آراء

د. فتحى حسين يكتب: زيادة أسعار الصحف .. والميلشيات الإلكترونية

غدا زيادة سعر الجرائد المصرية ..كحل غبي لازمتها الاقتصادية التي تعانيها منذ سنوات وادت الي تقليص عدد الصفحات تارة وتسريح صحفييها تارة وغلق بعضها تارة اخري في ظل قلة الاعلانات ، هذا عذر اقبح من الذنب .

المشكلة في اعتقادي تكمن في نوع المحتوي المقدم. والتنوع والاختلاف للرأي ومدي وجود اراء اخري مختلفة مع الرأي السائد في الاعلام الذي اصبح محتكر بقوة من الدولة عبر شركة لاعلام المصريين والتي احتكرت ايضا مجال الفضائيات وبرامج التوك شو والمسلسلات !

اعتقد أن معالجة الازمة الحالية في الصحف القومية والحزبية والخاصة برفع سعرها امام القراء المعدودين هو خطأ كبير ولا يصح تحت اي مبرر كان ،وكان لابد من دراسة الامر جيدا قبل أن نجنح وراء الحل الاسهل لرفع سعر الصحف بدلا من عمل استقصاءات ودراسة للقراء واحتياجاتهم من الصحافة الورقية والتي تشهد انحدارا وتدني وانهيار غير طبيعي خلال السنوات الاخيرة لاسيما أن المضمون الذي تعرضه الناس في الغالب هو مضمون واحد ليس فيه تغيير !

وكان لابد من اعطاء مساحة ولو بسيطة لعرض وجهة نظر مختلفة مراعاة لمتطلبات التنوع المطلوب والاختلاف لدي الجمهور المتلقي الذي يقرأ ويحلل ويفسر ويتعايش مع واقع الحياة ولكن مع عرض وجهة واحدة فان الامر برمته يصبح طاردة لاي محاولة لجذب القاريء لقراءة صحيفتع الورقية التي إعتاد عليها من قبل.

والامر الاكثر خطورة في هذا ايضا هو اتجاه القراء الي شبكات التواصل الاجتماعي من اجل الاستماع الي الرأي المختلف او المتنوع عن الروية السايدة وهو الامر الاكثر خطورة لاننا بهذا سنكون سلمنا القراء تسليم اهالي للميليشيات الالكترونية التي لا تجد صعوبة في تقديم المعلومات المغلوطة والشائعات لشبابنا تجاه كافة قضايا المجتمع وموضوعات المصيرية.

والإحصاءات في هذا الامر تشير الى وجود اكثر من ٤٠٠ مليون متابع لقنوات اليوتيوب شهريا واكثر من ٥٠ مليون نشط علي الفيس بوك والتويتر وماسنجر والواتس اب وغيرها من الوسائل التي يهرب اليها الناس من اجل البحث عن التنوع والاختلاف وهو ما تفتقده الصحف حاليا .

وهنا تكمن الخطورة ، لان فاقد الشيء لا يعطيه وهذا برأيي اهم اسباب العزوف عن الصحف الورقية عامة وستؤدي الي اندثارها في الوقت القريب جدا ما لم نحسن التصرف في هذا الامر !!

زر الذهاب إلى الأعلى