آراء

د.هشام الفولي يكتب: رحل “حرك” ولم يرحل نضاله

” لوعايز تنجح في مهنة كلها متاعب لازم تتعلم صح وتتعب ولا تنتظر منها المكاسب المادية الآن، فالمهنة رغم همومها إلا إنها تستحق من يعشقها”، بتلك الكلمات التي مر عليها أكثر من 18 عام في أول لقاء مع شيخ من شيوخ مهنة الصحافة في العالم العربي والتي ما زلت أحفظها واتذكرها كنهج ومنهج.

ليس فقط لمدلول تلك الكلمات للأستاذ والأب والأخ الراحل عن عالمنا أحمد حرك رئيس تحرير جريدة العمال العريقة، والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للصحافة، والنائب البرلماني السابق، والكثير من المناصب الأخرى والتي رحلت مع جسده الطاهر ولكن ما نفع الناس مكث في الأرض.

أول ذلك النفع السيرة الطيبة وما قدمه لتلاميذه من أخلاقيات مهنية وفنون ومهارات صحفية أثقلت الجميع في مدرسة صحفية دون مبالغة تعلمت فيها عبر سنوات وشرفت بعضوية نقابة الصحفيين كمدير لمكتب الصحيفة في محافظة المنيا قبل انتقالي للعمل بالجامعة مع أساتذة بالصحيفة لا يبحثون عن الشهرة ونزوات المهنة بقدر حرصهم على تحقيق مبادئ المهنة وأخلاقياتها.

وبعد كُل ذلك فقد ترك “حرك” أرث نضالي في الدفاع عن حقوق العمال وتاريخ في مهنة الصحافة، فكان أيقونة في مواقف تاريخية للمهنة والنضال العمالي.

وعزائنا بكونه في مكان أجمل مع الله، وأيضًا الإرث الحقيقي في وجداننا وضمائرنا يعيش بما تركه في قلوب الجميع، ولا نملك إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأسكنه فسيح جناته.

 

yoast

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى