آراء

محسن عليوة يكتب : حب الوطن .. ومتطلبات الانتساب الحقيقي لمصر

الوطن أغلى ما يملك الإنسان السوى و لا يختلف على ذلك اثنان.. فالوطن أغلى ما يملك الحر و مهما بذلنا من جهد من أجله فلم ولن نستطيع أن نوفيه جزءاً ولو بسيط من حقه فالوطن عشنا فوق ترابه واحتمينا تحت ظله ، شربنا وارتوينا من نبع ماؤه و أكلنا من خيره وخيراته ، فوق أرضه ترعرعنا وبين جنباته نشأنا وعلى ايادى علماؤه تعلمنا وفى رحاب أزهره الشريف تربينا و بأمنه وأمانه نحيا .

الوطن أحب وأقرب الأشياء إلى النفس والقلب ففيه المولد و مسقط الرأس و فيه احلام الطفولة و الشباب ودفء الكهولة واجتماع الأخلاء.

والوطن رمز الهوية والإنتماء والعِزَّة الفخر والكرامة ،الوطن هو الحنين الفطرى إلى هذا المكان دون غيره حتى لو عاش المرء غريباً أو مهاجراً أو لاجئاً أو منفيّاً عن وطنه طوال عمره.

إن مفهوم حب الوطن يتعدى الشعارات البراقة والأناشيد الحماسية، فأعظم هدية نقدمها للوطن، تتمثل فى ذلك الانتماء الذى يتعدى حدود الذات ومصالحها ومباهجها، إلى التضحية بكل ما نملك ، وبكل حواسنا ومشاعرنا فى سبيل بنائه ونمائه وأن نكون دُعاة بناء وتعمير لا دُعاة هدم وتدمير .

حب الأوطان انتماء فريد وإحساس راق وتضحية شريفة ووفاء كريم، إنه الحب الجميل الراقى و تأصيل حب الوطن والانتماء له فى نفوسنا للشعور بشرف الانتماء إليه والعمل من أجل رقيه ورفعته ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مقوماته و مكتسباته ، احترام العوامل والأسس التى تنظم شؤونه وتحافظ على الحقوق والواجبات .

علينا ان نعمق بداخلنا وابنائنا ومجتمعنا حب حماية الوطن ضد أى خطر أو عدوان داخلياً كان أو خارجياً وعلينا المحافظة على مقدراته وممتلكاته العامة ومرافقه ومبانيه ومؤسساته و المساهمة فى تقدمه وازدهاره والعمل على محاربة كل فاسد ومفسد والتعاون فيما بيننا للرقى به وان يكون كل منا نموذجاً فى الإخلاص للوطن .

وعلينا جميعاً ان نرسخ فكر و مفهوم الانتماء إلى الوطن و الانتماء لغةّ هو الانتساب، حيث أن هذا المفهوم يتجسّد في انتماء الطفل بوالده واعتزازه به، والانتماء مفردة مشتقّة من النمو والكثرة والزيادة، وعرّف البعض الانتماء اصطلاحاً على أنّه الانتساب الحقيقي للوطن والدين فكراً ووجداناً، واعتزاز الأفراد بهذا الانتماء عن طريق الالتزام والثبات على المناهج والتفاعل مع احتياجات الوطن .

وأساس الانتماء هو المشاركة الفعالة وحث الآخرين على التعاون فيما بينهم لمواجهة المشكلات، ووضع البرامج المناسبة لمواجهتها.
و الانتماء يبدأ تصاعدياً بانتماء الإنسان لذاته ساعياً لأن يكون الأفضل وذلك بتنمية مهاراته وقدراته، وإثبات نجاحه وتفوقه ، وتقوية روح المنافسة الايجابية وخصوصاً لدى ابنائنا وشبابنا وذلك من خلال الانتماء إلى أسرته بتقوية الترابط العائلى وتنمية روح المشاركة بحب والإحساس بالمسؤولية الجماعية تجاه الوطن ومقدراته.

والواجب علينا ونحن نحتفل بذكرى ثورة 30 يوليو الى صححت مسار ثورة 25 يناير ان نعتز بمصرنا وان نعمل جاهدين على الارتقاء بها وان نكون يداً بيد مع الدولة ومؤسساتها فى محاربة الفساد والمفسدين فى كل ميادين الحياة .

بقلم : محسن عليوة امين عمال حزب حماة الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى