المرأة

منى عبدالحميد تحررت من الأمية على كرسي متحرك.. عملت بالزراعة وتاجرت في المستعمل

تحدت الازمات بالقران فرفعها الله من ظلمة الامية الى التفوق والنبوغ

أنجبت مصر عباقرة وعمالقة من المبدعين تجاوزوا كل التحديات حتى اصبح لهم شأن كبير في مجالاتهم. ومن هؤلاء العظماء نقدم نموذجا فريدا من ريف مصر، سيدة حفرت في الصخر وحملت على عاتقها هموما يعجز عن حملها الرجال، عملت بالزراعة وتاجرت في المستعمل لتساعد والدها في مصاريف الحياة،رحلة طويلة من محو الامية الى الجامعة، طموح لم يتوقف،وعزيمة لا تنكسر، حفظت القران الكريم في صدرها، فحفظها الله ورفعها.

مني محمد عبد الحميد حسين مواليد 1989/6/19 بقرية الشيخ مسعود مركز العدوة محافظة المنيا ترتيبها الرابعة من بين ٨ إخوه واخوات ٥ بنات و٣ أولاد والأولاد كانوا الأصغر سناً، الاب مزارع بسيط يسعى لاطعام عشرة من الافواه الجائعة، فالدخل محدود للغاية لايكفي لمصاريف المعيشة، والتعليم من وجهة نظر الاسرة، لمن استطاع اليه سبيلا.

الرغبة في التعليم لدى الابناء كانت كبيرة، ولكن ما باليد حيلة كما يقولون، لم يكن امامهم حلا إلا فصول محو الأمية، فمنهن من حفظت كتاب الله وتزوجت واخرى تعلمت القراءة والكتابة فقط والثالثة اخذت محو الأمية وحصلت على دبلوم صنايع .

أما منى فالعزيمة قوية وحب العلم راسخ في عقيدتها،حملت كتاب الله فانار لها الطريق،وسلكت مسلك اخوتها بفصول محو الامية من عام١٩٩٨ لسنة ٢٠٠٢ وامتحنت واخذت شهادة محو الأمية ثم اجتازت الاختبار وتم الحاقها بالمرحلة الإعدادية سنة ٢٠٠٣،ولكن الظروف المادية زادت من مشقة المهمة فجميع اخوتها تعلقوا بحب التعليم والتحق بقية اخوتها بفصول محو الامية، مما اثقل ذلك الحمل على والدها، ولحل تلك المعضلة لم يكن هناك خيار اخر إلا البحث عن عمل لدى الاخرين لمساعدة الاب المجهد.

زيادة الطوح

مضت سنوات المرحلة الاعدادية بثقل شديد، ونجحت منى بتفوق وزداد الطموح اكثر لاستكمال المرحلة الثانوية إلا ان الاب يرفض لصعوبة الحالة المادية، ولكن قوبل ذلك بعناد شديد من جانب منى، وفى عام 2006 التحقت بالثانوية،
بدون دروس خصوصية ولا ملخصات ولا ملازم، وفي ذلك التوقيت كان عليها ان تعمل بالزراعة عند الاخرين لتساعد نفسها وابيها في مصاريف الحياة.

الملابس المستعملة

مرت سنوات الثانوية بمرارتها وثقلها على” منى” وتفوقت والتحقت بكلية دار العلوم جامعة المنيا عام ٢٠٠٩-٢٠١٠ واذداد الامر صعوبة، مصاريف كتب ولبس وسكن وأكل وشرب وخلافه،ولحل تلك الازمة لم يكن امامها خيار اخر
إلا البحث عن مصدر دخل حلال يساعد في مصاريف الحياة فتاجرت في الملابس المستعملة
بجانب العمل في الزراعة، للمساعدة ولو بجزء بسيط في مصاريف الكلية.

كرسي متحرك

وفي امتحانات التيرم الثاني بالجامعة تعرضت “منى” لحادث مكروباص ادي الى كسر في الساق تطلب إجراء عملية جراحية وتركيب (شرائح ومسامير)في الوقت الذي تعاني منه منى من ضيق ذات اليد ومصاريف المواصلات والجامعة والكتب، والادهى من ذلك تزامن الحادث وقت الامتحانات.

الاب المسكين لم يكن امامه إلا ان يستلف من الاخرين لإجراء العملية وفى اليوم التالي من اجراء العملية طلبت “منى “من الدكتور إنها تسافر المنيا لإتمام الامتحان، الكل رفض إلا أنها تمسكت برايها فمن غير المقبول ان تضيع سنة من عمرها بدون ان تستغلها، نزلت في فندق لمدة ٥ أيام وطلبت منهم كرسي متحرك تذهب عليه إلي الامتحان، وكان التوفيق حليفها.حتى اتممت الدراسة الجامعية بتفوق ، سنة ٢٠١٣ وحصلت على دبلوم عام تربوي سنة ٢٠١٥-٢٠١٦ ودبلومة في التنمية البشرية سنة ٢٠١٧ وبعض الشهايد مثل ICDL. وتأهيل معلم والدخول في سوق العمل من داينمكس وإجازة في النحو في الاجرومية لإبن آجروم
وعلى شهادة الخدمة العامة سنة ٢٠١٨ وأخر شهادة TOT كيف تكون مدرباً سنة2022 وكان املها ان تحصل على الدكتوراه ولكن الوضع المادي كان عائقا امامها.

” منى”حققت هدفها وتحررت من الأمية،وافادت غيرها واصبحت معلمة فاضلة حفظ على يديها مايقرب من 25 طالبا وطالبة القران الكريم.

“منى” استطاعت بعزيمة وإرادة قوية من قهر الصعاب، لتثبت أن محنتها المادية كانت سبباً من أسباب عظمتها، بعد ان استطاعت أن تحفر لنفسها موضعا بين كبار العظماء ، و أصبحت علامة بارزة ومميزة.

زر الذهاب إلى الأعلى