آراء

عبدالعظيم القاضي يكتب : رحيل ملك التواضع

الموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة التي لايستطيع احد انكارها ، منذ ساعات معدودة ، رحل الكاتب الصحفي صاحب القلب الكبير احمد حرك في هدوء تام لم يشعر به احد كأنه طيف خيال وإذا كان قد رحل بجسده فهو خالد في القلوب والاذهان بافعاله وأقواله،

شخصية فريدة من نوعها ، تعددت صفاته لم تغره الدنيا بما تقلده من مناصب فقد شغل مراكز مرموقة فى بلاط صاحبة الجلالة فعين امينا مساعدا للمجلس الاعلى للصحافة ونائبا لرئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر وأول رئيسا لتحرير جريدة العمال ، وعضوا سابقا بالبرلمان وصحفيا بارزا بجريدة الجمهورية ، وحصل علي العديد من الاوسمة ورغم ذلك لم يغلق يوما بابه فى وجه احد ولم يكن هناك حاجزا يعوق قاصده ، بابه مفتوح للجميع منهجية غير مسبوقة ،دون تمييز بين درجة أو فئة أو مواطن واخر

نعم هناك حقيقة يعرفها القاصي والدانى لاتغيب عن اعين العقلاء ، الا وهى انه ليس للرجل سوى مجد واحد حقيقي، هو التواضع.
فأشد العلماء تواضعاً أكثرهم علماً، وبقدر ما يكون مقام المرء رفيعاً بقدر ما يتعين عليه أن يبدو متواضعاً ، وكلما ارتفع الشريف تواضع، هكذا كانت حياة الفقيد رحمه الله حتى أطلق عليه الناس أنه ملك التواضع ،

نعم يمكن للإنسان أن يصعد أعلى القمم، لكن لا يمكنه البقاء فيها طويلاً إلا ان الفقيد رحمه الله ظل على القمة متربعا حبه في قلوب محبيه ،

لم يخضع لهوي النفس المعجونة بالكبر فقد علم ان من أراد الله تعالى اهلاكه حرمه التواضع ،فالتواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس وتدعو إلى المودة والمحبة فتعلقت ارواحنا به ،

وداعا أيها الاب الحنون والمعلم الصادق والقائد الحكيم الى ان نلقاك في جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .

زر الذهاب إلى الأعلى