جيهان الشعراوي تكتب : تأهيل الشباب للزواج وتوثيق الطلاق

 

انا لا اعترض على توثيق الطلاق.. لكني اعترض على لوي ذراع الدين لتصليح أخطاء البشر بدل من ان نعلم البشر كيف يلتزموا بالدين والمعاملة الحسنة.

فحقيقة.. عمر العيب ما كان ولا هيكون في شرع ربنا.. العيب دائما في الناس اللي مابيعرفوش ربنا..!

وإذا كان ربنا حلل لنا الطلاق كمسلمين في حالة استحالة العشرة، ليه احنا نتحايل عليه علشان نكمل عشرة مش طيبة ومستحيلة ؟!
علشان الاولاد؟؟
ضياعهم بعد الطلاق ممكن يكون احتمال وارد..

لكن المؤكد فعلا انهم هايضيعوا هايضيعوا.. لو عاشوا في جو ملئ بالمشاحنات والظلم .. ليعيشوا حياة غير سوية ولا صحية وخالية من الاحترام والمودة !

الأفضل أن نعلم البشر بل ونحبرهم على احترام حدود الشرع واحترام آدمية الطرف الآخر وحقه في الحياة.. فهذا أفضل وأسهل واسلم الف مرة من ان نحاول تغيير الشرع للتعمية على أخطاء البشر.. فهل نأمن عقاب الله لما تتخطى حدود بهذا الشكل؟

عدم الاعتراف بالطلاق اللفظي هايفتح الباب على مصراعيه للتلاعب بالمرأة واستقرار الأسرة وبشرع الله.. ولو كان الهدف هو الحفاظ على حق المرأة فمن الأولى اننا نضع قوانين تتيح للمرأة للزوجة التوجه لقسم الشرطة او للماذون او لدار الافتاء او حتى محكمة الأسرة.. لعمل محضر تطلب فيه توثيق الطلاق.. ويستدعي الزوج للتوثيق ولو امتنع او أنكر الطلاق بعد عقد ايمان او قسم مغلظ..

واتضح انه كاذب بعد شهادة الشهود او وجود ما يثبت وقوع الطلاق زي رسالة نصية او صوتية .. تقع عليه عقوبة مغلظة.. ويقع الطلاق ويلزم بدفع النفقة كاملة حتى لو ردها.. حتى يتعظ ويتوقف عن تكرار الأمر. اما عن الزوج الذي يمتنع عن النفقة او يلجأ لتزوير مسوغات دخله للتحايل على مبلغ النفقة.

أعتقد ان حل المسألة أصبح وشيكا لتعميم الشمول المالي.. واللي بموجبه الدولة ستعرف كل واحد دخله كام وعنده أملاك ايه.. وبكده لا حاجة المحاضر التحريات والاستعلامات واللي بيحصل فيها من رشاوي.

وممكن كمان يصدر قانون بخصم مبلغ النفقة تلقائيا من مرتب الزوج بمجرد صدور قسيمة الطلاق ما لم يقدم الزوج ما يفيد بأن مطلقات حصلت على حقوقها او تم ابراؤه منها..!

كلها حلول ممكنة وسهلة ولا تغضب احد لا العباد ولا رب العباد.. وافضل من أننا نسمح لهم هذا افضل الف مرة من ان نسمح لهما بالحياة على باطل لأن ده سيخرب العلاقات زيادة عما هي عليه.. و ينزع البركة من حياتنا كمجتمع بالكامل.. لو تعطينا حدود الله.. فيصيبنا منه عذاب أليم !

ومع ذلك.. ليه مركزين على العرض.. ومابنفكرش اننا نعالج المرض او ناخد بأسباب الوقاية منه..

ارتفاع معدلات الطلاق خطر.. طبعا خطر.. لكن مقاومة الخطر بدون القضاء على أسبابه هاتزوده مش هاتقلله.. علشان كده لازم نحاول نحل المشكلة قبل ما تتحول لازمة وقبل ما تقع الفأس في الرأس.

ليه مانفكرش نعمل دورات محو أمية أساسيات الحياة الزوجية وتدريس أصول المودة والرحمة وأحكام حالات الطلاق والنشوز والنفقة والمهر وتربية الأطفال ورعايتهم وحقوقهم.

وحتى أصول الاختلاف وطرق حل المشكلات وحفظ اسرار بيوت الزوجية وحق كل طرف على الآخر في مؤسسة الزواج.. وحتى أصول الامساك بالمعروف او التسريح باحسان.. وبدون استخدام الأطفال كسلاح.. كل دي اصول لازم يتعلموها… قبل عقد القران.

ولا يعقد القران إلا بعد اجتياز الدورة واستيعاب كل محتوياتها.. ولازم تدرس في الجامعات والمدارس ومراكز الشباب والنوادي والمساجد ومراكز الشؤون الاجتماعية وفي القرى والجموع والحواري.

ليه مانفكرش طرح فكرة انهم ممكن يتفقوا من البداية على شروط الطلاق.. وتسجل في عقد القران.. خاصة في حالة إنجاب أطفال. وفي حالة عمل الزوجة يتم الاتفاق على طريقة الإنفاق على المنزل.. ولو تنازلت عن عملها يتم الاتفاق على طريقة لتعويضها.. وووو الخ !

و نعمل وثيقة ملحقة يقر فيها الطرفين بالعلم بكافة المحاذير والتعاليم. وإقرار بحسن الرعاية الأسرة كل حسب دوره من الطرفين، واي طرف هايخل بشروط المودة والرحمة ويتعسف ضد الطرف الآخر تناله عقوبة لا رجعة فيها ويحرم من بعض حقوقه .. او يتم تغريمه لمصلحة الطرف المعتدى عليه.. خاصة لو فيه اطفال ..!!

لما يكون العقاب في يد ولي الأمر “المشرع او سلطة القضاء”.. اعتقد كل واحد عارف كل ألف مرة قبل ما يفتري او يظلم الطرف الآخر أو يبهدل أولاده !

يعني الافضل اننا نحاول نحل المشكلة من جذورها بدل ما ننتظر لحد الكارثة ماتقع ونحاول نلاقي لها تخريجة..!

الشباب لازم يعرفوا يعني أيه جواز ومسؤولية وحقوق كل طرف على الطرف الآخر.. لأن دعاوى التحرر والمساواة غير المعتدلة اللي فيها مغالاة لخبطت الموازين عند الجنسين في الأجيال الجديدة ومبقوش فاهمين حاجة..!

اللي هايقدر يشيل المسؤولية يتفضل يتجوز.. واللي هايلاقيها صعبة عليه يخلع من أولها قبل ما يبهدل ولاد الناس معاه.. او يخلفوا عيال يبهدلوهم معاهم .. وكفى الله المؤمنين شر القتال !!

زر الذهاب إلى الأعلى