الدكتور محمد جابر يكتب : الدور المرسوم لتركيا في الشرق الأوسط
المشهد الأول: تركيا تستهدف مواقع النظام في إدلب وسط قلق أممي.
الأمم المتحدة كعادتها تبدي ” القلق ” إزاء جرائم الإرهابيين الدوليين التابعين لأسيادها. حتى أن المتحدّث ستيفان دوجاريك في بيان أنّ الأمين العام أنطونيو جوتيريش يجدّد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار ويعبّر عن قلق خاصّ إزاء خطر المواجهات العسكريّة المتصاعدة على المدنيّين” في محافظة إدلب.
دعونا لا ننسى أن المبعوث الأممي دي مستورا قام في العام 2016 بتوفير خروج آمن لعصابات الإرهاب الدولي من إدلب في حافلات ..و معهم أسلحتهم و رافقتهم أموال و نساء و أطفال تابعة لهم.
المشهد الثاني: ” ضربات النظام السوري تقتل عشرات من الجنود الأتراك في إدلب شمال سوريا. “
بطبيعة الحال – إدارة الأغوات – بأنقرة تظن أن وجود مقاتليها في سوريا و ليبيا مجرد نزهة خلوية لتنفيذ أوامر الأسياد بلندن و واشنجطون و تل أبيب و هذه الأخيرة بالذات تقوم بشن غارات جوية على سوريا, دعماً لقوات الأغوات على الأرض و كما حدث بالأمس و يحدث بصفة دورية منذ أغسطس 2003.
الأغا…يعلم تمام العلم أن القوى الغربية الصهيونية تدعم بلاده منذ مئات السنين…منذ تأسيس دولة الإرهاب العثمانية التي تأسست بمساعدة الجهاردة و هي قوات فرسان المعبد الماسون. هو يدرك أن هذه القوى تستخدم بلاده منذ مئات السنين كقاعدة لوجستية لشن هجماتها على منطقة الشرق الأوسط و مصر.
الأمر يعود إلى فترات تاريخية أقدم من فترة دولة الإرهاب العثماني…إلى القرن الحادي عشر و بداية الهجمات الصليبية على المنطقة الشرق أوسطية و إستخدام أرض الروم السلاجقة – تركيا – كنقطة إنطلاق للهجمات.
المشهد الثالث: ” دعت الرئاسة التركية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في المحافظة السورية التي تشهد تصعيداً كبيرًا منذ أسابيع. “
إذا كنت دارس و متخصص في العلوم السياسية و تريد أن تبحث و تحلل السياسات التركية , فأنصحك ألا تستخدم نظريات العلوم السياسة المتعارف عليها لأن كل ما يتعلق بتركيا – قديماً وحديثا – يجب إخضاعه لنظرية واحدة فقط: و هي نظرية العهر السياسي و الأحقاد على كل ما هو مصري أو عربي. تركيا..أرض يتوارث من يتعاقبون على حكمها وظيفة البلطجة و الإستقواء بالقوي الغربية..أرض ناقلة للإرهاب و العداء ضد مصر و العرب منذ آلاف السنين….يسيطر عليها الماسون أينما وجدوا.
.
لا يوجد لتركيا هوية وطنية أو عقائدية ….شعب متعدد الأعراق من قبائل البدو التركمان التتارية و المغولية …يتم تصنيف هذه الدولة بالدولة الطفيلية الساتيلايت…التي تعيش على سمسرة الحروب و الدم عبر التاريخ.
وكما تعلمون أن الدعارة في تركيا هي نشاط قانوني و مصرح به رسمياً من قبل حكومة الاغوات…و بعضكم يتندر بهذا الأمر كوصمة أخلاقية…و لكن : الدعارة بتركيا ليست فقط نشاط فاسق..و لكنها أسلوب حياة و تفكير ينتشر بين هذا الشعب العجيب.
أفكارهم معوجة…لا مروءة و لا كرامة…لا يعرفون للصراحة سبيلا…النصب و الإحتيال و الجريمة تنتشر بينهم…لا يراجعون معايير الشرف و الأمانة و لا ينتفضون لبلطجة و إرهاب أغواتهم. لذلك, تجد الأغا رجب يرتكب جرائمه الإرهابية.
و يجأر عندما تحقق نجاح مؤقت كالطاووس.و لكن عندما يتم إصطياده هو و باقي قطعان المتشردين, يسارع بالصراخ إلى أسياده الماسون الذين يسميهم بالمجتمع الدولي…أملاً في الإنقاذ السريع.
المشهد الرابع: ” الولايات المتحدة تدعو تركيا، الخميس، إلى أن تستخلص من المواجهات في سوريا مَن هو صديقها الحقيقيّ، وإلى أن تتخلى عن شراء منظومة دفاع جوي صاروخية من روسيا. “
فعلا أميركا هي ” الصديق الحقيقي ” لأغوات أنقرة التي ترفع شعارات خادعة و تسمى حزبها بالعدالة و التنمية و تتصنع الفضيلة ..حتى أن الحمقى من البلاد العربية يسقطون في الفخ بكل ثقة و يهتفون للأغا, و بعضهم يظن أنها تحمل لواء الخلافة و هذا شيىء لا يثير الدهشة .
و لكن الذي يعصف بالوجدان هو تعاطف و مساندة الحمقى بسوريا الذين يرون في تركيا – التي تقتلهم و تفتك بهم – صديق حميم! و يبقي شرفاء سوريا في حيرة من أمرهم بسبب إنتشار العاطفة و المساندة مع تركيا.
المشهد الخامس: ” أردوغان يتهم النظام السوري بالمسؤولية عن هذا الهجوم.”
قلت لكم أن أدبيات الخيانة و سمسرة الحروب و الدم هي التي تحكم فكر و توجهات أغوات أنقرة. فمندوبهم رجب يتهم أصحاب الأرض الذين يدافعون عن إستقلال و سيادة بلادهم..بأنهم إعتدوا عليه و شنوا هجوماً ضد مرتزقته الهائمون على وجوههم. يريد أن يقوم الجيش السوري بالترحيب بإحتلاله لأراضيهم ثم يقوم بتسليمها للكيان الصهيوني كما فعل أجداده بأرض فلسطين.
و هذا هو المخطط و الدور المرسوم لرجل أوروبا المريض…أن يظهر بقواته في المقدمة و يحاول إحتلال أي أراضي عربية ثم يقوم بالإختفاء لتحل محله عصابات الأشكيناز الصهيونية و القوى الغربية.
لا يمكننا فهم ما يحدث على الأرض السورية أو الليبية أو أي بلد عربي آخر , إلا إذا فهمنا الإدارة المصرية و المجهودات التي تبذلها لتحقيق التوازنات الإستراتيجية مع القوى الصديقة من جانب و لردع و تأديب مرتزقة الأناضول و طهران و أموال بدو النفط و الغاز و أسيادهم من جانب آخر.. هؤلاء الذين ينفذون أوامر الماسون في تحقيق وضع فوضوي مستمر و هذا الوضع يعرف بالتوازن الخطر و قد كتبت عنه مقال منفصل تجدونه على هاشتاج: #التوازن_الخطر أو #Precarious_Balance.
المشهد السادس: روسيا..ذلك اللغز الذي لا يفهم طبيعته إلا الندرة من المتخصصين, ليست هي روسيا التي تطورت من تفكك الإتحاد السوفيتي الذي أسسه البلاشفة الصهاينة…روسيا بوتن و ميدفيديف هي النسخة الحديثة من روسيا القيصرية…روسيا الزار ” القيصر ” نيوكلاي الثاني. أي دولة الوجوه المتعددة و السياسات المتباينة التي تختلف طبقاً لطبيعة المواقف التي تتعامل معها. قمة المرونة و السلاسة.
الزمان: 23 مارس 2018.المكان: مدينة حرستا البصل…ريف دمشق..سوريا.الحدث: وزارة الدفاع الروسية تعلن أن ” مركز المصالحات الروسي ” عقد إتفاق مع ” مسلحين ” أحرار الشام على أن يخرجوا —خروجاً آمناً– من حرستا البصل-الغوطة الشرقية.
و بالفعل: 4979 –مسلّح– يغادرون معاقلهم إلى أين؟ إلى إدلب على متن 59 باص…العدد وصل إلي 6500 بالمناسبة في يوم 27 مارس 2018..خرج هؤلاء بأسرهم و بأسلحتهم و بممتلكاتهم كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
و هنا أود أن أصلح ماذا تقصد الوزارة الروسية التي تستخدم مصطلحات للإستهلاك الإعلامي و لا علاقة لها بالحقيقة: أسرهم هنا تعني النسوة اللواتي تم جلبهم من أنحاء العالم لمرافقة الإرهابيين….و ممتلكاتهم تعني سرقاتهم التي نهبوها من السوريين أصحاب الأرض و العرض.
السؤال: من الذي قام بتوفير حماية ” الممرات الإنسانية الآمنة ” التي خرج من خلالها هؤلاء القتلة المرتزقة؟
الإجابة: الشرطة السورية….بالتعاون مع موظفي مركز المصالحات الروسي…و الهلال الأحمر السوري.
هل لاحظت المصطلحات المسمومة التي يتم إستخدامها لخداع الشعوب؟ فهم يلقبون كلاب الحرب بالمسلحين…و يطلقون على عملية نقلهم من معقل إلى آخر… كلمة ” الممرات الإنسانية الآمنة “.. فهؤلاء مرتزقة يتبعون شركات مقاولات الحروب الخاصة تعاقدت مع الخارجية الأميركية و المخابرات المركزية و وكالة الأمن القومي و بالطبع وزارة الدفاع الأميركية. و هذه عقود رسمية معلن عنها و الإعلام الأميركي و العالمي يعرف هذه الحقائق .
و لكنهم يطلقون سمومهم و خداعهم على أسماع و أبصار المشاهدين و بكل ثقة و يقولون:”داعش..القاعدة..المجاهدين..الإسلاميين..المسلحين…” في إشارة إلى أن من يخربون البلاد العربية و الإسلامية هم فصيل متطرف – راديكالي – ليس إلا..و يغفلون أنهم فصيل خائن تم تصنيعه بداية من العام 1979 و يقف خلفه مرتزقة و سلاح و تمويل و تخطيط صهيو-أميركي-أوروبي …على مدار الساعة ” .
الزمان: 9 فبراير 2018.المكان: مصر.الحدث: القوات المسلحة و الشرطة و الأجهزة الأمنية المصرية يشنون عملية نهائية و تطهيرية #سيناء_2018 ضد #كلاب_الحرب و الطابور الخامس الخادم لهم و مهربيين المخدرات و السلاح و عصابات الخيانة و الإجرام….كل من سولت له أو تسول له نفسه الخبيثة أن يهدد أمن مصر و شعبها تم توفير له ممرات إنسانية …ممرات آمنة …و لكنها تختلف بعض الشيئ عن نظيرتها بسوريا:
الممرات الإنسانية الآمنة بسوريا تنقل المسلحين كما يطلقون عليهم إلى مدن أخرى كي يتم إعادة التخطيط لمهماتهم في القتل و التدمير…و بحماية الأمم المتحدة و روسيا التي تحاول المهادنة و تحقيق أي نتائج إيجابية و بحماية الشرطة و الهلال الأحمر السوري.
أما الممرات الإنسانية الآمنة بمصر فهي تؤدي إلى نقل كلاب الحرب إلى جهنم و بئس المصير في رحلات شواء لجيفهم و أشلاءهم برعاية القوات المسلحة و الشرطة المصرية.
.
.
ممرات إنسانية آمنة تعرفها مصر منذ أن بدأت الحياة فيها منذ عشرات الآلاف من السنين…مقبرة الغزاة ليس مصطلح وطني يفخر به من يقوله…و إنما حقيقة دامغة نراها على أرض الواقع.
أما إدلب التي قامت القوات الروسية و السورية بضرب أرتال الجيش المرتزق التركي فيها..فهي المحافظة السورية الواقعة تحت سيطرة العصابات المرتزقة المسلحة..و التي لها حدود أرضية مع تركيا التي تقوم بإمدادهم بالسلاح و الذخائر و المؤن ..هي المركز الرئيسي لتفعيل مخططات الخراب و الحروب التي نراها.
لم و لن تسمع ” إدلب تحترق ” كما كانت عصابات الخونة الطابور الخامس تنشر هاشتاج ” حلب تحترق ” …لأن إدلب هي معقل الإرهاب…الإرهابيون الذي يرفض ترمب أن يسميهم بالإرهابيين و يسميهم ب” الجهاديين ” مثله مثل كل خادم لأهل الشر ..لا يمكنه أن يصف خدمهم بالإرهاب كما نفعل نحن بلا أدني حرج بالرغم من أنهم يرفعون الشعارات الإسلامية كي لا نقوى على فضح حقيقتهم.
هذه الشراكة الإستراتيجية المتكاملة هي عبارة عن تحالف شامل بين مصر و روسيا لردع محاولات أهل الشر المستمرة لإشعال الحروب …و التي بدأت بهتاف الحمقى و السذج بميادين الثورات.
و هم لا يعلمون من الذي أعد لهم الميادين و كتب الدعوات لهم ثم إستدرجهم للهتاف…محاولات بدأت بإستغفال المستائين و الساخطين على بلادهم…..هتفوا ضد بلادهم في بداية طريق لا يعلمون أن نهايته حروب طاحنة تأكل الأخضر و اليابس كما حدث باليمن و سوريا و ليبيا و العراق.
كل ما سبق يوضح لنا أن المساعي المصرية بالمنطقة و التي تظهر في صورة الشراكة الإستراتيجية بين مصر و روسيا هي التي تجهض مخطط التوازن الخطر و تستبدله بالتوازن الإستراتيجي الذي ينهي حالة الفوضى و ينقل البلد الذي تم إستهدافه بالفوضى إلى مرحلة إنتقالية .
مرحلة ما بين الدمار و الهدوء و الإستقرار…و بدء مهمة إعادة الإعمار…و الأهم ألا تنتكس الدولة أثناء المرحلة الإنتقالية و تسقط مجدداً في الفوضى كما يحدث ببعض البلاد المحيطة و يبقى سؤال:
هل شعرت بهذه المرحلة الإنتقالية بمصر؟ أم أنك فوجئت بمشروعات تنموية عملاقة و بنية تحتية و تطوير و كأن مصر لم تتعطل في الفوضى و الإرهاب و المؤامرات لسنوات كادت تودي بمستقبلها , فتم تحويل الفوضى إلى بناء و مستقبل؟.