آراء

د. داليا البيسي تكتب : سطور من الحياة

نحن نعيش فى عصر ينظر فيه الأفراد الى ردة الفعل يغفلون الفعل ذاته فلقد عهدنا اعواما واعواما افعال وكلمات وعادات وطباع افضت بنا الى ما وصلنا اليه الآن شكلت ملامحنا واستبدلت عواطفنا ونحتت بين جوانبنا الكثير صرنا كما نحن الآن.

الفعل يسبق ردة الفعل والشعور بالاهتمام والمودة ماهو الا رد فعل متبادل لآخر والقسوة والصلابة نتاج أحداث متلاحقة اعتدناها حتى اعتادتنا مع كل المواقف القاسية.

كم كنت اتساءل لماذا هذه القسوة ولم الصلابة وصرت ابحث عن الرد لعلنى أجد تفسير على الرغم من أن هؤلاء الافراد ليسوا كذلك لعلنى أصل الى معرفة ماهية السكوت واصل الصمت وتفسير لردود الفعل الباهتة والصادمة.
لكل فعل رد فعل والله يحب الشخص الهين اللين الودود الذى يطغى وده وحبه للآخريين فنحن لا نعيش بمفردنا بل لاوجود لنا بدون الآخر فنحن نصف وبالآخر نكتمل ونحن فرادى وبالجميع تنعم الحياه.

فلقد قيل الصحبة – الرفاق – الاصدقاء – الرحم وكلها معانى لجمع يجتمع فيه مجموعة متشابهة من الافراد فى الخصائص والسمات وقيل الرفيق اى الشبيه الشخص الذى يتراءى أمامك وكأنك أنت وكأنك أمام مرآتك يحتويك يلتقى معك دوما فى زحمة الحياة بين منعطفاتها تجده بجوارك فى الفرح والحزن فى الالم والسعادة يهتم بك تجتمعا على المودة والمحبة… فان خانتنا الصحبة فلا يمكن ان تخوننا المشاعر والاحاسيس.

ترفقوا بانفسكم وتعافوا من ندبات الحياه فما عاد وقت ولا متسع للعزلة تمضى مسيره الحياه ولا تنتظر أحد وان اعتزلتها سبقتك الحياه
الود بالود والمحبة بالمحبة وخير الرفاق عكاز الحياه والدفعة للامام كونوا دوما مع من يفرحون بنجاحكم كونوا دوما مع من يشعروكم بمكانتكم لديهم تعافوا بالصحبة وتغافلوا السئ من القوم اختبروا القلوب وان خانتكم المواقف.

من اعتاد العطاء سيظل يعطى ومن فى كفه الوفاء لا يستطيع أن يتغير من عاش متفردا بمشاعره لا يصدق كم الزيف من حوله فالصدق سمة المشاعر ونحن نتعافى بالصحبة نتعافى بالرفاق بالكلمة الطيبة ولكل كسرة جبر فلنعفو ولنصفح .

افتح يديك للاخرين وامضى هنيئا وتسامح وتغافل لأجل الود فبالآخر تخفف الاحمال ولو كانت ثقل الجبال فنحن بفضل الله نعيش توازنوا فى علاقاتكم واحتفظوا بأنفسكم معافين سالمين.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى