طارق الصاوى يكتب : في يومها العالمي أقدم التحية للمرأة المصرية ” تاج نساء عصرها “
روى العلامة الأنصارى أن الإمام الشافعي رحمه الله قال: من لم يتزوّج مصرية فليس بمحصن ، فالمرأة المصرية من الازل هي تاج نساء الدنيا بعد المصطفين من آل بيوت الأنبياء والمرسلين ، وخرج من بينهن هاجر أم إسماعيل ، و أيارخا أم موسى ، وآسيا بنت مزاحم زوجة ” فرعون” فقد سطرت المرأة المصرية تاريجا من النضال في شتى مجالات الحياة ، تعجز عنه نظيراتها من نساء الدنيا ،
فليست المرأة المصرية هي تلك الحالة التى تصورها الاعمال الدرامية والفنية والإعلامية الكاذبة المشوهة للمرأة المصرية التي قدمت ولا زالت تقدم لوطنها ومجتمعها وأسرتها ما تعجز عنه أي امرأة في العالم.، بل ولا يعجز المرأة المصرية أو يعيقها أي ظرف من ظروف الحياة أن تبلغ غاية الجهد فى عطائها لكل من حولها.
فهاهي المرأة المصرية الأفقر حالا والأقل تعليما تسعى لتحصيل لقمة العيش بكد اليمين وعرق الجبين، تساعد زوجها إذا كان مريضا أو فقيرا وتربى وتعلم أبنائها إذا ترملت وإذا قلت الأسباب المؤهلة للعمل تحفر فى الصخر لايوقفها عن جهادها شىء ولايعوقها عن نضالها عائق وإذا كان هذا حال المرأة المصرية الفقيرة الأمية التى لاتملك ما يؤهلها للعمل . فكيف يكون حال المرأة التى تحصلت على مؤهلات العمل أو تخرجت من المدارس والجامعات ونشأت فى مستويات إجتماعية راقية أو متوسطة .
و تقوم المرأة المصرية بدور لاتقوم به أى امرأة فى العالم فهى عاملة منتجة فى أغلب الأحيان وهى أم تربى وتعلم وتجابه مع أبنائها سيل جارف من الثقافات المنحرفة التى تتسرب الى الأسرة عبر وسائل الإفساد فتعالج وتوجه وتصلح وتلقن .. وهى أيضا زوجة لامثيل لها حتى لو أهملها أو طغى عليها زوجها تجدها من اكثر النساء صبرا وتحملا للحفاظ على أسرتها التى هى نواة مجتمعها . وبعد أن تنهى عملها وتراعى أبنائها وتقوم على شئون بيتها من نظافة و غسيل وإعداد طعام .
المرأة المصرية التى يجدها الزوج تجالسه وتلاطفه وتحنوا عليه وتشور عليه وتشد من أزره ، فإذا جاء يوم الحيرة والحسم ألا وهو يوم ( قبض المرتب ) آخر الشهر وحين تظهر الإحصائيات المؤلمة التى تعبر عن إحتياجات الأسرة خلال الشهر والتى لايكفى لتدبيرها راتب الزوج والزوجة معا فإذا بالمرأة المصرية تتحمل هى التبعات فى حل هذا اللغز الذى يفشل فى حله الحكماء ، فتجد المرأة المصرية هى التى تدير بيتها وتقود سفينة النفقات وسط أعاصير الإحتياجات و أمواجا متلاطمة من الأسعار التى لاتكف عن الإرتفاع المستفز الأعمى وتدبر نفقة البيت من خلال دخلها ودخل زوجها المطحون وبطريقة تصعب على أى امرأة غير مصرية أن تقوم بها لأن المصرية تربت فى هذه الأحوال وخرجت من بيت تديره أمرأة لقنتها طريقتها .
وقد يشهد المجتمع المعاصر إعترافاً متنامياً بحاجة المجتمع للمرأة وبروزها في مجال الأعمال وفي ميادين عديدة بعضها مشترك مع الرجل وبعضها يكاد يكون مميزاً للمرأة. وهذا الإعتراف دعم حركة المطالبة بحقوق المرأة. التي تنطلق من مباديء بعيدة عن المعايشة الإنسانية للمرأة.
ذلك أن حقوق المرأة إنما هي تكريس لواقع معيش وليست موضوع تنافس أو تصنيف. ذلك أن ممارسة المرأة لحقوقها الإنسانية ومنها حق العمل ليست مجال معارك بل هي مجال إعتراف تفرضه الممارسة وثبوت الفعالية ، ولذا كانت المرأة المصرية هى سيدة نساء عصرها فى تحقيق المنفعة لمجتمعها وإدارة شئون أسرتها فى كل الظروف وجميع الأحوال .
وقد تعرضت المرأة المصرية إلى التشويه المتعمد من خلال أبشع الصور التى نراها فى أعمال أهل الأفلام والمسلسلات التى صاغها وقدمها من حولوا الثقافة إلى سخافة والادب إلي قلة ادب والإبداع إلي ابتداع ، ثم يدعى أن هذا العمل هو نقل للواقع الذى تعيشه المرأة المصرية، أى واقع وأى امرأة إنه الواقع الذى يتمنوه لها وهى المرأة التى تعيش فى مخيلاتهم وهى المرأة التى يتمنون وجودها ليستغلوها أسوء استغلال .
إننى أنظر حولى فلا أجد هذا النوع من النساء والفتيات التى يعرضونها علينا بأعمالهم الفنية – وأين الأعمال التى تقدم لنا المرأة كنموذج يحتذى فى العلم والفهم والجهد و الرعاية والنضال والتضحية ، فأين المرأة التى آزرت زوجها وخاضت معه معركة الحياة حتى ربت وعلمت وزوجت أبنائها ، وأين المرأة التى مرض زوجها مرضا عضال فشمرت عن ساعد الكد وعملت غاية الجهد لتقف بجانبه وتوفر له نفقات العلاج من صلب دخل الأسرة الزهيد . الى أن يشفيه الله أو يتوفاه .
وأين المرأة التى مات عنها زوجها فقعدت على الإيتام تناضل فى سبيل تربيتهم وتعليمهم فإذا بها خرّجت لمجتمعها من بين الأيتام طبيبا أو مهندسا أو عالما ، أين الفتاة التى اجتهدت فى سبيل تحصيل العلم وسخرت حياتها لبلوغ غايتها الى أن وصلت الى أعـلى الشهادات وأعلى المناصب أين الطبيبة الكفؤ والمهندسة الناجحة والموظفة الملتزمة والمدرسة المربية الفاضلة التى تلقن أبنائنا كيف يكونون رجالا يعيدون لأمتنا مجدها وعزها – أين ، وأين ، وأين – وكل منا يحفظ قصة أو أكثر من قصص الحياة الواقعية التى تغيب عن أعمال السفهاء من دعاة الفن الذى لايستخدمونه الا لتحقيق العوج واثارة الفتن والترويج للباطل