آراء

الشيخ علم عبدالسميع يكتب : “السلام” صمام امان المجتمعات

إفشاء السلام ليس تقليدا اجتماعيا يخضع للمستجدات والمتغيرات والأهواء البشرية ، وإنما هو أدب ثابت من آداب الإسلام حيث أمر الله عزوجل به عباده ووضح النبي صلى الله عليه وسلم أحكامه وآدابه
ففي القرآن الكريم أمر الله تعالى المؤمنين بإلقاء السلام تحية لهم ، فقال تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتي تستأنسوا وتسلموا علي أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ”

وقد زكي ربنا هذه التحية وزينها بالخير والبركة،
حتي نحافظ عليها ولانعدل عنها إلي غيرها، فقال تعالى : ” فإذا دخلتم بيوتا فسلموا علي أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة….. ”

ومفهوم السلام هو اعم من مجرد إلقاء التحية عند المسلمين فهو معني شامل لكل معاني قيم السلامة والأمن والطمأنينة علي النفس والمال والأرض والعرض ، لذلك كانت له مظاهر متعددة حرص الإسلام علي إقامتها، وشدد علي ضرورة المحافظة عليها، منها:

إفشاء السلام قولا: فقد حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم وجعله من أفضل الأعمال وأمرنا بإلقائه علي من عرفنا ومن لم نعرف، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير ؟ قال: (“تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ”
وهذا هو ما أسس له صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، فكان من أول توجيهاته صلى الله عليه وسلم لأهل علي إختلاف معتقداتهم حيث أسس لبناء مجتمع مترابط متماسك، تسوده المحبة والألفة

إفشاء السلام فعلا: وهذا لايتأتي إلا برعاية الحقوق والواجبات وكف الأذى عن الناس كافة بغض النظر عن أجناسهم وألوانهم وأديانهم، وعدم التعرض لهم بأي لون من ألوان الإعتداء، يقول صلى الله عليه وسلم” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر مانهي آلله عنه ”

وقد جاء في رسالة بولس الرسول الثانية عيشوا بالسلام واله المحبة سيكون معكم
وجاء فيإنجيل متي
“طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء آلله يدعون ”

وجاء في سفر الأمثال
” لقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملآن ذبائح معها خصام ،

من أجل إفشاء السلام عمليا حرم الإسلام القتل وغلظ عقوبته، حتي ينعم الناس بالسلام والأمان علي أنفسهم ودمائهم، قال تعالى: ” ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ”
كذلك حرم الإسلام إزهاق أرواح غير المسلمين ممن لهم عهد وذمة، يقول صلى الله عليه وسلم: ” من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما ”

إفشاء السلام في العالمين: وجه الإسلام الدعوة لجميع الخلق للتعارف والتآلف فيما بينهم، نشرا للسلام العالمي فقال تعالى: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }
وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: “ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار ”

والجدير بالذكر أن إفشاء السلام عالميا هو صمام أمان للمجتمعات، فالمجتمع الذي يعيش بالسلام ترتفع دعائمه وتعلوا رايته، يعيش أبنائه في أمن وأمان وسلم واستقرار يقوي اقتصاديا يكون في سعة من العيش والرغد.

السلام مطلب إنساني
نعم السلام مطلب إنساني لجميع الخلق، ولا غني للبشرية عنه، وضرورة السلام في كل الأديان السماوية تنبع من أنه دين يسوي بين الناس جميعا في الحقوق والواجبات فبدون السلام لايمكن أن تستقيم الحياة ولن يتمكن أي إنسان علي وجه الأرض أن يؤدي عباداته تكليفاته واجباته ولم ولن يتحقق التقدم والرخاء ولن يأمن الناس علي أرواحهم وأموالهم وأعراضهم . الا بالسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى