوعوية بشكل مبكر وباللغات المناسبة للجاليات، وتعميم رسائل غير مركزية ومحايدة لتعزيز الثقة.
أكد مجلس الشباب المصري أن متابعته ليست فقط بهدف التقييم، بل لتقديم قراءة تراكمية تسهم في تطوير التجربة الديمقراطية وتعزيز انخراط المصريين بالخارج في الشأن العام.
و في ختام تقريره، أكد مجلس الشباب المصري أنه لا يكتفي برصد الملاحظات، بل يعمل على تقديم تحليل موضوعي يساعد في تطوير البيئة الانتخابية، وأوصى بتكثيف التوعية، وضبط الإجراءات التنظيمية، ومراجعة سياسات منع التصوير في بعض المقار بما لا يخل بالشفافية، وتوسيع دور المجتمع المدني في المتابعة.
وان المجلس عبر برنامجه الوطني للرصد يواصل متابعته الدقيقة ليوم التصويت الثاني، تمهيدًا لإصدار تقرير ختامي شامل، يعكس الدور الوطني للمصريين بالخارج، ويعزز من ثقتهم في العملية الديمقراطية، إيمانًا بأن المشاركة السياسية عملية تراكمية تبدأ من التنظيم وتنتهي بالثقة.