أهم الأخبارعرب و عالم

سفارة تركيا بالقاهرة تحتفل بالذكرى 102 لتأسيس الجمهورية التركية بحضور وزير العمل محمد جبران

السفير صالح موطلو شن: زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب أردوغان لمصر مع اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين المصريين والأتراك أوائل عام 2026.. محمد جبران: مصر وتركيا تمتلكان مقومات تؤهلهما لأن تكونا ركيزتين أساسيتين للاستقرار والتنمية في المنطقة

كتب: محمد حربي
اقامت سفارة تركيا بالقاهرة، برئاسة السفير صالح موطلو شن، احتفالية بالذكرى الـ 102 لتأسيس الجمهورية التركية؛ إذ يحمل احتفال هذا العام 2025م.، دلالة خاصة لكلٍّ من المصريين والأتراك، حيث يصادف الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقد شارك في الحفل، محمد جبران- وزير العمل؛ وبحضور الدكتور خالد العناني المدير العام لليونسكو، وعدد من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين بالقاهرة، وأكثر من 1000 شخصية، سياسية، وفكرية، وصحفية وإعلامية، بالإضافة إلى الفتاة الفلسطينية ملاك أبو زياد. وقد قامت فرقة مصرية بعزف النشيدين الوطنيين التركي والمصري؛ كما قامت فرقة من كبار العازفين المصريين بعزف مقطوعات موسيقية تقليدية وكلاسيكية من الموسيقى التركية والمصرية.

وفي كلمته أكد السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن، أن الذكرى الـ 102 لتأسيس الجمهورية التركية هذا العام دلالةً خاصة لكلٍّ من تركيا ومصر، إذ يصادف عام 2025 الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؛ موضحاً بأنه تحت قيادة وإرادة مشتركة للرئيسين رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي، قامت الدولتان بتوسيع علاقاتهما وتعميقها في السنوات الأخيرة عبر مجال واسع، من التجارة والسياحة إلى الثقافة والفنون.

وقال السفير شن: إن العلاقات السياسية بين تركيا ومصر سريعة التطور، وتنعكس أيضًا في عدد الزيارات الثنائية رفيعة المستوى؛ مشيراً إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان؛ قد قام بزيارة مصر ثلاث مرات، في مناسبات مختلفة خلال العام والنصف الماضيين، وهو معدل غير مسبوق من حيث وتيرة الزيارات؛ لافتاً إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي زار تركيا في سبتمبر 2024؛ حيث عُقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى برئاسة الزعيمين. لافتاً إلى أنه من المتوقع عقد الاجتماع المقبل لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين المصريين والأتراك في الأشهر الأولى من عام 2026، كما أنه من المرتقب أن يزور الرئيس رجب طيب أردوغان القاهرة في هذه المناسبة.

وأوضح السفير صالح موطلو، أن جمهورية تركيا الحديثة تدعم بقوة السلام والاستقرار والأمن والتعاون في منطقة الشرق الأوسط، انطلاقا من المبدأ الراسخ لمؤسسها مصطفى كمال أتاتورك: “سلام في الوطن، سلام في العالم”. وأكد شن استعداد تركيا لتقديم مساهمات كبيرة لتحقيق هذه الأهداف من خلال التعاون الوثيق مع مصر في الشرق الأوسط، معربًا عن إيمانه الراسخ بإمكانية إنهاء حالة عدم الاستقرار التي استمرت في الشرق الأوسط لأكثر من 100 عام بتوحيد القوى السياسية والدبلوماسية في البلدين.
وذكر شن أن المثال الأكثر واقعية على ذلك ظهر في قمة السلام الناجحة التي عقدت مؤخرًا في شرم الشيخ. وأعرب عن تقديره وتهنئته لمصر وأشار إلى أن «إعلان ترامب من أجل السلام الدائم والازدهار» الذي أُعلن عنه في القمة قد وقعته تركيا ومصر والولايات المتحدة وقطر. وذكر شن أن هذه المبادرة قد أثارت بصيص أمل قوي لإنهاء إراقة الدماء والألم والمعاناة والقمع للشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد في غزة لأكثر من عامين. وذكر أن تركيا ستحافظ على موقفها الثابت والحازم في هذه العملية بالتعاون والتنسيق مع مصر والولايات المتحدة وقطر.

كما أكد شن أن تركيا لديها كل الوسائل والإرادة لإعادة بناء غزة وتقديم مساعدات إنسانية طارئة كافية، معربًا عن ثقته في تعاون مصر الكامل ودعمها في تقديم هذه المساعدات. وفي هذا السياق، ذكر أن تركيا ستشارك بقوة في مؤتمر إعادة إعمار غزة القادم الذي من المقرر أن تعقده مصر وستقدم المساهمة اللازمة.
وأضاف السفير شن، أنهم يتطلعون الى الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير قريبًا وأكد مشاركة تركيا رفيعة المستوى في هذا الافتتاح. وأعرب شن عن ثقته في أن افتتاح المتحف سيزيد من تدفقات السياحة إلى مصر، بما في ذلك تركيا، وأكد على أنه يجب اعتبار المتحف هدية من مصر للتراث الإنساني. كما قدم شن تهانيه للدكتور خالد العناني الذي تم انتخابه مديرًا عامًا لليونسكو بدعم من 55 دولة من أصل 57 دولة. وأكد شن أنه يعتقد أن الأستاذ الدكتور العناني سيكون أيضًا مديرًا عامًا لأفريقيا والدول العربية وجميع دول البحر الأبيض المتوسط. وهو واثق من نجاحه وسيدعمه في جميع جوانب نجاح تركيا. كما أشار شن إلى أن تركيا لديها 22 موقعًا تراثيًا مدرجًا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مؤكدًا على أهمية اليونسكو كمنظمة دولية لا غنى عنها.
ونوه السفير شن إلى أن تركيا حققت تقدمًا ملحوظًا في جميع المجالات، من التعليم والرعاية الصحية إلى البنية التحتية والصناعة، خلال عهد الجمهورية الذي امتد لـ 102 عام. وأكد استعداد تركيا للعمل بحزم وقوة مع المجتمعات والمنظمات الدولية لتحقيق “عالم أكثر عدلا”، وهو هدف طالما أكد عليه الرئيس رجب طيب أردوغان، من أجل تحقيق السلام والتنمية والعدالة في جميع أنحاء العالم.
وأشار شن إلى أن تركيا قطعت خطوات عظيمة نحو التنمية والازدهار، لا سيما خلال الـ 22 عامًا الماضية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان. كما أشار إلى أن هذه الخطوات الكبيرة قد خلقت الحاجة إلى قدرات وقوى عاملة إضافية في العديد من القطاعات. وأوضح أن هذه القدرات والإمكانات التي اكتسبتها تركيا قد خلقت بيئة إيجابية ومثمرة غير مسبوقة للتعاون بين قوتين عظميين مرتبطتين، لهما تاريخ مشترك يمتد لأكثر من ألف عام في شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط. وأكد شن أن نتائج هذا التعاون، التي ستعود بالنفع على كلا البلدين والمنطقة بأسرها، ستظهر جليةً في السنوات القادمة.
وشدد السفير شن، على استمرار فعاليات الاحتفال بالذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين حتى نهاية العام. وأوضح أن عرض أزياء لأزياء الزفاف التركية التقليدية، والذي سيحمل أهمية خاصة، سيُقام في 19 نوفمبر. وسيشارك فيه مطربون وفرق موسيقية تركية رفيعة المستوى، وسيتم التبرع بعائدات التذاكر للهلال الأحمر المصري لدعم أهالي غزة. كما صرّح شن بإقامة حفل موسيقي في مقر إقامة السفير في 3 نوفمبر، وإقامة حفل موسيقي كبير في دار الأوبرا المصرية لعازفة البيانو التركية رويا تانر والمطربة المصرية أميرة أحمد في 5 نوفمبر. كما صرّح شن بإقامة معرض للخط العربي عن تركيا ومصر في الجمعية الجغرافية المصرية، ومعرض للرسوم الكاريكاتورية عن غزة، وأنهم يخططون لتنظيم العديد من الفعاليات المماثلة. واختتم السفير شن كلمته قائلا: “تحيا تركيا، تحيا مصر، تحيا فلسطين”.
ومن جانبه أكد وزير العمل- محمد جبران، في كلمة نيابةً عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بأنه ينقل تحيات وتقدير الدولة المصرية إلى جمهورية تركيا، رئيسًا وحكومةً وشعبًا، متمنيًا لها دوام التقدم والازدهار، ومؤكدًا على عمق الروابط التاريخية والإنسانية التي تجمع بين الشعبين المصري والتركي.
وقال جبران إن الاحتفال بهذه المناسبة لا يقتصر على إحياء ذكرى إعلان الجمهورية التركية، بل يعكس تقديرًا لمسيرة نضالٍ طويلة حقق فيها الشعب التركي إنجازات بارزة في مجالات الاقتصاد والصناعة والتعليم والبنية التحتية، مؤكدًا أن تركيا استطاعت أن ترسخ أسس دولتها الحديثة على مبادئ الكرامة والإرادة والتنمية.
وأشار وزير العمل إلى أن العلاقات المصرية–التركية تمتد بجذورها إلى أعماق التاريخ، وتشهد على تفاعل حضاري وثقافي وإنساني عريق بين بلدين جمعتهما الجغرافيا ووحدتهما المصالح المشتركة، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تمثل فرصة حقيقية لتعميق التعاون الثنائي والبناء على ما تحقق من خطوات إيجابية بين قيادتي البلدين خلال العامين الماضيين، خصوصًا في مجالات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والتبادل التجاري والسياحة والتعليم والثقافة.
وأكد جبران أن مصر وتركيا تمتلكان من المقومات ما يؤهلهما لأن تكونا ركيزتين أساسيتين للاستقرار والتنمية في المنطقة، وأن تعاونهما المشترك ينعكس إيجابًا على الأمن الإقليمي والرخاء الاقتصادي لشعوب المنطقة بأسرها.
كما عبّر الوزير عن تقدير مصر للدور البنّاء الذي تقوم به السفارة التركية بالقاهرة في تعزيز جسور التواصل والتفاهم بين البلدين، مشيدًا بالروح الإيجابية والتعاون المتبادل في مختلف المجالات.

زر الذهاب إلى الأعلى