محسن عليوة يكتب : عيد العمال وكورونا

فى الأول من مايو من كل عام وعلى مستوى العالم بأسره يتم الإحتفال بيوم العمال العالمى ( عيد العمال ) وطموح ممثلى العمال على مستوى العالم فى الوصول الى ظروف عمل وأجور وحماية إجتماعية أفضل للطبقة العاملة.
و تحتفل الطبقة العاملة بعيد العمال لتحيى فيه جهاد وتضحيات أبنائها فى سبيل تحقيق الخير، وكما هو معروف أن هذا العيد يُعد مرتبطاً بالنظم الإشتراكية فإن كافة الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية تحتفل وتقر بهذا الاحتفال وتعطيه إهتماماً كبيراً لأن الطبقة العاملة هى الشريحة الأكبر والأكثر تأثيراً فى المجتمع وتعمل على بنائه وتطوره..
 
و يتزامن الأول من مايو هذا العام مع هذا الإنتشار المرعب لفيروس كورونا، و يأتى عيد العمال فى الإجراءات الاحترازية التى فرضت منع التجمعات والتباعد الاجتماعى وتخفيض العمالة والحجر الصحى المنزلى ، مما يُعد حائلاً بين العمال وإحتفالهم بعيدهم السنوى . 

والعامل فى مختلف المهن والحرف والصناعات يستحق من جميع مؤسسات الدولة الاحتفاء به وتكريمه لأنه العنصر الفاعل فى المجتمع، والركيزة الاساسية من ركائزه، ولا يستطيع أى إنسان مهما كان قدره ومكانته أن ينكر دور العمال فى صياغة كثير من الملاحم الوطنية وصياغة الكثير من المكتسبات الوطنية فى كل مناحى الحياة زراعياً وصناعياً.
 
وفى مصر كباقى العالم ، فرضت ظروف إنتشار الفيروس وما ترتب على هذه الإجراءات الإحترازية من ركود إقتصادى عالمى وتأثرت بذلك الطبقة العاملة تأثيراً مباشراً .

وبذلك أصبح من المؤكد إلغاء إحتفالات عيد العمال هذا العام فى العالم بأسره.  

و يعتبر قرار عدم الاحتفال بعيد الطبقة العاملة  قرار غير مسبوق و نحن كأمانة عمال  كنا كل عام نقوم بتنظيم العديد من الفاعليات العمالية لتكريم الطبقة العاملة فى كل المحافظات ذات التجمعات العمالية والمناطق الصناعية  ولكن فى هذا العام  نتواصل مع الكثير من القواعد العمالية لحثهم على تطبيق الإجراءات الإحترازية للحد من تفشى هذا الوباء القاتل ( كورونا ) و نحثهم على احترام القواعد والتعليمات الصادرة من الدولة ووزارة الصحة و سنتواصل معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعى للإطلاع على معرفة ظروفهم وظروف العمل ومستجداته والتأكد من قيامهم باتخاذ كافة الإجراءات الإحترازية  للحماية من العدوى

والـتأكد أيضاً من تقليل مجموعات العمل و إحترام  المسافة الآمنة بين الأفراد، التى يجب أن لا تقل عن متر ونصف، وتوفير الكمامات ووسائل التعقيم  بما يضمن انتظام سير العمل والحفاظ على صحة وسلامة العاملين  .

وإن شاء الله سيحتفل عمال وعاملات مصر بعيدهم وسط كل هذه التحديات السياسية والإجتماعية والإقتصادية رغم  التأثيرات والأثار السلبية الخطيرة التى ألقت بظلالها على الكثير من الطبقات الفقيرة والوسطى على مستوى العالم كله فلم تسلم بلد من تلك الأثار    وقد إتسعت آثاره القاتلة لتشمل هزات كبيرة للإقتصاد العالمى أدت الى إغلاق الكثير من المصانع والمعامل وتسريح الكثير من العمال فى القطاعات الخاصة بشكل غير مسبوق على مستوى العالم سواء الدول  الرأسمالية أو الدول النامية .

و على الرغم من ذلك فإن ما قرره السيد الرئيس من قرارات حماية للعمالة الغير منتظمة وحث رجال الأعمال الوطنيين لرفع بعض المعاناة عن كاهل هذه الفئة وقيام الأزهر والكنيسة و والبرلمانيين والسياسيين والرياضيين والإعلاميين و رجال الجيش بتقديم الدعم وكفالة العديد من الأسر المتضررة من الآثار السلبية لكورونا .

وبإذن الله فإن يقينى بالله ان الخير قادم ، وفى الختام أتقدم بخالص التحية والتقدير لعمال مصر فى عيدهم وأدعو الله عز وجل أن يكشف عنا هذه الغمة وان تعود الأمور الى ما كانت عليه قبل نزول هذا الوباء .

بقلم : محسن عليوة
أمين عمال حزب حماة الوطن
 

زر الذهاب إلى الأعلى