منوعات

د/نور المعداوى يكتب : سلسلة بنت الفرات

كان لي طفلة جميلة جداً
عمرها ثلاث سنوات
كنت أحبها وتحبني
لا أفارقها إلا بدموعنا
وتحلم بي وأحلم بها وفي يوم خرجت مثل كل الأطفال تلعب
ساعه ساعتين إختفت
بحثت في كل شارع
كل المعارف
كل المستشفيات كل الأقسام
بكيت سنوات طويله
ولا خبر

وفرغت حبي لإخواتها
والأيتام وكل ليله أبكي
لأنام وأجدها في حضني
في نومي

أحببت النوم لحضنها
ودفئ روحها وهي تضحك
لا تقلق وتداعبني
وتقرص وجهي بخفة دم
ليال وسنوات لا تفارق روحي وحلمي ودموع متفرقه في نهاري

وبعد أربعين سنه كنت أجلس
في حديقة عامه وحدي
وجدت سيده كبيرة معها أطفال تنظر لي نظرت لعيونها
لا أغلق عيني وهي فيها دموع مثل النهر أطفالها يقولون ما بك؟ لا ترد

فقط تنظر لعيني وتبكي
قلت ياربي هل سمعتني
هل عرفت حالي أي يوم
أي شروق وفجأه وجدتها في حضني تعجبت وارتبكت
سيدة في حضني لا اعرف كيف…

ولا أرى غيرها وتنسمت عرقها
قلت أخيراً وجدتك أين أنتي
وسال دمعها كنهر ساخن جداً
هدأت روعها وحملت أطفالها
قالت لي كيف تركتني كل هذا العمر؟

ألم تحس بدمعي بحلمي
ندائي وبكينا كثيراً
قالت أعرف حالك مثل حالي
كل ما حدث لك حدث لي
أبي

حبيبي أريد ميراثي منك
قلت لا املك مالاً
قالت عندي مال كثير
وليس عندي حبك وروحك
كيف يا أبي لاتختار لي زوجي
لاتساعدني لا تستخير ربك
لأجلي هل سجدت تدعو
هل حكيت لأطفالي حكايات الأرنب عن والديك والهند
قل صبراً صبراً

أنا لكِ بقية عمري قالت أريد ميراثي أبي اسمعني حرمت من حب أبي وهو يتنفس في مكان بعيد أريدك تأخذ طفلتك
نعم أنا طفلتك تسافر بي
تعلمني الحب والحنان تربي لي أطفالي عشت وحدي
رغم كل من حولي كان أنسي فقط في نومي مثلك تماماً
قلت كل كلامك أوامر
قالت تأخذ طفلتك لكل جميل
وترويني من كل نهر
وتغطيني بكل سحابة وتهديني أشجار وثلوج
ااه أحب الأعبك بالثلوج
نعم

وأنت نهري العذب الدافئ
عمري ٣ سنوات كبرت بعيداً
من الأن أنت الفرات
وأنا بنت الفرات

زر الذهاب إلى الأعلى