آراء

فتحي حسين يكتب كهنة و عواجيز الإعلام !!

سؤال غريب ربما جريء في الوقت نفسه ، لم يطرحه احد غيري من قبل ! بالرغم من انني ازعم انه طرأ علي اذهان الجميع -طوال الوقت ومنذ عقود مضت- وهو خاص بتكليف عواجيز الإعلام او ما يسمون بكهنة الإعلام في مناصب عامة كبيرة خاصة بضبط العمل الاعلامي والمشهد الصحفي في بلادنا وكأن هؤلاء العواجيز الذين بلغوا من العمر ارذله ووصلوا الي سن المعاش والتقاعد لا يزال لديهم حلول لم يسمع عنها احد لازمات الإعلام في بلادنا ،بالرغم من تشجيع الدولة الشباب واحتضانهم من أجل تقلد مناصب عامة بما لديهم من افكار جديدة وحماسة وقوة الا ان الحكومة لا تزال تصر الاعتماد علي من بلغوا السن السبعين مثلا سواء من الاعلاميين والصحفيين الممارسين سابقا للعمل او اساتذة الجامعات الذين شاخوا مع مرور الزمن كما شاخت كتبهم وابحاثهم واطروحاتهم ولم تعد لها قيمة تتناسب مع متطلبات العصر الحديث في ظل تطور الإعلام المستمر وثورة وتكنولوجيا الاتصال وتقنيات المعلومات!
وربما سيأتي إلينا صوت مختلف يقول لنا ان الحكومة تعتمد علي كبار السن من الاعلاميين واساتذة الجامعات لخبراتهم الطويلة في المجال ، ربما لا تزال جعبتهم تحوي قدر من المعلومات والخبرات لا تتوافر في غيرهم وهذا كذب وافتراء وعذر اقبح من الذنب ، لانه ليس هناك لدينا خبرات حقيقية في مجال الإعلام وانما هي اجتهادات ورؤي ربما غير سليمة يقدمها الخبير سواء كان شابا او رجل او كبير السن وكهل من شيوخ المهنة الاعلامية او الجامعة!
الأمر الاخر وهو دوما ما نلاحظ عدد من الاعلاميين الكبار واساتذة الجامعات في مجال الإعلام تحديدا هم من يتصدرون المشهد الاعلامي في الظهور في وسائل الإعلام والصحف منذ اكثر من 30 سنة حتي الان!!؟ وجميعهم يحمل مناصب مختلفة افضلها مستشار اعلامي لوزير ما وعكيد كلية في جامعة خاصة ورئيس لجنة في معهد ما ورئيس قسمةفي كلية ما وعصو هيئة وطنية الإعلام او الصحافة وعضو لجنة الترقيات والمجلس الاعلي الجامعات ومستشار الأكثر من جامعة خاصة ومناقش الرسائل جامعية طوال الأسبوع بواقع كل يوم رسالة!!
وغيرها من المناصب التي لا أعرف كيف ومتي ينجزها في وقت واحد !
علي كل حال فلابد من إعطاء الفرصة الشباب او حتي الكبار من الوجوه التي لم نراها كثيرا علي الإعلام من أجل تقلد الوظائف العامة كعضو في الهيئات الاعلامية الثالثة او غيرها من الاحداث والمؤتمرات ، كنوع من الجديد للدماء بدلا من عواجيز الفرح وكهنة الاعلام الذين نراهم علي الشاشات طوال الثلاث عقود الماضية وفي الصحافة وكأن مصر خلت من الخبراء واساتذة الإعلام الا من تسعة افراد هم من يتصدرون المشهد الاعلامي وربما السياسي والاقتصادي !
وفي احوال اخري نجد بعضهم يترك مجال التدريس بالجامعة ويتجه للفضائيات والبحث عن اجور اعلي وشهرة اوسع لم يحققها من قبل من خلال تواجده بالجامعة !
نحن نريد تغيير وجوه كهنة الإعلام وعواجيزه الذين صدعونا في وسائل الإعلام طوال العقود الماضية دون تغيير في ممارسات الإعلام الي الأفضل ونريد اختيار شخصيات منهم للعمل العام علي أساس الحرفية والمهارة والكفاءة وليس علي أساس الثقة فقط ، خلاص لقد تنتهي عصر اختيار اهل الثقة من أجل بلد افضل ان شاء الله!!

زر الذهاب إلى الأعلى