آراء

عماد نصير يكتب: في حضرة التاريخ المصري.. كنا ثم كان العالم

حق لكل مصري أو محب لمصريتنا من مختلف الأعراق والجنسيات والجذور، أن يفاخر بهويته وعشقه، أن يتباهى بحضارته، أن يطاول بعنقه السحب، أن يقف باسقا كما النخل بالهيئة والوقار والعزة.

تنحني كل قامة وتتصاغر كل هيبة وتصبح كل حقب التاريخ خارج حدود مصر كأنها وليدة الأمس، فالحضارة المصرية وجدت وأسست وغزت بعلومها وآثارها المعمورة قبل أن يتم تدوين التاريخ بحد ذاته.

700 ألف سنة هي عمر هذه البقعة من الأرض، وليس الرقم من بنات أفكار الكاتب أو من سهو قلمه وحروفه، بل هو العمر الحقيقي لأقدم قطعة أثرية ضمتها جنبات وأركان المتحف المصري الكبير، يشاهدها كل مختال بحضارته حديثة كانت أو قديمة، فلا يملك إلا أن يتضاءل على عتبات غيض من فيض التاريخ المصري.

في ظل ما تعيشه المنطقة من صراعات، وتدني معدلات الأمن في أكثر من بقعة من دول الجوار، تنظم مصر هذا الحفل الأسطوري، وتستضيف باقة من نخبة القادة والمؤثرين وصناع القرار على مستوى العالم، وما ذلك إلا ترجمة للواقع المستقر والبيئة الآمنة التي تعيشها مصر بفضل الله ثم قيادتها الواعية.

في ظل الأزمات الاقتصادية التي نمر بها ككثير غيرنا نبني ونؤسس وندعو ونستضيف ونفتتح أكبر متحف أثري على مستوى العالم، وليس هذا رجما بالغيب الاقتصادي، إنما هو من باب الوعي الاستراتيجي والتخطيط المستدام، حيث من المتوقع أن تشهد مصر أعدادا سياحية ضخمة بعد هذا الحدث المهيب، نظرا لما حظي به من تغطية عالمية شملت كافة وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء على مستوى العالم، بالإضافة إلى مختلف وسائل التواصل الاجتماعي التي دخلت كل بيت.

إنها مصر.. لا توقف مسيرتها عقبات ولا عثرات، لا يعوزها رافد خارجي، ولا يدرك حجم طموح أبنائها في بناء مستقبلها سوى المخلصين منهم، لا يطاولها أو يضاهيها أو حتى ينافسها في العظمة والسمو أي منافس.

حفظ الله مصر وسدد على طريق إعلاء رايتها خطى مخلصيها، دعونا نتابع ونفتخر بهويتنا ومصريتنا، دعوا أعيننا تكتحل برؤية جزء من تاريخنا القديم وهو يزهو في ثيابه الحديثة ويختال بنفسه على كل حضارات العالم أجمع، لزاما على كل مصري أن يصبح سفيرا لبلاده بإبراز محاسنها وكرمها، أحسنوا نقل الصورة الطيبة والمضيافة والمرحبة لقوميتنا وهويتنا المصرية، ليكن كل مصري منا في موقعه وعلى مختلف وسائل التواصل الاجتماعي رسولا وسفيرا وقلما ينبض بالوعي، كي ننقل للعالم عن وطننا الصورة التي تليق به، ونضعه في المكانة التي يتفرد بها.

عماد نصير يكتب: في حضرة التاريخ المصري.. كنا ثم كان العالم

زر الذهاب إلى الأعلى