لقبت في الجاهلية بالطاهرة.. أول من توضأ وصلى.. السيدة خديجة بنت خويلد

كتبت:فوقيه ياسين

السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية أم المؤمنين وأولى زوجات الرسول الكريم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، وأم كل أولاده ما عدا ولده إبراهيم.

عاشت السيدة خديجة مع النبي صلوات ربي وسلامه عليه فترة ما قبل البعثة، وكانت تستشعر نبوة زوجها، فكانت تعتني ببيتها وأبنائها، وتسير قوافلها التجارية، وتوفر للنبي مُؤونته في خلوته عندما كان يَعتَكف ويَتعَبد في غار حراء.

وعندما أنزل الله وحيه على النبي الكريم صل الله عليه وسلم كانت السيدة خديجة أول من صدقته فيما حَدّث،
وذهبت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي بَشَّره بأنه نبي الأُمّة.

وكانت أول من آمن بالنبي من النساء، وأول من توضأ وصلّى، وظلت بعد ذلك صابرة مع الرسول في تكذيب قريش وبطشها بالمسلمين، حتى وقع حصار قريش على بني هاشم وبني المطلب في شِعب أبي طالب، فالتحقت بزوجها في الشِعب، وعانت ما عاناه بنو هاشم من جوع ومرض مدة ثلاث سنين، وبعد أن فُك الحصار عن الرسول ومن معه مرضت خديجة، وما لبثت أن توفيت بعد وفاة عم النبي أبي طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك.

وفي شهر رمضان قبل هجرة الرسول بثلاث سنين عام 629م وعمرها خمس وستون سنة، وكان مقامها مع الرسول بعدما تزوجها أربعاً وعشرين سنة وستة أشهر، ودفنها الرسول بالحجون (مقبرة المعلاة).

حزن على فراقها حزناً شديداً وزاد حزنه شدَّةً بوفاة عمِّه أبي طالب في العام نفسه؛ ليسمى بذلك هذا العام عام الحزن؛ لخسارته -عليه الصَّلاة والسَّلام- لاثنين من أكثر من سانده وآزره وخفف عنه في أثناء الدَّعوة.

ظلَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- وفيَّاً لخديجة -رضي الله عنها- بعد وفاتها، حتى مع زواجه بغيرها؛ حيثُ كان يكرم صاحبات خديجة إكراماً ووفاءً لها، وقد رُوي عن عائشة رضي الله عنها: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا ذبَح الشَّاةَ يقولُ: اذهَبوا بذي إلى أصدقاءِ خديجةَ قالت: فأغضَبْتُه يومًا فقال صلَّ اللهُ عليه وسلَّم: “إنِّي رُزِقْتُ حُبَّها”

زر الذهاب إلى الأعلى