آراءأهم الأخبار

عايدة عوض تكتب : الموجة الثانية من كورونا


بعد “التكهنات” بموجة ثانية لكورونا منتظرة في الخريف القادم، نجد انها بدأت فعلاً في الصينً لكن هذه المرة في بكين وليس ووهان التي كانت هدف البؤرة السابقة. وهذا يثير الكثير من التساؤلات لان بكين كانت نظيفة تماما ولم تمس في الهجمة الاولي من كورونا.

وبدات الاعداد بسيطة في بكين ولكن السلطات الصينية اخذتها بمنتهى الجدية وبدات الاجراءات الاحترازية في الحال، ومع ذلك تتزايد حالات الاصابات الجديده اليومية بشكل ملحوظ، وحتى اعداد الوفيات لافت للنظر.


وطبعاً بدأ على الفور التتبع لمعرفة من هو مريض رقم صفر لمحاولة التعرف على مصدر هذه الموجة. وبعد عمل اختبارات لأكثر من ٧٦ الف شخص تبين اصابة ٥٩ بفيروس كورونا واغلبها بسوق للمواد الغذائية بالجملة “”شينفادي” وهو الاكبر في البلدة. ففرضت على الفور “حالات الطوارئ في زمن الحرب” في اجزاء من المدينة

واغلق السوق ولا يقل عن ١١ حياً محيطاً بالسوق ووضع احياء اخرى تحت الملاحظة للابلاغ عن حالات اخرى بها تحت الاغلاق. وقال المسؤلين ان قرابة ٣٠ الف زاروا هذا السوق في خلال ال١٤ يوم السابقة لانتشار العدوى، وطلب منهم الحجر الصحي بالبيت لمدة اسبوعين.


وقال المسؤل عن السوق انه تم العثور على اثار الفيروس في عينات بيئية متعددة مأخوذة من السوق بما فيها الواح تقطيع تستخدم لفرم سمك السلمون المستورد مما دفع لسحبها من المحلات والمطاعم.


واتضح ان التسلسل الچيني يشبه السلالات الاوروبية ولذا بدأوا في التفتيش الدقيق لكل الشحنات الاتية من الخارج.
ولكن عادت ونفت انتشار الفيروس عبر الاسماك المستوردة لانه لا يعيش الا في الثدييات.


والجدير بالذكر ان مصر قد اعلنت ان كل الاسماك المستورده منذ مارس الماضي تخضع لرقابة شديدة وانها كلها سليمة.


الملفت للنظر ان هذا التقرير من الCNN يظهر ان الفيروس وجد في عدة عينات بيئية في السوق، والسوق اصلاً في بكين التي لم تمس في الهجمة الاولى للفيروس التي تركزت في ووهان المنطقة الصناعية. والان بكين العاصمة.

ويبدو ان الفيروس ينتشر بسرعة غريبة تماماً واكثر مما حدث في ووهان وكل هذه إشارات الى انه ليس انتشاراً طبيعياً مثل اي فيروس بل بدأ في عدة اماكن داخل السوق وكأنه زرع في اماكن متفرقة داخل السوق الاكبر في المدينه لضمان انتشار الفيروس بشكل وبائي في المدينة لكثرة زوار هذا السوق. وهنا مرة اخرى نجد شبهة حرب بيولوچية ومرة ثانية الصين هى المستهدفة فيها.


ومع بدء بؤر جديده من الفيروس من السلالات الأوروبية في الانتشار في بكين اعلنت شركة صينية “سينوفاك بيوتك” ان اللقاح الذي يقومون بتجربته الان يحرض الجسم على انتاج اجسام مضادة للفيروس واختبر على ٧٠٠ متطوع في المرحلتين الاولى والثانية حيث في ٩٠٪؜ منهم تطورت الاجسام المضادة في المرحلة الثانية. وتتعاون الشركة مع معهد “بوتانتان”في البرازيل لاجراء اختبارات المرحلة الثالثة والاخيره قبل طلب موافقة السلطات الصحية الصينية لبدء الإنتاج.


اسلوب الصين في اللقاح هو استخدام الفيروس الكامل وهو ابطاء من نهج امريكا الذي تستخدم فيه المواد الوراثية للفيروس ، لكن اسلوب الصين فعال اكثر وهو الذي يستخدم في لقاحات شلل الاطفال والانفلونزا وداء الكلب حتى الان. اما الاسلوب الامريكي اسرع في التصنيع ولكن على العلماء معرفة اي جزء من الفيروس يعد الافضل تكراره من اجل إحداث استجابة مناعية قوية.


مع تزايد اعداد الاصابات في بكين حذر رئيس بلديتها ان الوضع خطير جداً ولابد من تطبيق اقصى حزم للاجراءات الوقائية. وبداء تلاميذ المدارس في الدراسة المنزلية واغلقت اربعة اسواق اخرى في المدينة ووضعت ٣٠ منطقة سكنية حولها تحت الحجز الصحى في بكين التى يزيد عدد سكانها عن ٢١ مليون.


وفي اخر الاخبار من الصين انها قد رفعت حالة الطوارئ في المدينة بسبب هذا التفشي الجديد للفيروس ابتداء من يوم الاربعاء ١٧ الجاري وسيتم بموجبه اغلاق روض الاطفال والمدارس الابتدائية والكليات ولكن في هذه الحالة من الطوارئ المستوي الثاني لا تتطلب اغلاق الشركات والمصانع ولو ان التوصيه هى الانتقال للعمل عن بعد بقدر الامكان. وايضاً يمنع المقيمين في الاحياء التي تقع تحت الحظر من الخروج منها. واعتبر بعض العلماء ان الموجة الثانية من الفيروس شديدة الانتشار واكثر عدوى من سلالة مدينة ووهان.


وفي نفس إطار الوقاية قام مطار بكين بالغاء حوالي ٧٠٪؜ من الرحلات المقررة وتصل لحوالى الف رحلة جوية. واكتشاف هذه البؤرة الجديدة في بكين يعنى فرض الكثير من البلاد الحجر الصحى على القادمين من بكين.


وكان اكثر مروجي خطورة الموجة الثانية للفيروس هو الدكتور انطوني فاوتشي العامل في الفريق الرئاسي تحت مايك بينس نائب ترامب ورئيس هذا الفريق. ومنذ اكثر من اسبوعين لم يظهر الدكتور فاوتشي الذي حامت حوله الكثير من الشبهات مؤخرا، وبدأ مايك بنس هو الذي يعطي الاحاديث الصحفية بالنسبة للفيروس.

وفي اخر مقال لمايك بنس قال فيه أن “وسائل الاعلام تدق ناقوس الخطر حول مجيء الموجة الثانية المزعومة من عدوى كورونا. إنها نوبة خوف مبالغ فيها”. وقد يكون هذا لادراك الادارة الامريكية ان ارعاب الشعب من موجه جديدة كما كان يفعل فاوتشي قد يحسن من مبيعات اللقاح المنتظر ولكنه يسئ الى ادارة ترامب للازمة ويؤثر على فرصة ترامب في الفوز في الانتخابات القادمة.


اعلنت الصين مؤخراً انها توصلت الى تسلسل “الچينوم” للسلالة الجديده التي تضرب بكين الان وانها اكثر تفشياً وانتشاراً من تلك التي كانت قد ضربت ووهان. وقد ابلغت منظمة الصحة العالمية بذلك واعترفت المنظمة بهذا الابلاغ في محاولة لتحاشي تكرار اتهامات امريكا بان الصين متواطئة في نشر الفيروس كما كان قد بدأ ترامب في التلميح لذلك.


وكل ما يحدث الان بالنسبة للموجة الثانية من كورونا يثبت اكثر انها حرب بيولوجية من ماسوني امريكا على الصين وباقي العالم في المحاولة الشرسة التي يقومون بها لضرب الاقتصاد الصيني الذي يؤثر على الاقتصاد العالمي ولتغير كل شئ في العالم الغربي لتطبيق النظام العالمى الجديد بشكل اقرب للشيوعية التي وجدوا فيها قدرة اكبر على السيطرة على الشعوب.


وكما هو الحال دائماً فمن يدفع ثمن طموحات نخبة الشر هم الشعوب انفسهم.
حفظ الله العالم من الاشرار

زر الذهاب إلى الأعلى