آراء

د.فتحي حسين يكتب : مات ملك السيناريو ..وحيد حامد

رحل عن عالمنا شخصية عظيمة أثرت عالم السينما والتليفزيون بأعمال خالدة لا يمكن لأي مثقف أو انسان عادي أن ينساها وهو الكاتب الكبير وحيد حامد الذي تم تكريمه قبل موته بشهر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وسط دموع وتصفيق حاد من الجماهير في المسرح وخارجه وعبر الشاشات،تكريما لرحلة عطاءه التي بدأت منذ أكثر من ٥٠ سنة حتي اليوم والتي شكلت عقول جيل كامل وأجيال اخري قادمة بالكلمة المؤثرة الجريئة التي لا يمكن أن تخرج من اي قلم اخر سوي وحيد حامد والذي صنعت أفلامه نجوم كثيرة وأعمال أثرت الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية كلها بأفكار متنوعة فضلا عن كونه سابقا عصره في كل الأحوال.

سادت الاحزان مع بدأ العام الجديد 2021 وكأن أحزاننا التي دامت سنة كاملة بسبب جائحة كورونا لم تشفع لنا أن نفرح اقترح بقدوم لقاح للمرض العصري وانما حالة الحزن عادت مجددا مع سماع نبأ وفأة السيناريست الكبير والمؤلف وحيد حامد الملقب بملك السيناريو وصاحب مدرسة كبيرة في الكتابة الجميلة المؤثرة والتي تدوم مع مرور السنين والايام ،وذلك بعد صراع طويل ومرير عن المرض وعن عمر 77عاما !

ولا ننسي جمل سيناريو الكاتب العظيم وحيد حامد في فيلم الراقصة والسياسي ، وطيور الظلام واضحك الصورة تطلع حلوة وملف سامية شعراوي والمنسي والإرهاب والكباب واللعب مع الكبار وعمارة يعقوبيان والهلفوت ومسلسلات اوان الورد واحلام الفتي الطائر والجماعة ١ و٢ وغيرها من الأعمال الخالدة التي سطرت بحواراتها افكار حياة عشناها بواقعية تامة وكأنها تحدث فيما بيننا ،

كان الراحل لا يقبل أن يتم تعديل كلمة واحدة من السيناريو المكتوب في أفلامه حتي لا تضيع معالم فكرته أثناء تقديم العمل ،فقدم اجمل الافلام مثل سوق المتعة لالهام شاهين ومحمود عبد العزيز واضحك الصورة تطلع حلوة ومعالي الوزير لاحمد ذكي وغيرها من الأعمال الخالدة في ذاكرة السينما المصرية والعربية.

وحيد حامد يعتبر أهم كاتب في المنطقة العربية وصاحب مدرسة رفيعة في كتابة السيناريو والحوار وكان قليل الظهور إعلاميا وأحاديثه تقال بدقة متناهية ولم يقول كلاما والسلام بل دوما لابد أن يكون موثقا ،ولا ننسي مثلا قبيل رحيلة بسنوات قليلة ، فقد تبني حملة ضد أحدي المستشفيات الخاصة التي تتلقي تبرعات من المواطنين وتعلن في جميع وسائل الإعلام تقريبا عن التبرعات وتحث الناس علي التبرع بالمتاجرة بصور الاطفال تارة أو بإنتاج مسلسلات فاشلة لحث المواطنين علي التبرعات وظل حامد مقاتلا في حملته ومعه الصحفي أسامة داوود وظلت الحملة لشهور ونشر حامد حلقات متنوعة ضد المستشفي الخاص التي تعالج الأطفال وتم التحقيق في الامر وتحويلها إلي جهة للتحقيق و انتهت المعركة في تلنهاية بلا شيء وتم غلق الملف وكأنه شيء لم يكن وخرجت التحقيقات تقول بأن كل شيء علي ما يرام !

عاد المستشفي الي بث اعلانات ممولة لجلب التبرعات من الناس بعد فترة انقطاع طويلة بسبب حملة حامد عليها !

شخصية وحيد حامد لا ترضي أن تعيش وأمامنا ظلم لمجتمعنا وليس لنفسها فحسب وكان لا يسكت عن أي فساد يراه أمامه وقد تحدث معه كثيرا الرئيس السيسي وتحاور معه ومع عددا من المثقفين والفنانين حول دور الفن في حياة المصريين!

رحمه الله صاحب مدرسة السيناريو والحوار وصاحب المبدأ والضمير في وقت لا نزال نبحث عن شخصية مثله وعن مباديء غابت عن حياتنا كثيرا !

yoast

زر الذهاب إلى الأعلى